أخبار الآن | البرازيل – (وكالات)
بحضور 45 رئيس دولة وحكومة ونحو 60 الف متفرج ملأوا مدرجات ملعب ماراكانا الاسطوري في ريو دي جانيرو .. افتتحت رسميا دورة الالعاب الاولمبية 2016 . وسط أجواء احتفالية هائلة، وبدأ بعرض مقطع مصور لاستعراضات رياضية من مختلف الألعاب ولم تغب الحالة السياسية الغير مستقرة التي تمر بها البلاد عن أجواء الاحتفال.
افتتح الرئيس البرازيلي بالوكالة ميشال تامر الجمعة الالعاب الاولمبية الصيفية التي تستضيفها ريو دي جانيرو حتى 21 آب/اغسطس، وسط صفرات الاستهجان احتجاجا على الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد.
وقال تامر (75 عاما) في كلمة تقليدية مقتضبة "اعلن افتتاح الالعاب الاولمبية"، بحضور 45 رئيس دولة وحكومة ونحو 60 الف متفرج ملأوا 3 جهات من مدرجات ملعب ماراكانا الاسطوري، فيما خصصت الرابعة لفقرات العرض الفني في الاحتفال.
ريو دي جانيرو تستعد لحفل افتتاح اولمبياد 2016
وتقدم الضيوف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينتسي والرئيس المجري يوناش آدر ورئيس وزرائه فيكتور اوربان، اضافة الى وزير الخارجية الاميركي جون كيري، وامين عام الامم المتحدة الكوري الجنوبي بان كي مون.
والهدف الرئيس من زيارة هؤلاء الضيوف الترويج لباريس وروما وبودابست ولوس انجليس على التوالي، المدن الاربع المرشحة لاستضافة اولمبياد 2024 قبل عام من اختيار المدينة المضيفة في ايلول/سبتمبر 2017 خلال اجتماع للجنة الاولمبية الدولية في ليما عاصمة البيرو.
وتظاهر الاف الاشخاص خارج اسوار الملعب منذ ساعات الصباح، وعبر قسم منهم عن دعمهم للرئيسة المجمدة مهاهما ديلما روسيف، وطالب القسم الاخر باقالتها وتنصيب نائبها الرئيس بالوكالة تامر.
وتجمع نحو 3 الاف شخص بالقرب من فندق بالاس اوتيل الفاخر على شاطىء كوباكابانا الساحر واحد افضل المواقع البحرية في العالم حيث يقيم اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية، وضيوفهم وحملوا يافطات تعبر عن معارضتهم لتنظيم العرس الاولمبي في البرازيل، واحدة منها كتب عليها "لا للالعاب الاولمبية" تحت نظر نزلاء الفندق الذين راقبوا المحتجين من الفناء العلوي.
ويشارك في الدورة 11288 رياضيا (6182 رجلا و5106 سيدات) سيتنافسون على 306 ميداليات ويمثلون 207 دول اوفدت ما مجموعه 14802 شخصا بين رياضي ومدرب ورسمي، فضلا عن وفد من اللاجئين برعاية اللجنة الاولمبية الدولية.
ويقوم بتغطية المنافسات نحو 5800 صحافي من مختلف وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي في العالم، وتتوقع البرازيل وصول نحو 500 الف زائر خلال الالعاب فخصصت لحمايتها 47 الف شرطي و38 الف عسكري، فضلا عن مساندة رمزية خارجية من الدول المشاركة والانتربول.
– وضع سياسي غير مستقر –
وتستضيف ريو دي جانيرو (اكثر من 6 ملايين نسمة) واهم ثاني مدينة بعد ساو باولو (اكثر من 12 مليونا) التي تشتهر باحياء الصفيح الفقيرة، الالعاب في اجواء ملبدة جدا ووضع سياسي غير مستقر حيث ستكون الايام الاخيرة من الشهر الحالي حاسمة بالنسبة لاقالة الرئيسة روسيف.
وقررت ديلما روسيف وسلفها ايناسيو لولا دا سيلفا الذي كان له الباع الطويل في حصول ريو دي جانيرو على شرف الاستضافة، مقاطعة حفل الافتتاح.
وصوتت امس الخميس عشية افتتاح الالعاب لجنة خاصة في مجلس الشيوخ البرازيلي على اقالة الرئيسة اليسارية، ويمهد هذا التصويت لقرار نهائي في شأن روسيف ينبغي ان يتخذه مجلس الشيوخ برمته في نهاية اب/اغسطس، بعد بضعة ايام من انتهاء الالعاب الاولمبية.
وعلق مجلس الشيوخ في 12 ايار/مايو مهمات الرئيسة اليسارية وعهد الى نائبها السابق ميشال تامر رئاسة البرازيل بالوكالة.
وتتهم روسيف التي اعيد انتخابها لولاية ثانية من 4 سنوات نهاية 2014، بالتلاعب بالمال العام وبتوقيع مراسيم انفاق خارج اطار الموازنة من دون موافقة البرلمان المسبقة.
وتظاهر الأحد، قبل 5 أيام من افتتاح الألعاب، آلاف الأشخاص في مدن برازيلية عدة للمطالبة بالرحيل النهائي للرئيسة ديلما روسيف عن السلطة، فيما تظاهر آخرون تأييدا لها، فيما نظمت مسيرات أقل حجما ضد خصمها تامر بدعوة من منظمة تدعى "جبهة الشعب غير الخائف".
وتعتبر روسيف إنها ضحية "انقلاب برلماني" يقف خلفه تامر.
وكان الخوف من فيروس زيكا المتنشر في ارجاء البرازيل وحصد نحو 5ر1 شخصا، عاملا رئيسا واضافيا في عدم الاستقرار ادى الى هروب بعض النجوم خصوصا في رياضة الاغنياء "الغولف" وبعض نجوم كرة المضرب ايضا.
الشعلة الأولمبية تصل ريو على متن قارب شراعي
ورافق الوضع غير المستقر في البلد المضيف عدم استقرار على الصعيد الاولمبي في الفترة الاخيرة حيث فرضت المنشطات في الرياضة الروسية نفسها وبات مصير الرياضيين الروس بين أخذ ورد الى ان تم الخميس قبول مشاركة 271 من قائمة اعدتها اللجنة الاولمبية الروسية ضمت 389 رياضيا ورياضية.
– حفل لبلسمة القلوب المكلومة –
واعطيت اشارة الانطلاق على وقع موسيقى السامبا لأول دورة تقام في اميركا الجنوبية، في بلد سينسى، ولو موقتا، ازمته السياسية والاقتصادية الحادة.
وحدد المخرج البرازيلي فرناندو ميريلش الهدف "ليكن حفل الافتتاح بلسما لقلوب البرازيليين المكلومة. يمكن للبرازيليين ان ينظروا اليه ليقولوا نحن شعب طيب، نحن لسنا مجموعات عرقية، نحن نعيش معا ونحن لم نرد يوما الحرب. اننا شعب مسالم ونعرف كيف نستمتع بالحياة وان نكون سعداء".
وتنوي البرازيل من خلال استضافة الالعاب محو ذكرى مونديال 2014 الذي استضافته وحلت رابعة فيه بعد نتائج سيئة وغير مسبوقة، ويأمل منتخبها الاولمبي بقيادة نجم برشلونة الاسباني نيمار باحراز اللقب الوحيد الذي لا يزال عصيا عليه بعد ان اقتراب نرات عدة من الذهب آخرها في اولمبياد لندن 2012 حيث خسر امام نظيره المكسيكي 1-2 في النهائي.