سد النهضة.. إثيوبيا تحاول فرض إرادتها على “سد مشترك”
- تحول مفاجئ في موقف إثيوبيا
- ملء السد للمرة الثالثة سيتم في موعده هذا العام
ناقشت حلقة السبت من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها سونيا الزغول، آخر تطورات “سد النهضة”، حيث كان قد صرح به سفير إثيوبيا لدى الولايات المتحدة سيليشي بيكيلي، أن بلاده على استعداد لاستئناف المفاوضات مع مصر والسودان بشأن سد النهضة المثير للجدل، والذي سيكون أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
تعليق سيليشي بيكيلي، المفاوض إثيوبيا السابق، جاء خلال اجتماع مع المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى القرن الأفريقي، مايك هامر.
وذكر بيان صادر عن الخارجية الإثيوبية، الجمعة، أن تصريحات السفير تُسلط الضوء على “اهتمام إثيوبيا باستئناف المفاوضات الثلاثية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة الإثيوبي”.
وقالت الزغول في مقدمة الحلقة: “في تحول مفاجئ وخلال اجتماع مع المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى القرن الأفريقي مايك هامر أعلن سفير إثيوبيا لدى الولايات المتحدة ووزير المياه الإثيوبي السابق أن بلاده مهتمة باستئناف المفاوضات مع مصر والسودان حول سد النهضة” مضيفة: “فكيف يمكن فهم هذه التصريحات، مع تأكيده أن بلاده ستقوم بالملء الثالث للسد في موعده هذا العام في أغسطس وسبتمبر المقبلين في ظل رفض مصري سوداني وفي ظل تراجع العلاقات بين إثيوبيا والدول العربية وتوقف عدد من المشاريع والمساعدات المالية”.
السفير الإثيوبي اعترف قائلا لا ننكر وجود تأثير على مصر والسودان
وأضافت: “السفير الإثيوبي اعترف قائلا لا ننكر وجود تأثير على مصر والسودان خلال عملية الملء وقد تكون هناك آثار جانبية على الدولتين، لكنه ليس بالضرر الحقيقي على حد وصفه.
وأكد أن الأضرار والآثار الجانبية ستكون خلال فترات الملء، وما أثار الجدل قوله إن تصريحات مصر والسودان بشأن خطورة وتأثيرات السد لا تعني إثيوبيا.. فهل يمكن قبول هذه المبادرة التي تعترف بالضرر وتصر على الملء معا وتقلل من أهمية حقوق مصر والسودان وعدم الاعتراف بالمخاطر”.
وأوضحت الزغول أنه مع اقتراب موعد الملء الثالث تبدو جهود حل الأزمة مجمدة في ظل غياب أي رد فعل من جانب الاتحاد الأفريقي؛ الوسيط الرسمي الوحيد بين مصر والسودان وإثيوبيا وعدم ظهور أي بوادر لاستئناف عملية التفاوض التي كانت آخر محطاتها في أبريل من العام الماضي.
من ناحيته قال الدكتور منزول العسل، أستاذ الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة الخرطوم، في حواره مع سونيا الزغول لـ”ستديو الآن”، إن الحكومة الأثيوبية دأبت على إطلاق تصريحات متناقضة بين الحين والآخر، بشأن سد النهضة، مشيرًا أن هذه التصريحات المتناقضة لا تشكل أرضية لأي مفاوضات جادة.
وتخشى مصر أن يؤدي الملء السريع للسد إلى تقليص حصتها من مياه نهر النيل، وتسعى إلى إبرام اتفاق قانوني مُلزم في حالة حدوث نزاع.
وأعلنت إثيوبيا في فبراير أنها بدأت في إنتاج الكهرباء من السد.
وفي وقت سابق من الجمعة، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، للصحفيين إن ملء السد للمرة الثالثة سيتم في موعده هذا العام.
من ناحيتها قالت د. أسماء الحسيني، الخبيرة في الشؤون الإفريقية ومديرة تحرير صحيفة الأهرام، في حواره مع سونيا الزغول لـ”ستديو الآن”، إن الملء الثالث لسد النهضة يحمل مخاطر كبيرة بسبب المشكلات الفنية التي ظهرت في الملء الأول وكذلك الملء الثاني، مؤكدة أن عدم وجود اتفاق بين الدول الثلاث يهدد أمن المنطقة، وتعرضها للصراع والتجاذبات والاستقطابات التي سيدفع ثمنها الجميع.
وأشارت إلى أن إثيوبيا ترغب في فرض إرادتها الأحادية على السد المشترك.