ماكرون يزور الجزائر للمرة الثانية بحثاً عن استقرار إمدادات الطاقة الفرنسية
- الجزائر عادت إلى الساحة الاقتصادية العالمية بسبب اكتشافاتها البترولية
- زيارة الرئيس الفرنسي غير مرحب بها جماهيرياً في الجزائر بسبب ممارسات بلاده
ناقشت حلقة السبت من برنامج ستديو الآن مع سونيا الزغول الزيارة المهمة للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون إلى الجزائر وتداعياتها مع ضيوفها الخبير الاقتصادي مراد كواشي، وكذلك د. باديس خنيسة خبير العلاقات الدولية.
وقالت الزغول في مقدمة البرنامج: “إلى الجزائر يعود ماكرون في ثاني زيارة منذ توليه الرئاسة بحثا عن استقرار إمدادات الطاقة الفرنسية قبل شتاء العام الجاري قائلا إن التعاون معها يجعل إمدادات الغاز لأوروبا أكثر تنوعًا بعد أن اضطرت فرنسا بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا للبحث عن شركاء جدد لها في مجال الطاقة كالجزائر التي تمتلك 28 في المائة من احتياطي الغاز في إفريقيا”.
حيث أكد الخبير الاقتصادي مراد كوشي أن الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن الغزو الروسي لأوكرانيا جعلت الجزائر وجهة مهمة للعديد من الدول العالمية.
وأضاف “الجزائر عادت إلى الساحة الاقتصادية العالمية بقوة خاصة بعد الاكتشافات البترولية الأخيرة وأبرزها اكتشاف ثامن بئر بترولي في عام 2022”.
وأوضح “الدولة الواقعة في شمال أفريقيا تسعى إلى إقامة شراكات استراتيجية مع شركائها الحقيقيين مثل إيطاليا والصين وتركيا”، على حد وصفه.
كما “أشار إلى أن مواقف فرنسا الدبلوماسية ضد الجزائر والتعامل معها بنظرة استعلائية وعدم معاملتها الند بالند جعل خلق فجوة كبيرة”، “هذا بخلاف تشكيك ماكرون في الهوية الجزائرية قبل عام في تصريح كسب به حق الشعب العربي”.
وكشف كوشي “زيارة ماكرون غير مرحب بها جماهيرياً ما دامت باريس لم تُقدم خطوات ملموسة لمحو الآثار السلبية بين البلدين على مدار التاريخ”.
من جانبه قال باديس حنيسة الخبير في العلاقات الدولية أن زيارة ماكرون هي مهمة لفرنسا أكثر من الجزائر.
وأشار “الرئيس الفرنسي تحدث عن عدة محطات قادمة من بينها الاعتراف بالجرائم في حق الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية”.
وأوضح خنيسة “وسائل الإعلام الفرنسية تتحدث عن تنازلات ماكرون في الجزائر”، “ولذلك تحدث عن فتح الأرشيف بين البلدين بطريقة فعلية هذه المرة”.
“ملف الذاكرة بين البلدين مهم جداً ولكن الأهم في المرحلة الحالية هو العمل على الحاضر”.
كما يرى خنيسة “ماكرون أكثر تحرراً في الفترة الحالية من ناحية إدارة الملفات الحيوية لبلاده، وذلك عكس ولايته الأولى”.
يأتي هذا في الوقت الذي أشاد فيه إيمانويل ماكرون، الجمعة، بمساهمة الجزائر في “تنويع” مصادر إمدادات الغاز لأوروبا من خلال زيادة صادراتها إلى إيطاليا.
وأكد “لسنا في منافسة مع إيطاليا” على الغاز الجزائري، مشددا على “ضعف أهمية الغاز في مزيج الطاقة” بفرنسا.
كما أكد في الوقت ذاته “التعاون مع الجزائر يجعل إمدادات الغاز لأوروبا أكثر تنوعاً، مؤكداً ثقته بشأن استقرار إمدادات الطاقة الفرنسية قبل شتاء العام الجاري”.
بيد أن الغاز لن يكون الملف الوحيد لزيارة ماكرون، إذ تحتوي جعبته على الكثر من الملفات الساخنة لن يكون أبرزها موضوع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، إذ تأتي زيارة ماكرون للجزائر بعد أقل من عام على أزمة دبلوماسية استمرت لأشهر بين البلدين.