أخبار الآن | دبي -الإمارات العربية المتحدة (الخليج أونلاين)
30 يوماً هي حصيلة المتعة الكروية قدمها نجوم كرة القدم الأوروبية خلال بطولة "يورو 2016" في فرنسا، امتزجت فيها مشاعر الفرح بالحزن والألم بالفخر.
وربما لا يختلف اثنان على أن البطولة التي احتضنتها فرنسا كانت متميزة عن سابقتها من نواحٍ كثيرة، لكن في نفس الوقت افتقدت العروض المبهرة، كما شهدت عدداً من المفاجآت وبعض الأهداف القاتلة، وكذلك بعض ومضات التألق الفردي التي هللت لها الجماهير والتي كان أبرزها الفرنسي أنطوان جريزمان الذي توج بلقب هداف البطولة بعد أن أحرز ستة أهداف.
مراقبون كرويون أطلقوا على "يورو 2016" لقب بطولة "كسر العُقد"؛ وذلك لأن العديد من العقد الكروية انحلت بأقدام الجيل الكروي الجديد، كما شهدت البطولة 5 أحداث جعلت منها جديرة بلقب "بطولة المفاجآت".
عائد بطولة اوروبا 2016 يرتفع 34 بالمئة إلى 1.93 مليار يورو
البرتغال تتوج بلقب كأس أمم أوروبا 2016 بعد فوزها على فرنسا
– فوز البرتغال
هذا المنتخب الذي قدم أداءً متواضعاً نسبياً في البطولة، تمكن من اختطاف الكأس من بين يدي المنتخب الفرنسي، الذي صبت كل التوقعات في صالحه؛ لكونه يتسلح بعاملي الأرض والجمهور.
كما أظهر المنتخب الفرنسي تناغماً كبيراً فيما بينه خلال البطولة، وشكل خطورة واضحة على منافسيه بفعل هجومه، لا سيما المهاجم جريزمان، ولكن من سخرية المصادفات فإن هجوم فرنسا الذي كان مصدر قوتها الرئيسية في البطولة هو من خذلها في النهائي، حيث افتقروا للَّمسة الأخيرة من أجل وضع الكرة في المرمى.
وتاريخياً لم تتمكن البرتغال من الفوز على فرنسا في أي مواجهة رسمية منذ عام 1975، كما أن "الديوك" لم تهزم تاريخياً على أرضها وبين جمهورها خصوصاً في المواعيد الكبرى، لكن يبدو أنه كان للحاضر كلمة أخرى أعاد فيها كتابة التاريخ، وهو ما دفع رئيس الوزراء البرتغالي للقول: "اليوم تمكنّا من تصفية حساباتنا مع فرنسا".
– آيسلندا وويلز
من ناحية ثانية، كانت آيسلندا وويلز على موعد مع التاريخ عندما فجرا مفاجأة من العيار الثقيل في البطولة بذهابهما بعيداً فيها.
فقد نجحت آيسلندا بالتأهل لربع النهائي، علماً أنها المرة الأولى التي تشارك في "اليورو"، وذلك بعد أن تغلبت على إنجلترا في دور 16 بهدفين لهدف، في مباراة بلغت نسبة مشاهدتها على التلفاز في آيسلندا 99%، لكنها اصطدمت بالديوك الفرنسية وخسرت بخمسة أهداف لهدفين.
ووصف روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي الهزيمة أمام آيسلندا بأنها "شكلت انهياراً جديداً لطموح إنجلترا الكروي".
أما "نسور" ويلز فقد حققوا هم أيضاً سابقة تاريخية بتأهلهم الأول للبطولة، ونجاحهم بالوصول للمربع الذهبي فيها، وذلك بفرض أنفسهم بجدارة.
