بعد مسيرة امتدت 20 عاماً، قرر تييري هنري اعتزال اللعب والعمل كمحلل رياضي لكرة القدم، لينطوي بذلك جزء كبير من تاريخ كرة القدم الفرنسية، فهنري هو أخر أفراد فريق الديوك الفرنسي الذي قاد المنتخب إلى إحراز لقبه العالمي الأول والأخير .. التفاصيل في سياق التقرير التالي.
كثيرة هي الذكريات التي تخطر على البال عند ذكر اسم تييري هنري أو عند سماع نبأ اعتزاله. المهاجم الفرنسي الفنان لم يكن يوماً لاعباً عادياً، بل ساحراً، ليس بتسجيله الأهداف فقط، بل حتى بالطريقة التي يركض فيها على أرض الملعب.
هنري تدرب في أكاديمية "كليرفونتين" لكرة القدم، ويتميز بخفته وقدرته على المراوغة والركلات الحرة والتمريرات الدقيقة. وبدأ مسيرته الاحترافية عام 1994 في موناكو ثم انتقل إلى يوفنتوس في تجربة غير موفقة لم تستمر سوى ستة أشهر، لينضم بعد ذلك إلى أرسنال، وقضى معه ثمانية مواسم ناجحة جعلت منه النجم الكروي المخضرم.
وفي 2007 انتقل إلى برشلونة، واستمر معه حتى 2010 ولكنه لم يحقق معه نفس النجاح الذي حققه مع أرسنال، رغم أنه فاز مع برشلونة مرتين بلقب الدوري الاسباني.
وفي عام 2009 فاز مع برشلونة بأربعة ألقاب أخرى، وهي دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس الاسباني ومسابقة "كأس السوبر". ولكنه كان ضمن الفريق التاريخي الذي توج في 2009 بالسداسية قبل أن يترك الفريق لينضم إلى نيويورك ريد بولز عام 2010.
صحيح أن صاحب القميص الرقم 12 الشهير مع المنتخب الفرنسي الذي أحرز معه كأسي أوروبا والعالم، وحامل القميص الرقم 14 مع أرسنال، لن يكون بعيداً من الملاعب، لكونه سيعمل مع قناة «سكاي سبورتس» في لندن التي شهدت على إبداعاته، إلا أن الكل سيشعر ببرودة بعده عن الكرة، لأن حرارة هنري تكمن في لمحاته المثيرة ولقطاته الساخنة وأهدافه الخرافية.
يطول الكلام عن تييري هنري، وسيطول أكثر مع الأجيال القادمة، لكن ببساطة لن يعرف أحد قيمته الفعلية إلا إذا شاهده يلعب.