ستديو الآن 07-07-2019
كدليل واضح على الخطر الإقليمي من استمرار الصراع في سوريا، في 1 يوليو، تم إطلاق صاروخ من سوريا وانفجر في قبرص. في حين لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، في وقت كان من الممكن أن يودي هذا الصاروخ الطائش بحياة المئات.
في هذا التحليل، سنبحث عن الحقائق والمعنى وراء هذا الاستخدام الأرعن لصاروخ روسي في المجال الجوي المزدحم.
في الساعة الواحدة صباحًا بالتوقيت المحلي لقبرص، تحطم الصاروخ الروسي على بعد 20 كيلومتر تقريباً شمال شرق العاصمة نيقوسيا، في جزء يقع تحت الإدارة التركية، قال مسؤولون قبرصيون إن الصاروخ يحمل علامات الصاروخ الروسي من طراز S-200.
من الواضح أن الصاروخ لم يصب هدفه أو ضل طريقه فقط. ولكن ماذا كان من الممكن أن يحدث؟
علينا أن ننظر إلى المعايير التشغيلية الأساسية لصاروخ S-200 لمعرفة نوع الكارثة التي كان من الممكن تحاشي وقوعها.
صُمم صاروخ S-200 في خمسينيات القرن الماضي، ويبلغ مداه حوالي 400 كيلومترا، وتبلغ سرعته 7350 كيلومتراً في الساعة، مما يمنحه وقت طيران يقدر بـ 3-5 دقائق. يصل ارتفاع الصاروخ إلى 40 كيلومتر، متجاوزًا مستويات الطيران المستخدمة من قبل الشركات الطيران التجارية .
يوجد في شرق البحر المتوسط إزدحام كبير في الحركة الجوية.
والحقيقة أنه خلال مدة 5 دقائق في تمام الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي في 1 يوليو، العمل الروسي المتهورعرّض جميع الطائرات المدنية التي تحلق على بعد 300 كيلومتر من موقع الإطلاق للخطر. وعملياً، فقد عرض هذا العمل الآلاف من الأشخاص الذين كانوا على متن العشرات من طائرات الركاب التي كانت تحلق في المنطقة في ذلك الوقت، عرضهم للخطر أيضاً.
ما مدى احتمالية إصابة طائرة ركاب بصاروخ روسي مضاد للطائرات ؟ بالتأكيد هناك احتمالية كبيرة لحدوث ذلك.
في عام 2001 ، أثناء إجراء مناورات عسكرية، أخطأ صاروخ S-200 أطلقه الجيش الأوكراني هدفه، وطار بسرعة 240 كيلومتراً وضرب طائرة تابعة لشركة طيران سيبيريا الجوية 1812 على ارتفاع 35000 قدم فوق البحر الأسود. لقي جميع ركاب وطاقم الطائرة مصرعهم جراء الصاروخ الروسي الضال وبلغ عددهم 78 شخصاً.
في الآونة الأخيرة، أكد تحقيق هولندي تورط الجيش الروسي في إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 فوق أوكرانيا في 17 يوليو 2014، مما أسفر عن قتل 298 شخصًا.
لذا، نعم، في الواقع يمكن للصواريخ الروسية المضادة للطائرات قتل مئات المدنيين الأبرياء على متن طائرات ركاب مدنية.
في ضوء هذه الحقائق، ماذا تخبرنا حادثة 1 يوليو في قبرص عن الأعمال الروسية في المنطقة؟
ثلاثة أشياء:
1. يواصل الجيش الروسي تهوره من خلال نشره صواريخ أرض – جو لشركاء أجانب غير كفوئين لا يمكنهم التدرب أو السيطرة عليهم.
2. حوادث مثل هذه تبرز كيف تخاطر روسيا بصراع إقليمي أكبر عن طريق الصدفة، مثل إسقاط طائرة مدنية.
3- التدخل العسكري الروسي يخاطر بقتل المدنيين وسلامة البلدان الصديقة والمحيطة.
بمعنى آخر، المسألة ليست مسألة صاروخ طائش، بل إن أعمال روسيا المتهورة والخطيرة هي التي ما زالت تغذي نيران الصراع.