فتحت السلطات الأرجنتينية تحقيقًا للبحث في إمكانية حدوث إهمال طبي تسبب في وفاة الأسطورة دييغو مارادونا، وفقًا لما أكدته تقارير صحفية.
وبعد ساعات من وفاة مارادونا عن عمر يناهز 60 عامًا، أعلن محامي وصديق مارادونا، ماتياس مورلا، الخميس أن سيارة الإسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول إلى منزل مارادونا. وحذّر من أنه سيذهب ”إلى النهاية“.
وجاءت وفاة مارادونا أثناء نومه بسبب ”وذمة رئوية حادة ثانوية وتفاقم قصور مزمن في القلب“ بحسب تشريح أولي.
وكان مارادونا في منزله في بلدة تيغري التي تبعد 30 كلم شمال العاصمة بوينوس آيرس، حيث كان يقطن منذ 11 نوفمبر إثر خروجه من عيادة خضع فيها قبل ستة أيام لجراحة في رأسه لازالة ورم دموي.
تناقض في الإفادة حول وفاة مارادونا
ووفقًا لما أكدته وكالة ”فرانس برس“، أوضح مصدر في عائلة مارادونا: ”أعلن المدعي العام يوم وفاة مارادونا أنه يجب أن نحدد ما إذا كانوا قد قاموا بعمل صحيح أم لا. قدّمت الممرضة (المتواجدة أثناء وفاة مارادونا) إفادتها للمدعي العام يوم وفاة دييغو، ثم قامت بتغييرها. تحدثت أمام التلفزيون لتعلن أنه تم فرضها عليها. هناك تناقض في الإفادة“.
وأفادت النيابة العامة أن ”سكرتيرة مارادونا طلبت مساعدة طبية الساعة 12:17 فحضرت سيارة إسعاف من شركة فيدا الساعة 12:28 بحسب شريط من سجلات حي سان أندريس حصل عليه مكتب المدعي العام“. ووصلت سيارات إسعاف إضافية من هيئات أخرى في وقت لاحق.
كما أظهرت التحقيقات أن طبيب مارادونا ليوبولدو لوكي اتصل بالطوارىء الساعة 12:16 طالبًا سيارة إسعاف.
وتنتظر النيابة العامة النتائج المخبرية، وقد وضع يده على الملف الطبي، بالإضافة إلى تسجيلات الكاميرات في المنطقة التي عاش فيها مارادونا أيامه الأخيرة.
وأثير جدل إضافي بعد ظهور أحد موظفي الجنازة يلتقط صورة إلى جانب النعش المفتوح حيث رقد مارادونا قبل دفنه الخميس. ولم تنفع الاعتذارات المتكررة الجمعة فيما وعد محامي مارادونا بمحاكمة المخالفين.
وبدأ القضاء بالاستماع إلى الشهود، حيث قالت النيابة العامة في بيان: ”تبيّن لنا أن (ممرضًا مسؤولًا عن مراقبته) كان آخر شخص رآه على قيد الحياة نحو الساعة السادسة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي، الأربعاء، أثناء تغيير نوبة المراقبة“.
وأكّد الممرض في شهادته أن مارادونا ”كان يرتاح في سريره“ وأنه ”كان يتنفس بشكل طبيعي“.
وفي المقابل، أكّدت الممرضة التي تولت المهمة بعده وكانت حاضرة وقت وفاته أنها سمعته يتحرّك بعد نحو ساعة.
وكانت قد أشارت في السابق أنها رأته نائمًا الساعة الحادية عشرة ولم ترغب في إزعاجه، مفضلة وصول الطبيبة النفسية أغوستينا كوساتشوف والطبيب النفسي كارلوس دياس منتصف اليوم.
ولاحظ الثنائي أن مارادونا لا يتفاعل مع أي محاولة لإيقاظه، فدقا ناقوس الخطر، وقد حاول طبيب في الحي إنعاشه.
وتم اختيار مكان إقامة مارادونا كي يكون قريبًا من ابنتيه. وبعد الجراحة، كانت عملية تعافيه تسير بشكل جيد، بحسب طبيبه الخاص الدكتور لوكي.
ولكن صحة مارادونا كانت سيئة بسبب ماضيه مع انتكاسات القلب، وخضع أيضًا لعلاج للتوقف عن إدمان الكحول التي كان يخلطها مع أدوية كثيرة كان يتناولها.