فقد تصدرت ويلز المجموعة الثانية بست نقاط من فوزَين وهزيمة، وفازت في دور 16 على إيرلندا بهدف نظيف، وفي دور الربع النهائي على بلجيكا بثلاثة أهداف لهدف، لتعبر عبوراً تاريخياً وللمرة الأولى للمربع الذهبي وتخسر أمام البرتغال بهدفين نظيفين.
– ألمانيا وإيطاليا
أهم العقد التي حُلت في البطولة كانت عقدة المنتخب الألماني من الطليان، فصدق أو لا تصدق أن ألمانيا، بطل العالم 4 مرات، لم تفز على إيطاليا في مباراة تنافسية منذ زهاء أربعة عقود.
حسم الأمر بمباراة دور الربع النهائي من خلال ضربات الجزاء الترجيحية "النارية" أمام المنتخب الإيطالي، شهدت تسديد 18 ضربة بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل، وإعادة كتابة التاريخ.
لكن سرعان ما تبخرت فرحة المنتخب الألماني بطل العالم، حيث خرج من الدور قبل النهائي بعد أن مني بأول هزيمة له أمام نظيره الفرنسي في نهائيات البطولات الكبرى منذ 58 عاماً.
– وداعاً للمركز الثالث
وبعيداً عن المواجهات الميدانية، أدهش "اليوفا" متابعي البطولة بقراره عدم إقامة مباراة المركز الثالث، التي تعودنا في أي بطولة كبيرة ككأس العالم وخلال بطولات اليورو السابقة، على إقامة مباراة لتحديد المركزين الثالث والرابع، وكان من المفترض أن تجمع كلاً من ألمانيا وويلز، حيث توقع معظم متابعي البطولة رؤية مواجهة ملتهبة بينهما.
ويأتي الإلغاء على خلفية قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والذي صدر بإلغاء المباراة منذ "يورو 1980"، لكن القرار لم يدخل حيز التنفيذ حتى "يورو 2016"، نظراً لعدم تمتعها باهتمام جماهيري كبير، كما أنها لم تحقق أي أرباح من حيث حقوق البث التلفزيوني على مدى السنوات الماضية.
– 24 فريقاً
ولا يمكن أن نذكر "يورو 2016" دون ذكر أنها البطولة الأولى التي شارك فيها 24 منتخباً، الأمر الذي فجر مواهب لم تكن تخطر بالبال، بعدما أقر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم زيادة عدد المنتخبات المشاركة، وبهذا أصبحت بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2012 آخر بطولة يشارك بها 16 منتخباً.
وشاركت للمرة الأولى كل من آيسلندا، وويلز، وإيرلندا الشمالية، وألبانيا، وسلوفاكيا، وظهرت موهبة الحارس الآيسلندي هانيس هالدرسون الذي تصدر قائمة أكثر الحراس تصدياً للكرات في بطولة أمم أوروبا 2016، رغم خروج فريقه من دور الثمانية للبطولة، إذ تصدى لـ 23 تسديدة.
كما أحرز الويلزي غاريث بيل هدفاً هو الأول له في "يورو 2016"، بعد أن أطلق تصويبة صاروخية إثر ضربة حرة مباشرة في مرمى سلوفاكيا، ليحرز باكورة أهداف بلاده والبطولة، في هدف اختير كأحد أفضل 10 أهداف في البطولة.
ولا بد من الإشارة إلى أن "يورو 2020" سيكون فريداً من نوعه أيضاً؛ إذ سيقام للمرة الأولى في 13 مدينة أوروبية، هي ميونيخ (ألمانيا)، وباكو (أذربيجان)، وسان بطرسبرغ (روسيا)، وروما (إيطاليا)، وكوبنهاغن (الدنمارك)، وبوخارست (رومانيا)، وأمستردام (هولندا)، ودبلن (إيرلندا)، وبلباو (إسبانيا)، وبودابست (المجر)، وبروكسل (بلجيكا)، وغلاسغو (أسكتلندا)، أما النهائي فسيكون في العاصمة الإنجليزية لندن.