تقرير أممي: السنوات الأربع القادمة ستشهد أحر عام في التاريخ
يشير تقرير أممي جديد صادر اليوم عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى وجود احتمال بنسبة 50 %، في أن يصل المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية مؤقتاً إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي، في سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة.
وقد يتزايد هذا الاحتمال مع مرور الوقت، وفق التحديث المناخي الذي أصدرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
ويشير التقرير أيضا إلى وجود احتمال بنسبة 93 في المائة في أن يصبح عام واحد على الأقل في الفترة 2022-2026 أحر عام مسجل، ليحل محل عام 2016 كأحر عام.
وتضيف:” لسوء الحظ لانتقترب حالياً من تحقيق أهداف اتفاقية باريس للحد من ارتفاع درجات الحرارة، ونحن الآن في سيناريو 3 درجات مئوية ونحن في الحقيقة نسعى إلى 1.5 درجة في هذا القرن، مما سيكون له عواقب وخيمة على صحة الإنسان.
وتشير الأستاذه هاجر إلى أنه لايزال بإمكاننا التصرف بشكل صحيح والمضي قدماً نحن التقليل من الانبعاثات وتخفيض درجات الحرارة لكن يجب علينا التصرف بسرعة وحزم شديد”.
وعن تأثيرات هذه التغيرات المناخية على منطقة الشرق الأوسط والدول العربية يقول مدير موقع طقس العرب أ. محمد الشاكر”: من أهم الظواهر الجوية المنتظرة خلال الأسبوعين القادمين هو المزيد من العواصف الترابية والغبارية في مناطق تشمل كل بادية الشام والعراق مروراً بالكويت والسعودية ولاحقاً البحرين وقطر”.
ويضيف:” تترافق هذه الموجات الغبارية بارتفاع في درجات الحرارة في الشرق الأوسط وخصوصاً في منطقة الخليج لكن في شرق البحري المتوسط نتوقع حدوث انخفاض غير مسبوق بدرجات الحراة خلال الأسبوع القادم.”
ولفت الشاكر إلى أن”: معظم مناطق شبه الجزيرة العربية تتسم بحدث موجات حر مبكرة كالتي حصلت في مدينة جدة السعودية الأسبوع الماضي، وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية لابد من تسليط الضوء على أمرين، الأول هو موجات الغبار، والثاني تكرار حالات الطقس القاسية التي تحصل في منطقة الجزيرة العربية، والتي تحدث على شكل أمطار غزيرة وفيضانات وفي بعض الأحيان ارتفاعات كبيرة بدرجات الحرارة”.
ويتزايد بشكل مطرد احتمال تجاوز 1.5 درجة مئوية مؤقتاً منذ عام 2015 عندما كان هذا الاحتمال منعدماً تقريباً. وبلغ هذا الاحتمال نسبة 10 في المائة في الفترة بين 2017-2021. وقد ارتفع هذا الاحتمال إلى ما يقرب 50 في المائة في الفترة 2022-2026.
درجات الحرارة تواصل الارتفاع، وستصبح محيطاتنا أكثر دفئاً وأكثر حمضية، وسيستمر الجليد البحري والأنهار الجليدية في الذوبان، وسيواصل مستوى سطح البحر الارتفاع، وسيصبح طقسنا أكثر تطرفاً. ويتزايد احترار المنطقة القطبية الشمالية بشكل غير متناسب، وما يحدث في المنطقة القطبية الشمالية يؤثر فينا جميعاً، وهذا كله سيحدث ما دامت الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري مستمرة، يقول الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية البروفيسور بيتيري تالاس.
هذا الارتفاع في درجات الحرارة سيؤثر على الأمن الغذائي بشكل مباشر، وهذا اتضح في الماضي القريب، حيث ارتفع سعر القمح في الأسواق العالمية بعد أن حظرت الهند تصديره، لماذا؟ لأن هذا الحظر كان بسبب موجة حارة ضربت محاصيل القمح فيها، لتتوالى بعد هذا الحظر التحذيرات من مجاعة كارثية في الدول العربية كالعراق ولبنان واليمن وغيرها.
هذا ويحدد اتفاق باريس أهدافاً طويلة الأجل لتوجيه جميع البلدان للحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية لقصر زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن على درجتين مئويتين، بل ومواصلة الجهود الرامية إلى إبقاء هذه الزيادة في حدود 1.5 درجة مئوية.
وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إن المخاطر المتصلة بالمناخ التي تهدد النظم الطبيعية والبشرية تزداد مع احترار عالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية قياساً بالوضع الحالي، مع كون الاحترار أقل من درجتين مئويتين.
ووفقاً لتقرير المنظمة (WMO) المؤقت عن حالة المناخ العالمي، فإن المتوسط العالمي لدرجة الحرارة في عام 2021 قد تجاوز خط الأساس لعصر ما قبل الصناعة بمقدار 1.1 درجة مئوية. وسيصدر التقرير النهائي عن حالة المناخ العالمي لعام 2021 في 18 أيار/ مايو.