الروخيبلانكوس أبطال الدوري الإسباني للمرة الحادية عشر في تاريخ النادي بموسم محبط في الليغا من حيث المنافسات والصراعات.

فالدوري الإسباني شهد هذا الموسم شد عضل من نواحٍ عدة، خصوصاً في صفوف الكبار. فهل استغل أتليتيكو مدريد الصراعات والمشاكل المشتعلة من حوله أم أن الحظ كان حليفه؟

لنلقِ نظرة شاملة إلى موسم الروخيبلانكوس  ونستنتج العوامل التي أدّت إلى تتويجهم باللقب.

 

لاعبو أتليتيكو مدريد يحتفلون بإحراز لقب الدوري الإسباني ي

لاعبو أتليتيكو مدريد يحتفلون بإحراز لقب الدوري الإسباني. المصدر: رويترز

جهوزية ذهنية وبدنية

على عكس السنوات الأخيرة، دخل أتليتيكو مدريد موسمه جاهزاً وحاضراً للتنافس. فمنذ بداية الموسم كان موفّقاً بنتائجه، جاهزاً بدنياً وذهنياً وواضعاً اللقب نصب عينيه.

صحيح أنه تراجع في الشق الثاني من الموسم، لكن الحضور الذهني دون سواه بدا واضحاً مما جعله يتفوّق على الآخرين.

 

هدف واضح: إضعاف الآخرين

يعلم أتليتيكو مدريد أنه كان يحتاج نجماً في مركز الهجوم ليزيد فرصه بالتسديد وإصابة الأهداف.

لم تكن صفقة لويس سواريز اعتباطية؛ هذه الصفقة هدفت إلى إضعاف برشلونة معنوياً وعلى الأرض، ومن جهة أخرى قوّت صفوف الروخيبلانكوس. من هنا نرى البعد الذي تعامل فيه أتليتيكو مدريد بمعالجة نقاط ضعفه من خلال إضعاف الغير.

 

صراعات الكبار تفرج الآخرين

ليس خفياً أن أبرز نقطة استفاد منها أتليتيكو مدريد وغيره كانت المشاكل التي يعيشها ريال مدريد وبرشلونة.

صراعات كثيرة داخل أروقة الناديين الكبيرين في الليغا المسيطرين على ألقابها أضعفتهما وأعطت الأفضلية للأذكى والأسرع في انتهاز الفرص.

نعم، تراجع مستوى ريال مدريد وبرشلونة سببٌ يُضاف إلى قائمة أسباب اقتناص أتليتيكو للقب بالهدوء اللازم.

 

السلوفيني يان أوبلاك حارس مرمى فريق أتليتيكو مدريد ز

السلوفيني يان أوبلاك حارس مرمى فريق أتليتيكو مدريد. المصدر: رويترز

فريق من نجوم

أثبت رجال المدرّب دييغو سيميوني أنهم نجوم في مراكزهم.

النادي عرف كيف يشكّل عمقاً في كل مركز على الأقل. ليست إضافة لويس سواريز وحدها التي أعطت ثقلاً للفريق.

فمثلاً، يان أوبلاك لم يخذل يوماً توقّعات الروخيبلانكوس؛ الأكثر تصدياً للتسديدات في الليغا لهذا الموسم وصاحب أفضل نسبة نجاح بالتصدي.

وماركوس لورينتي ابن ريال مدريد الذي أخفق بعدم تقديره لهذا اللاعب، حضوره جوهري على أرض الملعب. فهو من أفضل هدافي الليغا هذا الموسم برصيد 12 هدفا وثاني أفضل ممرّر.

 

 

الحظ حليف الفائز

جزء من أسباب فوز أتليتيكو مدريد باللقب كان الحظ.

كثيرون لا يحبون إدخال عنصر الحظ إلى أسباب فوز الفرق، لكن كيف تفسّر الفوز باللقب رغم السقوط الحر في مرحلة الإياب لأتليتيكو؟

الفريق لم يكن بالهوية نفسها التي بدأ فيها موسمه. لا بل تضرر ونتائجه تراجعت، لكن الحظ وقف إلى جانبه عبر إخفاق الكبار وعدم انتهازهم لأية فرصة للنجاح.

 

 

في الأخير، تبقى جائحة كورونا سبباً لإلحاق الضرر بأي فريق؛ ريال مدريد وبرشلونة تأثّرا بشدة بالجائحة التي كان وقعها أخف على أتليتيكو مدريد. هنا نعود إلى البعد الذي تصرّف على أساسه الفريق والحضور الذهني والبدني على أرض الملعب.

في النهاية، اللقب  كان حليف صاحب النفس الأطول.