استحوذت التطوّرات الأخيرة التي جرت في أفغانستان، وما تبعها من أحداث، على مساحة الحلقة الرابعة من برنامج “نون“ في موسمه الثالث، لا سيما وضع المرأة الأفغانية التي عملت وناضلت على مدى عشرين عاماً من أجل نيل حريتها وحقوقها في كافة المجالات، وهن كنّ خبرن جيّداً الحياة في ظل حكم طالبان بين العامين 1996 و2001، والتي اتسمت بالقسوة والتشدد.
عشرون عاماً من النضال والكفاح قضت عليها طالبان بسرعة كبيرة، لتتبدد مع دخولها العاصمة كابول، كل أحلام الفتيات وطموحاتهنّ، وسط خوف من أن يعيد التاريخ نفسه.
برنامج نون استضاف نسرين بركة، وهي من شركة AIM للبحوث المتعلقة بالنساء حول العالم، وقد قالت إنّ المنظمة التي تعمل فيها، تراقب كلّ المستجدات على الأرض في أفغانستان، حتى تتمكن من معرفة من أين يمكن أن تتدخل، بمعنى آخر هي حالياً تدرس الأرضية للشروع بالخطوات التالية، وأشارت إلى أنّ المرأة الأفغانية في الوقت الحالي تعيش خوفاً ورعباً كبيرين، ليس فقط على الحاضر وما يجري من أحداث، إنّما أيضاً على ثمةّ لديها خوف على المستقبل المجهول، فطالبان نسفت أحلام وطموحات كلّ النساء في أفغانستان، وهي تمعن في ارتكاب الانتهاكات.
طالبان اليوم لم تتغيّر عن طالبان الأمس
من جهتها، الصحافية سوسن مهنا، وهي كاتبة سياسية في موقع “اندبندنت عربية”، قالت إنّ حركة طالبان ومنذ أن تسلّمت الحكم وعات إلى السلطة، أوحت للمجتمع الدولي بشكل أو بآخر، بأنها تغيّرت عمّا كانت عليه في السابق، لكن في الحقيقة إنّ ما يحصل على الأرض مغايراً تماماً، وذلك دليل على أنّ طالبان اليوم لم تتغيّر عن طالبان الأمس، أي 1996 – 2001. ولفتت إلى أنّ النساء الأفغانيات بعثنا برسالة إلى المجتمع الدولي مفادها “لا تنسونا”، في إشارة إلى حاجتهن إلى المساعدة دائماً.
تجدر الإشارة إلى أنّه في ظلّ عهد حركة طالبان في السابق، كانت النساء في أفغانستان تجبر على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وكذلك منعن من ارتياد المدارس والجامعات، وكذلك تولّي مناصب مهمّة والعمل، فيما كنّ يتعرّضن للعقاب على أنواعه بحجة انتهاك قوانين الشريعة الإسلامية.
برنامج نون في هذه الحلقة يسرد جملة من الأمثلة على انتهاكات حقوق الإنسان لا سيما حقوق المرأة في أفغانستان مع عودة طالبان.