أثار قرار استبعاد صانع ألعابه الألماني مسعود أوزيل عن تشكيلة نادي آرسنال التي تخوض منافسات الدوري الإنكليزي الممتاز جدلًا واسعًا بين جماهير النادي اللندني، وطرح تساؤلات عديدة حول مستقبل اللاعب خلال الفترة القادمة.
ويُعدّ اللاعب البالغ من العمر 32 عامًا الأعلى راتبًا في تاريخ نادي شمال لندن، ويُقدّّر راتبه بـ350 ألف جنيه أسترليني أسبوعيًا، لكنه استبعد أيضًا عن تشكيلة الفريق الذي سيخوض منافسات الدوري الأوروبي بقرار من المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا.
ولم يخض أوزيل أي دقيقة في تشكيلة أرسنال منذ 7 مارس الماضي، وعلى الرغم من ذلك فقد تمسك بالاستمرار في صفوف الفريق، مؤكدًا أنه الشخص الوحيد الذي سيحدد الوقت المناسب للرحيل عن صفوف المدفعجية.
وكان أوزيل قد نشر رسالة موجهة لجماهير آرسنال عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيها: ”الولاء عملة نادرة هذه الأيام. أنا محبط بشدة حقًا لعدم تسجيل اسمي لخوض مباريات الدوري الإنكليزي حتى الآن. عندما وقعت عقدًا جديدًا في عام 2018 تعهدت بالولاء للفريق الذي أحبه، وهو آرسنال، ويحزنني أن هذا الولاء لم يجد جوابًا“.
وأضاف: ”حاولت دائمًا أن أكون إيجابيًا من أسبوع لآخر على أمل أن أعود إلى الفريق قريبًا، ولهذا التزمت الصمت طوال هذه المدة“.
وواصل: ”قبل انتشار فيروس كورونا وإجراءات الإغلاق كنت سعيدًا جدًا بالتطور في مستواي مع المدرب ميكل أرتيتا، كنا نعمل في مسار إيجابي، وأعتقد أن مستواي كان جيدًا، ولكن الأمور تغيرت مرة أخرى، فلم يسمح لي باللعب لفريق آرسنال“.
وتابع النجم الألماني: ”أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا القرار المجحف لن يؤثر على معنوياتي. سأواصل التدريب بكل جدية. وأرفع صوتي متى وحيثما أمكن ضد الظلم والممارسات غير الإنسانية“.
-
هل كانت أسباب استبعاد أوزيل فنية فقط؟
وأثارت الجملة الأخيرة في رسالة أوزيل تساؤلات عديدة حول أسباب قرار استبعاده عن قائمة آرسنال، وإن كان لهذا القرار خلفيات أخرى بعيدة عن كرة القدم.
كما فتحت كلمات اللاعب باب التكهنات أمام احتمالية وجود تأثير لموقفه الداعم لمسلمي الإيغور في الصين على وضعه في نادي آرسنال.
وكان أوزيل قد نشر بيانًا ناريًا في شهر ديسمبر الماضي عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر، ندد خلاله بإنتهاكات الصين بحق أقلية الإيغور المسلمة.
#HayırlıCumalarDoğuTürkistan 🙏🏼 pic.twitter.com/dJgeK4KSIk
— Mesut Özil (@M10) December 13, 2019
وعنون أوزيل بيانه بـ ”الجرح النازف.. تركستان الشرقية“، وشدد خلاله على ضرورة محاسبة السلطات الصينية على المجازر التي جرت في تلك المنطقة والإنتهاكات التي يتعرض لها المسلمون هناك.
وندد أوزيل بمحاولة الحكومة الصينية إجبار مسلمي الإيغور على ترك دينهم بالقوة، مشيرًا إلى الإنتهاكات الفجة التي ترتكبها الصين بحق مسلمي الإقليم، مثل إغلاق المساجد وإحراق المصاحف وقتل علماء الدين، بينما يقتاد الجيش الذكور من الأقلية المسلمة إلى معسكرات التدريب بطريقة وحشية. كما تسائل حول الهدف من إرغام المسلمات على الزواج بالصينيين رغم الاختلاف العقائدي الشاسع والتنافر العاطفي بينهم.
كما عبر النجم الألماني عن إستيائه من تجاهل العالم الإسلامي لمعاناة مسلمي الإيغور والصمت المطبق الذي يحيط بهذه الجريمة الإنسانية، بينما تهتم وسائل إعلام غربية بالقضية أكثر من نظيرتها في العالم الإسلامي.
وتعقيبًا على بيان أوزيل، أصدر نادي آرسنال الإنكليزي حينها بيانًا رسميًا لينفي أي علاقة بينه وبين تصريحات أوزيل، مؤكدًا أن ما نشره اللاعب يعبر عن وجهة نظره الشخصية فقط.
ومنذ أن نشر أوزيل هذا البيان، شارك خلال 11 مباراة فقط بقميص آرسنال في الدوري الإنكليزي الممتاز، في الفترة ما بين شهر ديسمبر 2019 وحتى شهر مارس الماضي.
ومع انطلاقة الموسم الجديد، جاء قرار آرسنال باستبعاد اللاعب من قائمته المشاركة في الدوري الإنكليزي الممتاز والدوري الأوروبي استكمالًا لأزمته المتواصلة خلال الفترة الأخيرة، وليطرح علامة استفهام كبرى عن علاقة موقفه الداعم لقضية مسلمي الإيغور ووضعه الحالي في صفوف المدفعجية.