العراق.. 10 أشهر على الانتخابات التشريعية
- وجّه رئيس الوزراء العراقي قوات الأمن إلى حماية المتظاهرين
- الإطار التنسيقي هددّ بنزل أنصاره إلى الشارع لمواجهة أنصار الصدر
ناقشت حلقة الأحد من برنامج “ستديو الآن”، والتي قدمتها رشا مقران، تداعيات اعتصام أنصار زعيم الكتلة الصدرية، مقتدى الصدر، في مبنى البرلمان العراقي، حيث تسبب الإعلان عن الاعتصام في مبنى البرلمان، في كثير من الجدل بين ساسة العراق، ومختلفة الطوائف، وكذا الكتل السياسية.
وبعد ساعات من إعلان الاعتصام، دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، السبت، المتظاهرين من أنصار التيار الصدري في وسط العاصمة بغداد إلى الالتزام بسلمية الاحتجاجات وتوجيهات قوات الأمن، مشدداً في بيان على أن القوات الأمنية تهدف إلى حماية المتظاهرين والمؤسسات الرسمية.
واعتبر الكاظمي في بيانه أن “استمرار التصعيد السياسي يزيد من التوتر في الشارع بما لا يخدم المصالح العامة”.
ووجّه رئيس الوزراء العراقي قوات الأمن إلى حماية المتظاهرين، مؤكداً ضرورة اتخاذ كل الإجراءات القانونية لحفظ النظام.
من ناحيته قال ياسين عزيز، الكاتب والمحلل السياسي، في حواره مع رشا مقران، في برنامج “ستديو الآن”، إن الوضع الحالي في العراق مُعقد وخطير، مضيفا: “نحن على حافة تصادم مسلح، أو حتى تصادم عبر الشارع بين أكبر كتلتين داخل المكون الشيعي، التيار الصدري، والإطار التنسيقي، وهو ما ينذر بخطورة المشهد إذا لم تدرك الكتل السياسية الفاعلة على الساحة العراقية هذا الموقف”.
وأضاف عزيز، أن “الكرة الآن باتت في ملعب الإطار التنسيقي المتشبث ببعض أفكاره، وروحه المتعالية لا سيما بعد انسحاب التيار الصدري”. مشيرا إلى أنه على الإطار التنسيقي تفهم الواقع وأن الشارع بدأ يغلي”.
وكان قد اقتحم متظاهرون مؤيدون لرجل الدين النافذ مقتدى الصدر، المنطقة الخضراء ومقر البرلمان، للمرة الثانية خلال أيام، احتجاجا على ترشيح (الإطار التنسيقي) خصوم الصدر السياسيين، محمد السوداني لرئاسة الوزراء.
وبعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر 2021، تشهد البلاد شللا سياسيا تامًا في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
ووسط هذا المأزق السياسي، يشنّ الصدر حملة ضغط على خصومه السياسيين في الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، ويؤكد رفضه مرشحهم لرئاسة الحكومة.
وحاولت قوات الأمن العراقية التصدي للمتظاهرين في المنطقة الخضراء بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأصيب في المواجهات 125 شخصا بينهم 25 عسكريا وفقا لوزارة الصحة.
من ناحيته قال د. غازي فيصل، مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، في حواره مع رشا مقران، في برنامج “ستديو الآن، إن رئيس حكومة تصريف الأعمال، مصطفى الكاظمي نأى بنفسه عن الصراعات بين القوى السياسية منذ البداية، خاصة في فترة “تصريف الأعمال”، بعد الانتخابات، وكان يتابع الأمور من أجل الوصول إلى حلول جدية، وانتخاب رئيس جمهورية، ورئيس وزراء، واكتمال المؤسسات في الدولة”.
وأضاف فيصل، أن الحكومة العراقية وجدت نفسها أمام أحداث متضاربة، واندلاع للأزمة (اقتصادية وسياسية واجتماعية). مشيرا إلى عدم وجود ميزانية تعمل من خلالها الحكومة الحالية، وهو ما أثر سلبا على عمل الحكومة العراقية”.
واعتبر الكاظمي في كلمة تلفزيونية أن الأزمة في العراق “سياسية وحلها سياسي والحل ممكن عبر الحوار وتقديم التنازلات من أجل العراق.”
ودعا الكتل السياسية إلى التحاور والتفاهم والابتعاد عن لغة التخوين والأقصاء، وحث على ضبط النفس وتحمل الصعاب والمشقات.
وشدد رئيس حكومة تصريف الأعمال على “التعاون لإيقاف من يسرع إلى الفتنة”.
وبعد الاعتصام المفتوح الذي أعلنه أنصار الصدر، رد “الإطار التنسيقي” بدعوة أنصاره إلى “التظاهر السلمي دفاعا عن الدولة وشرعيتها ومؤسساتها”.
وردا على بيان “الإطار التنسيقي”، حذر، صالح محمد العراقي، وزير زعيم التيار الصدري من “زعزعة السلم الأهلي”.
وقال في تغريدة إن “تفجير المسيرات هو من يكسر هيبة الدولة وليس حماية المؤسسات من الفساد”، مضيفا: “ما التسريبات عنكم ببعيد” في إشارة إلى التسجيلات الصوتية المسربة لرئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
بالتزامن مع ذلك، وجه رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، قوة حماية البرلمان بعدم التعرض للمعتصمين وعدم المساس بهم. وقرر تعليق عقد جلسات البرلمان حتى إشعار آخر.
من جهته، اعتبر زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم المنضوي في الإطار التنسيقي أن الوضع يتطلب “تغليب لغة العقل والحوار والتنازل للعراق وشعبه.”
وحث الحكيم كل الأطراف على “ضبط النفس والتحلي بالحكمة لإنقاذ العراق من الضياع”.
رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي عبر في تغريدة عن “خطورة المرحلة التي تجاوزت كل الاحتمالات السيئة و لا تحتمل مزيدا من التصعيد وتستوجب التحلي بالحكمة و الاتزان ودرء الفتنة.”
علاوي دعا القيادات السياسية والوطنية والسلطات الثلاثة إلى “التهدئة وضبط النفس أولا ثم الجلوس إلى طاولة حوار وطني عاجل يضع في أولوياته أمن العراق ووحدته واستقراراره وسلامة أبنائه.”
من جانبها، كتبت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “إن التصعيد المستمر مقلق للغاية، لذا أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع المزيد من العنف. وعليه، نشجع كافة الأطراف على خفض التصعيد من أجل مصلحة العراقيين كافة”.
بدوره، قال هادي العامري الذي يقود أحد فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران مناشدًا التيار الصدري والإطار التنسيقي “أدعوكم جميعا إلى اعتماد نهج التهدئة وضبط النفس والتأني، وترجيح أسلوب الحوار والتفاهم البناء من أجل تجاوز الخلافات”.