أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
في عام 1472م، وفي مدينة سيينا الواقعة في إقليم توسكانا الإيطالي، قرر قضاة المدينة تأسيس مؤسسة خيرية بإسم “مونتي دي باسكي دي سيينا”، تطورت فيما بعد لتصبح واحدة من أبرز البنوك في العالم.
بعد ذلك بقرون عديدة، كان هذا البنك شاهدًا على توظيف شخص اشتهر بشراهته للتدخين وولعه بشرب القهوة، إضافة إلى حبه الشديد لكرة القدم.
كان هذا الرجل يقضي نهاره في العمل بالمصرف، قبل أن يستمتع بكرة القدم مساءً، ورغم أنه لم يقطع خطوة واحدة على طريق اللعب الإحترافي، إلا أنه وجد في التدريب سلامه النفسي وغايته المنشودة.
ظل الرجل يتنقل ما بين مكاتب المصرف ورحلاته الخارجية في أوروبا، وملاعب الأندية الصغيرة، حتى قرر في عام 1999 وهو في الأربعين من عمره أن يستقيل من عمله المصرفي ويُكرِّس حياته للتدريب، حتى نجح في صناعة شهرته بعد ذلك بسنوات.
ماوريسيو ساري.. مدرب تشيلسي الإنكليزي، وصانع المتعة السابق في ملعب سان باولو بجنوب إيطاليا، وأحد أكثر المدربين إثارة للجدل في العصر الكروي الحديث.
فتجد من يعتبره من أصحاب العبقرية النادرة، فيما يصفه آخرون بالفاشل المترنح، العاجز عن حصد الألقاب.
وبين هذا الرأي وتلك النظرة، نجح ساري في إبهار العالم بتقديم كرة قدم جميلة جذبت إليها العديد من الأنصار داخل إيطاليا وخارجها، ليُلقّب الرجل بمنقذ أوركسترا كرة القدم الأوبرالية.
بعض النقاد اتجهوا إلى توبيخ ساري نظرًا لجموده الفكري، الرجل صاحب الباع الطويل في مجال المال والأعمال يصعب عليه تغيير أسلوبه، كما أنه يكرر نفس الأخطاء في كل موسم.
وعلى سبيل المثال، لا يهتم الرجل كثيرًا لبناء دكة بدلاء قوية تسعفه في لحظات الإحتضار البدني للاعبيه مع توالي المباريات، فمن النادر أن نشاهده قرر التغيير في قوامه الأساسي، حتى وإن جاء هذا التغيير فمن المستحيل أن يقدم اللاعب البديل أي مردود يشفع له بالتواجد في صفوف فريق يفترض أن لديه النية للتتويج بأي لقب.
الإصرار على تشكيلة معينة بعدد محدود من اللاعبين، واللعب بخطة واحدة ونهج تكتيكي يتكرر أيًا كان الخصم وتحت أي ظرف، وضع ساري في العديد من المواقف الصعبة، ويراه البعض العامل الرئيسي خلف أي إخفاق له خلال حقبة نابولي.
وبعد حقبة متميزة على مستوى الأداء رغم عدم التتويج بأي لقب، توجه ساري صوب البريميرليغ ليبدأ رحلة جديدة في دوري يعد الأكثر تنافسية في العالم.
ويكفي النظر إلى أرقام الفريق في موسم ساري الأول على مقعد الإدارة الفنية للبلوز، فعلى الرغم من المستوى المتذبذب الذي قدمه الفريق خلال مراحل الموسم المختلفة، نجح تشيلسي في حجز مقده في قطار المتأهلين إلى دوري الأبطال بإحتلال المركز الثالث خلف مانشستر سيتي وليفربول.
كما نجح في قيادة البلوز إلى المباراة النهائية لكأس الرابطة الإنكليزية، والتي خسرها أمام مانشستر سيتي بركلات الترجيح.
أما على صعيد المنافسة الأوروبية، فقد نجح الرجل أخيرًا في معانقة لقبه الأول وهو يبلغ من العمر 60 عامًا، بإنتزاع بطولة الدوري الأوروبي بنتيجة كاسحة أمام الغريم آرسنال، ليتوج رحلة طويلة من الكفاح والعمل.
اختتم ساري موسمه الطويل الذي شهد حالة من التخبط الإداري للنادي اللندني بأفضل طريقة ممكنة، وحتى وإن غادر مقعد الإدارة الفنية للفريق كما تشير بعض الشائعات في الصحافة البريطانية، ستظل ذكرى لقبه الأول راسخة في وجدان عشاق البلوز.
مصدر الصورة: Getty
اقرأ أيضاً: