أخبار الآن | بيروت – لبنان
ناقش برنامج “نون” في حلقته الثامنة موضوع “التعليم عن بعد” الذي فرض نفسه نهجاً في هذا المجال في ظلّ أزمة كورونا المستمرة، ومدى انعكاس ذلك على مستوى الطلاب وكذلك مدى جاهزية المدارس للإنحراط في البرنامج “المدمج”. وقد الإعلامية ديانا فاخوري هذه المواضيع مع مديرة العلاقات العامة في جامعة العزم الدكتورة نسرين ضناوي، والمختصة في الأدب الفرنسي والعلوم التربوية الإعلامية رانيا زيادة أشقر، التي اعتبرت أنّه مع بروز أزمة كورونا، تبيّن أنّ القطاع التربوي ليس جاهزاً لهذا النوع من التعلّم، خصوصاً من ناحية التقنيات والبرامج وكذلك بالنسبة للأساتذة… فكان هناك ضياع كبير جدّاً، ثمة وقت ضائع والأمر الأكثر صعوبة كانت بالنسبة للأطفال.
وأضافت أشقر: نحن حتى الآن نتحدث عن طلّاب عاديين، فالأمر مختلف بالنسبة للطلّاب الذين لديهم مشاكل أو صعوبات في التعلّم… لكن دعونا نقول إنّه من الممكن أن يكتسب الطلاب من خلال التعلم عن بعد، ولو بنسبة قليلة، مع الإشارة إلى أنّ الطلاب حتى في المدرسة، أي ضمن الصف، فهم لا يكتسب 100 %.
ولفتت إلى أنّ الضرر في التعلّم عن بعد ليست مسألة مكتسبات مادية فحسب، بل هناك ضرر اجتماعي وتفسي، لأنّ المدرسة هي عبارة عن عالم الطلاب والأطفال، فالتواصل أمر مهم جداً فيي هذا الإطار، والمقلق أكثر هو ما حجم هذه التراكمات التي تحصل جرّاء الإنقطاع عن المدرسة أو التعلّم عن بعد.
وأشارت إلى أنّ لبنان اليوم مضطر لأن يعمل على تدريب الطلاب وتنمية قدراتهم للتعاطي مع هذا النوع من التعلّم، وكذلك تطوير مهاراتهم، فنحن كما العالم بأكمله، نمر في ظلّ ظرف إستثنائي الناتج عن أزمة كورونا، فمن الأفضل أن يعمل الطلاب ولو بنسبة 20 أو 30 في المئة، على أن لا يتعلّموا أبداً حتى نأخذ أيضاً الجانب الإيجابي في هذا الموضوع لتمرير أزمة كورونا.
من جهتها، قالت الدكتورة ضناوي فقالت إنّ تجربة التعلّم عن بعد فشلت بكل تأكيد، فلبنان ليس لديه أي خطة حتى يتمكن التلاميذ متابعة الدراسة، حتى إبّان ثورة 17 تشرين التي حصلت في لبنان، ومن ثمّ أتت جائحة كورونا، فلو نجحت التجربة لما كنا مضطرين لإعطاء إفادات.
أمّا في يخص التعليم المدمج، فأوضحت أنّه مساحة تواصل تكون على مستوى فكري وأكاديمي، إذ يتمّ من تقسيم الطلاب إلى مجموعتين، مجموعة تكون موجودة في صف المدرسة، وأخرى في المنزل تتابع الدروس عبر الانترنت، لكن لا نعرف ما مدى فاعلية هذا النوع من الدروس، فهناك مواد دراسية تحتاج إلى الحضور.
وتابعت ضناوي: تجربة التهلّم عن بعد نجحت في دول أخرى متقدمة، وذلك ناتج عن متابعة هذه الدول للتطور الحاصل، لا سيما على صعيد التكنولوجيا ونوعية البرامج… لكن في لبنان لسنا جاهزين لأن ليس لدينا البنية التحيتة اللازمة والمطلوبة… فكيف لنا أن ننجح في هذا الإطار ومشكلة الإنترنت يعرفها الجميع، فالانترنت مثلاً ينقطع في حصة واحدة من 30 دقيقة أكثر، من 3 أو 4 مرّات.