على الرغم من أن ملاعب كرة القدم أنجبت على مر تاريخها مواهب فذة قادرة على المنافسة على لقب الأفضل، لكن يظل الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا في صدارة المؤهلين لحصد هذا اللقب إلى جانب البرازيلي بيليه.
وطوال مسيرة دييغو مارادونا المتفردة في عالم الساحرة المستديرة، وإلى جانب صولاته وجولاته بقميص منتخب الأرجنتين، وفي صفوف الأندية التي دافع عن ألوانها، كانت حياة الأسطورة الراحل مليئة بالأحداث المثيرة للجدل، داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
دييغو مارادونا يشغل العالم بسلسلة من الأزمات
ولم يكن مارادونا نجمًا رياضيًا خارقًا وحسب، لكنه تميز عن جميع أقرانه في عالم اللعبة باحتلال عناوين الصحف لأسباب أخرى لا يمكن وضعها دائمًا في خانة الايجابيات.
وشغل اللاعب الفذ العالم بمواهبه ومشكلاته، وحتمًا سيتذكره الجميع بأنه ذلك اللاعب الذي ربح العالم بعبقريته وخسر نفسه بسبب المخدرات وابتعد عن ملاعب كرة القدم مرغمًا، بعدما نقلته الأزمات من أمام المرمى إلى رهبة القضاة والمحاكم وأروقة المختبرات الطبية.
وتميز مارادونا دومًا بشخصية نافرة خلافًا لأقرانه، حيث أكد مرارًا في تصريحاته أنه يفضل إتخاذ المواقف الواضحة، ولا يميل للون الرمادي المحايد في حياته.
وعاش الأسطورة الراحل حياة صاخبة خارج الملاعب، وأكد بنفسه أن أصعب منافسة خاضها منذ احترافه كرة القدم لم تكن على المستطيل الأخضر، بل كانت التوقف عن المخدرات، خاصة وأنه أنفق الكثير من الأموال للتخلص من الإدمان.
وسافر اللاعب الأسطوري إلى عدة بلدان حول العالم ليجد الدواء الشافي في مصحاتها، قبل أن يتعرض لنكسات طبية متلاحقة في السنوات الأخيرة.
وبدأ دييغو مارادونا في تعاطي الكوكايين عندما كان في صفوف برشلونة الإسباني عام 1982، وفي عام 1991 تم إيقافه بسبب تعاطي هذا المخدر بينما كان يرتدي قميص نابولي الإيطالي.
كما تم طرده من مونديال الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 بعدما جاء اختبار الكشف عن المنشطات إيجابيًا، حيث كانت مادة الايفيدرين في بروتين كان يتناوله أوصاه به مدربه الشخصي حينها.
ووصلت أزمة الأسطورة الراحل مع الكوكايين ذروتها في عام 2000 عندما تسببت جرعة زائدة في تعرضه لأزمة قلبية سافر على إثرها إلى كوبا للعلاج وإعادة التأهيل.
وفي عام 2004، عانى النجم الأرجنتيني من أزمة جديدة ظل بسببها نحو 10 أيام في مستشفى في بوينس آيرس قبل أن يعود إلى كوبا مجددًا.
وبعد مشكلاته مع المخدرات وخضوعه لإعادة التأهيل، وقع الأسطورة الراحل في فخ الكحول والتدخين والسمنة، لينتهي الأمر به في المستشفى مجددًا في عام 2007.
ودفع مارادونا لاحقًا ثمن حياته الصاخبة لتتدهور حالته الصحية، ويخرج من أزمة إلى أزمة جديدة متنقًلا بين المستشفيات ومراكز التأهيل، حتى فارق الحياة عن عمر يناهز الـ60 عامًا.