لبنان يعيش فوضى سلاح تحوّلت إلى أزمة مستمرة ومتواصلة على مدى عقود، الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة مؤخّراً، أعادت لبنان إلى أجواء الأيّام السوداء، تلك الحرب المشؤومة.
من إنفجار المرفأ إلى رصاص الطيونة، حكاية 14 شهراً عاصفة في لبنان، مروراً بالعديد من الأحداث في الشارع، سؤال يطرح ماذا بعد؟ الواضح أنّ شروط إنطلاق حرب أهلية في لبنان غير متوافرة على الرغم من أنّ المواجهات تأخذ شكلاً طائفياً ومناطقياً مع مفرداتها المقيتة، لكن القلق موجود في وقت الإحتقان، موجود أيضاً في نفوس الشباب المخرّبين خصوصاً، لكن هل لدى هؤلاء إستعداد لإعادة الدم إلى الشارع؟ هل تجاوزت البلاد قطوع اندلاع الفتن المتنقلة من منطقة إلى أخرى؟ وهل ستكون الدماء التي سقطت في المناطق الحساسة قرباناً لدرء العودة إلى الحرب الأهلية الدامية، التي عادت لتطلّ برأسها من خلال حملات التحريض والإنقسام الحاصل؟ وهل يبقى الرهان على وعي الجيل البعيد عن الحرب لدرء أي محاولات لايقاع البلاد في خطر حرب الشوارع؟
لبنان يمر بمرحلة خطيرة جداً وحساسة ودقيقة
برنامج “نون“ أثار تفلّت السلاح والأحداث التي شهدها لبنان مؤخراً في حلقته، وقد استضاف الإعلامية شهير ادريس، رئيسة حزب 10452 رولا المراد، والإعلامية داليدا اسكندر من سيدني.
وأشارت إدريس إلى أنّ اللبنانيين لم يشهدوا من قبل على الوتيرة نفسها التي يعيشونها اليوم في لبنان الذي يمر بمرحلة خطيرة جداً وحساسة ودقيقة، وكأنّه قائم على فوهة بركان لا أحد يعرف متى ينفجر. وكشفت أنّه ثمّة معلومات أمنية تشير إلى أنّ الوضع في لبنان بيس على ما يرام بالمطلق، لافتةً إلى أنّ الجميع يعرف أن الحرب الأهلية التي مرّت على لبنان في المرحلة السابقة، سبقتها أجواء متشجنّجة وحرب شوارع.
اللبنانيين لا يطمحون إلى الحياة التي يعيشونها بالوقت الراهن
من جهتها، قالت المراد إنّ اللبنانيين لم يقطعوا بعد الإرتباط بالنظام الطائفي، فهم لا يزالون يعيشون التوتّر الذي كان سائداً أيّام الحرب، وثمّة شعور بالطائفية والإنتماء للزعيم، مشيرةً إلى أنّ الزعماء اللبنانيين الموجودين حالياً فكّكوا الدولة اللبنانية ومنطقها.
وأضافت: بما أنّ اللبناني لا يشعر بهذه الإيجابية، أي الإنتماء للوطن الذي من المفترض أن يؤمن له حياة كريمة وظروفاً لائقة، نشهد اليوم هذا الكم من العنف في الشارع، ووقوف هذا المواطن ضدّ القانون والدولة، بدعم من رئيس طائفة ورئيس حزب.
أمّا الإعلامية داليدا اسكندر فقالت من سيدني عبر تطبيق زووم، إنّ اللبنانيين لا يطمحون أبداً إلى الحياة التي يعيشونها راهناً في لبنان، موضحةً أنّ الجالية اللبنانية في أستراليا تشعر بالحزن الكبير لما يحصل من أحداث في لبنان، وهي تتحضر للمشاركة في الإنتخابات النيابية المقبلة بكثافة، وذلك يغية قلب الطاولة على الزعماء الذين أوصلوا البلاد إلى الخراب.