تكتسح ظاهرة “الفلتر” عالم تطبيق إنستغرام وغيره من التطبيقات على هواتف الذين يحرصون عى مواكبة معايير الجمال المتغيّرة في عالم وسائل التواصل الإجتماعي، أنواع كثيرة من “الفلاتر” وجدت من أجل تنقية الصورة، لا بل ذهب بعضها إلى حدِّ تغيير ملامح الوجه، لدرجة أنّ الشخص قد يختلف كلّياً عن الصورة الحقيقة له.
وتشير إحصاءات إلى أنّ كثيرات من الفتيات أو السيّدات اللواتي يستخدمن مثل هذه “الفلاتر”، يشعرن بعدم الرضى والضيق لأنّهن لا يقدرن أن يظهرن في الحياة الواقعية، كما يظهر في الصور بعد إجراء تعديلات عليها من خلال هذه التقنية. فما الذي تفعله فلاتر التجميل بحياة الفتيات خصوصاً؟ كيف تؤثر على أسلوب حياتهن وكيف يمكن أن تبدّل نظرتهن إلى أنفسهن؟ وهل هناك من مخاطر حقيقية جرّاء استخدام مثل هذه التقنية؟
برنامج نون أثار، في حلقته الثانية من موسمه الثالث على شاشة أخبار الآن، والذي تقدمه الإعلامية ديانا فاخوري، هذا موضوع استخدام الفلاتر مع أخصائية علم النفس والأستاذة الجامعية الدكتورة كارول سعادة، والمؤثرة سارة بغدادي، وكذلك المؤثرة إيمان هودي.
الفلترة.. ظاهرة غير صحية تغيّر ملامح الوجه
وقد قالت بغدادي إنّ استخدام الفلتر اليوم بات موضة، إذ باتت الفتاة لا يمكن أن تظهر على السوشيل ميديا إلّا مع استخدام هذه الفلاتر، وأشارت إلى أنّها لا تعارض هذا الأمر، لافتةً إلى أنّ المسألة تصبح غير صحية عندما تتخطى حدودها، أي عندما يصل ألأمر لدرجة تغيير ملامح الوجه، معتبرةً أن لذلك تأثيراً سلبياً على الصبايا.
من ناحيتها، قالت الدكتورة سعادة إنذ تلك الظاهرة ليست جديدة، إذ كانت في البداية محصورة ربّما بمسألة الدعايات من أجل تسويق أفضل للمنتج، ما ولّد مشكلة لدى المراهقين والمراهقات، فباتوا يسعون إلى الصورة المثالية التي من الصعب أن يصل الإنسان إليها، وقد أثّر ذلك بشكل سلبي على هؤلاء.
وتابعت: لكلّ شيء هناك إيجابيات وهناك سلبيات، والمخاطر موجودة أيضاً، إذ يمكن أن تحصل إضطرابات نفسية، تؤدي إلى أماكن غير حميدة.
وأضافت أنّ الحياة الرقمية أصبحت تشكل جزءاً كبيراً من حياتنا الإجتماعية، ومن تواصلنا المباشر مع الآخر، ففي هذا العالم الرقي نحن نختار الصورة التي نريد أن نظهر من خلالها، وهنا يمكن معرفة مدى رضى الشخص عن نفسه، فيما يمكن أن يكون هناك نوع من الفوبيا التي يعمل الشخص على تغطيتها أيضاً، من خلال استعمال الفلاتر للظهور في صورة مختلفة.
ومن أبرز أوجه المخاطر التي يتعرض لها المرهقون والمرهقات، التشوه بصورتهم الذاتية، خصوصاً في حال كانت شخصية الإنسان هشة وضعيفة.