كونتي يربح معركته في صفوف إنتر
أكّد المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي أن إدارة نادي إنتر ميلان لم تخطئ عندما وضعت ثقتها به من خلال قيادته الفريق إلى إحراز لقب الدوري في موسمه الثاني، واضعًا حدًا لسيطرة فريقه السابق يوفنتوس على مدى 9 مواسم.
وتوج إنتر بلقب الدوري الإيطالي عن الموسم الجاري 2020-2021، بعد أن حسم التعادل الإيجابي بهدف لمثله مباراة أتالانتا وساسولو في منافسات الجولة 34 من المسابقة.
وتوج النيراتزوري بلقب الدوري قبل نهاية الموسم بأربع جولات، حيث حصد 82 نقطة حتى الآن بفارق 13 نقطة كاملة عن أقرب ملاحقيه أتالانتا الذي جمع 69 نقطة.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يحرز فيها إنتر لقب الدوري المحلي منذ عام 2010، عندما قاده المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو إلى إحراز ثلاثية نادرة (الدوري والكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا).
وزرع كونتي الذي يُعرف عنه صرامته في التعامل مع اللاعبين، ثقافة الفوز والتميّز وحثهم على بذل المجهودات من أجل تحقيق الانتصارات، وهي ثقافة نسيها لاعبو إنتر على مدى العقد الأخير.
ولخَّص هداف الفريق البلجيكي روميلو لوكاكو هذه الثقافة بقوله: ”التدريب هي منطقة حربية، المدرّب لا يحبذ إطلاقًا أن نتراخى“.
وأكد كونتي (51 عامًا) في حديث لصحيفة ”لاغازيتا ديللو سبورت“ في خريف العام الماضي: ”أدرك جيدًا بأنه إذا كانت الامور لا تسير جيدًا حول الفريق، فإن ذلك يرتد سلبًا على أرضية الملعب“.
وأضاف: ”الجميع يتكلّم عن الفوز كما لو أنه في متناول اليد. أما أنا، فأتكلم عن عقلية فائزة والتحضير لتحقيقها“.
كونتي يزرع ثقافة الفوز في صفوف النيراتزوري
وسلّطت وكالة ”فرانس برس“ الضوء في تقرير لها على التغيير الكبير الذي نجح المدرب الإيطالي في إجرائه بصفوف إنتر وطريقة لعبه منذ توليه مهمة القيادة الفنية للفريق.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن المدرب الإيطالي تعلّم عقلية الفوز هذه في صفوف يوفنتوس، أوّلا كلاعب من 1991 حتى عام 2004، ثم عندما أشرف على تدريب فريق السيدة العجوز من 2011 حتى عام 2014.
وكان الموسم الأول بمثابة الآمال لأن إنتر احتل المركز الثاني وراء يوفنتوس وبلغ نهائي الدوري الأوروبي ليخسر بصعوبة أمام إشبيلية الإسباني 2-3. أما الموسم الثاني، فشهد تتويج إنتر باللقب التاسع عشر في تاريخه في الدوري الإيطالي.
وكان كونتي الذي لا يهدأ على جنبات الملعب عندما يتابع فريقه يلعب، هدّد بترك النادي الصيف الماضي لتباين في وجهات النظر بينه وبين المسؤولين عن النادي.
ونجح المدرب الإيطالي في بناء فريق على شاكلته، أصبح على مرّ المباريات كتلة متماسكة تملك ثقافة الفوز. ونجح على مدى موسمين في بناء فريق من جديد من خلال الاعتماد على هدافيه لوكاكو والأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، كما نجح في استخراج الأفضل من صانع الألعاب الدنماركي كريستيان إريكسن الذي لم يكن راضيًا على التعاقد معه، ومن الجناح الكرواتي إيفان بيريسيتش.
ومع إحرازه لقب الدوري المحلي، أثبت بأنه فعلًا النجم الأبرز في صفوف النادي، وأكد خيار المالكين بمنحه أجرًا هو الأعلى بين مدربي الدرجة الاولى في إيطاليا، حيث قدرت الصحف المحلية ذلك بما بين 11 و12 مليون يورو سنويًا.