موقعة نارية بين مصر والجزائر تخطف الأضواء في كأس العرب
يجمع منتخبي مصر والجزائر تاريخ طويل من المنافسة الملتهبة في جميع المسابقات، وتنوعت المواجهات بينهما في مختلف البطولات، ما بين كأس الأمم الأفريقية، والتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، وتصفيات كأس أمم أفريقيا أيضًا، بالإضافة إلى منافسات دورة ألعاب البحر المتوسط والمباريات الودية أيضًا.
وعلى الرغم من أن المنتخب الجزائري حقق العدد الأكبر من الانتصارات على حساب نظيره المصري، إذ كان الفوز من نصيب محاربي الصحراء في 10 مباريات في مقابل 6 انتصارات للمنتخب المصري، إلا أن الفراعنة حققوا النتائج الأكبر تاريخيًا خلال مواجهات المنتخبين.
وكانت النتيجة الأكبر في تاريخ مباريات مصر والجزائر في الثامن والعشرين من شهر يناير في عام 2010، حيث حقق الفراعنة فوزًا كاسحًا برباعية نظيفة في نصف نهائي كأس الأمم الأفريقية، وهي آخر مباراة جمعت الفريقين في جميع المسابقات قبل مباراة الليلة.
وكان فوز الفراعنة بمثابة الثأر من خسارتهم أمام محاربي الصحراء في المباراة الفاصلة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2010، والتي حسمها المنتخب الجزائري بهدف عنتر يحيى الشهير في أم درمان.
أما ثاني أكبر فوز في تاريخ المواجهات بين مصر والجزائر فقد كان في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2002 بكوريا واليابان، وحينها حقق الفراعنة فوزًا عريضًا بخمسة أهداف مقابل هدفين، في اللقاء الذي أقيم في القاهرة في الحادي عشر من شهر مارس عام 2001.
وعادة ما تحفل مباريات المنتخبين بأحداث ملتهبة سواء داخل الملعب أو خارجه، ومن أشهر الأحداث التي صاحبت المواجهات بينهما ما حدث عقب نهاية مباراتهما في تصفيات كأس العالم 1990، والتي حسمها الفراعنة بهدف حسام حسن ليقطعوا بطاقة التأهل إلى نهائيات المونديال، وعقب نهاية المباراة وقعت أحداث شغب من جانب لاعبي المنتخب الجزائري.
واتهم طبيب مصري يدعى أحمد عبد المنعم، اللاعب الجزائري لخضر بلومي بالاعتداء عليه وإحداث عاهة مستديمة به، بعد أن فقأ عينه، لتتحول القضية إلى الإنتربول الدولي، الذي منع بلومي من مغادرة الجزائر 20 عامًا.
وتم التصالح بين بلومي والطبيب المصري في زيارة قام بها محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري السابق، برعاية سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة المصري الأسبق، وتنازل خلالها الطبيب المصري عن شكواه، ليتم إسقاط التهمة عن بلومي.
وفي التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2010، لجأ المنتخبان لخوض مباراة فاصلة من أجل حسم التأهل، حيث حقق محاربو الصحراء الفوز ذهابًا بثلاثة أهداف مقابل هدف، في حين انتصر الفراعنة بثنائية دون رد في مباراة الإياب بالقاهرة، ومع تساوي المنتخبين في عدد النقاط والمواجهات المباشرة بينهما، تم اللجوء إلى مباراة فاصلة أقيمت في أم درمان، وحسمها المنتخب الجزائري بهدف عنتر يحيى.
وعقب نهاية المباراة، حدثت مناوشات واشتباكات بين جماهير المنتخبين، ما لاقى أصداء قوية في وسائل الإعلام بالبلدين، قبل أن تهدأ الأمور لاحقًا.
وفي كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنغولا، تواجه المنتخبان مجددًا في الدور نصف النهائي، في مباراة كانت تعد ثأرية بالنسبة لمنتخب مصر.
وشهدت المباراة أحداثًا لا تُنسى أيضًا واحتكاكات بين لاعبي المنتخبين، ما أسفر عن طرد 3 لاعبين من تشكيلة الجزائر، بينما حسم الفراعنة المباراة برباعية كاسحة ليواصلوا طريقهم نحو حصد اللقب الثالث على التوالي في كأس أمم افريقيا.