كشف مكتب المدعي العام في الأرجنتين، تفاصيل التقرير الطبي الذي تمّ إجراؤه في إطار التحقيق بوفاة أسطورة كرة القدم، دييغو أرماندو مارادونا. وأصدر مكتب المدعي العام في سان إيسيدرو، المسؤول عن القضية التي تسعى إلى تحديد ما إذا كان هناك أيّ نوع من الممارسات الخاطئة، في ما يتعلق بصحة وعلاج مارادونا، بياناً بعد تلقي تقرير السموم والتشريح المرضي لجثة مارادونا.

التقرير جاء مباشرة بعد زعم ألفريدو كاي الطبيب السابق للأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، أنّ وفاة لاعب كرة القدم كانت “نوعاً من الانتحار” بسبب الإكتئاب، بعد إجراء جراحة في الدماغ، في محاولة منه لإبعاد أيّ شبهة اهمال أو تخاذل. كما أعرب ألفريدو عن اعتقاده بأنّ مارادونا ربّما توقف عن تناول دوائه، كاشفاً أنّ إحدى صديقات مارادونا، أخبرته بأنّه سئم العيش.

ألفريدو كاي الطبيب السابق لمارادونا

ألفريدو كاي الطبيب السابق لمارادونا

الطبيب أكّد كذلك أنّ مارادونا ربّما توقف عن الأكل أو تناول الأدوية، بعد دخوله في حالة من الإكتئاب عقب جراحة في الدماغ، وقبل وفاته بوقت قصير. وقال لمحطة إذاعية أرجنتينية: “هذا لا يبدو لي مجرد نوبة قلبية بسيطة”.

وزعم الدكتور أنّ مارادونا حاول الانتحار مرّة واحدة في كوبا، عندما قاد سيارته نحو حافلة قادمة، لكنّه نجا من الصدمة، وسأل مارادونا بعدها عمّا إذا كان يريد الإنتحار، وقال إنّه رد: “ربّما يوماً ما، ماذا أعرف”؟

وفي الأيّام التي سبقت وفاة مارادونا، قال الدكتور كاي إنّه تحدث مع فيرونيكا أوجيدا، إحدى صديقات لاعب كرة القدم السابقات، وأم أحد أطفاله، وادعى أنّ فيرونيكا أخبرته: “أنت تعرف أنّ دييغو قال إنّه سئم العيش، ولا يريد الاستمرار بعد الآن لأنه فعل كلّ شيء”.

وبعدما علم أنّ مارادونا قضى أيّامه الأخيرة بعد جراحة الدماغ، وفي غرفة النوم في منزله، خلص كاي إلى أنّ مارادونا كان مكتئباً بالفعل، وقال: “كان دييغو متعباً، وكل هذه الأحداث أدت إلى نتيجة الانتحار”.

كما زعم أنّه رأى مارادونا في مستشفى في الأرجنتين خلال أيّامه الأخيرة، وكان ينتقد الرعاية التي كان يتلقاها في ذلك الوقت، واتهم المستشفى بالفشل في إعداد خطة تمريض مناسبة، وإهماله أثناء وجوده في المستشفى، وإخراجه مبكراً، وقال: “بالنسبة لي كان هناك إهمال وتهور وقلة خبرة”. وأضاف الدكتور: “لم أره في العيادة بمراقبة كاملة، ولم أره يهتم بخطة تمريض مستمرة، ولم يتم الاعتناء به بشكل صحيح، كان يجب أن يبقى في المستشفى، وليس في منزل غير معد”.

التقارير الطبية في المقابل أكّدت عدم العثور على أي آثار للمخدرات أو الكحول في جسد الأسطورة الراحل، ولكن كانت هناك أدوية مختلفة لعلاج صحته الجسدية والعقلية، حيث تم اكتشاف وجود آثار لدواء “فينلافاكسين”، المضاد للاكتئاب، وعقاقير لعلاج نوبات الصرع بالإضافة إلى أدوية ضد أمراض أخرى.

وذكرت وكالة “telam” للأنباء، نقلا عن خبراء الطب الشرعي، أن الأدوية التي وجدت في جسم مارادونا، تسبب عدم انتظام ضربات القلب.

مارادونا

مارادونا

وأضافت أنّ المدعين الذين يحققون في وفاة مارادونا، سيعقدون مجلسا طبيا في وقت لاحق، ليقرروا ما إن كان عدم وصف الأدوية المذكورة قد يجنب وفاة “الفتى الذهبي”.

وتوفي مارادونا، نهاية الشهر الماضي عن عمر 60 عاما في منزله بضواحي بوينس آيرس، إثر إصابته بقصور حاد في القلب، لينطلق التحقيق بعد وفاته، لتحديد ما إذا كان هناك أي تقصير في علاجه.