ساوثغيت يقف على بُعد خطوة واحدة من إنجاز تاريخي
يقف غاريث ساوثغيت، المدير الفني لمنتخب إنكلترا، على بُعد مباراة واحدة يوم الأحد ضد إيطاليا في نهائي يورو 2020، لقيادة بلاده إلى أول لقب كبير منذ كأس العالم 1966.
وعُيّن ساوثغيت في بداية الأمر بشكل مؤقت على رأس الإدارة الفنية لمنتخب الأسود الثلاثة، بعد سقوط سام ألاردايس في فخ صحيفة كشفت أنه قدَّم نصائح حول ”الالتفاف على القواعد الخاصة بانتقالات اللاعبين“.
ووصل ساوثغيت إلى المنتخب الإنكليزي بعد مشوار دام ثلاث سنوات مع ميدلزبره وانتهى بالهبوط إلى المستوى الثاني، فيما كانت رحلته متذبذبة مع منتخب ما دون 21 سنة، ليصل إلى مقعده مع ”الأسود الثلاثة“ بسيرة ذاتية متواضعة.
وبرغم ذلك، قاد منتخب إنكلترا إلى أول نصف نهائي للمونديال في 28 سنة، وذلك في أولى بطولاته الكبرى قبل ثلاث سنوات في روسيا. والآن قطع أبعد شوط لمدرب إنكليزي في البطولة القارية، عندما يستضيف إيطاليا في النهائي مساء الأحد على ملعب ويمبلي.
واستعرضت وكالة ”فرانس برس“ في تقرير لها نقاط القوة التي ميزت المدرب الإنكليزي عن جميع من سبقوه مع منتخب الأسود الثلاثة خلال السنوات الماضية.
وقالت الوكالة في تقريرها أنه لعقود رضخ مدربو منتخب إنكلترا لرغبات وسائل الإعلام والجماهير، للدفع باللاعبين الموهوبين في التشكيلة الأساسية، حتى لو كان ذلك على حساب الهيكلية العامة للفريق. واعتزل بول سكولز اللعب الدولي بعد سنوات من ازاحته إلى الجناح الأيسر، خارج مركزه الأصلي، لافساح المجال لفرانك لامبارد وستيفن جيرارد، ضمن ”جيل ذهبي“ فشل في تخطي ربع نهائي البطولات الكبرى تحت إشراف المدرب السويدي سفن غوران إريكسون في 2002 و2004 و2006.
وعلى النقيض من ذلك، ارتضى ساوثغيت بترك مهاجميه الموهوبين على مقاعد البدلاء، وبقي وفيًا لهاري كين ورحيم سترلينغ، ما يعني بقاء موقع وحيد لكل من بوكايو ساكا، جاك غريليش، فيل فودن، جادون سانشو وماركوس راشفورد.
مرونة ساوثغيت التكتيكية أعادت إنكلترا للواجهة
لطالما تمّ التشكيك بحنكة ساوثغيت التكتيكية، بيد أنه أظهر رغبة للتكيّف مع متطلبات الفوز. وقبل ثلاث سنوات في روسيا، كانت العودة إلى دفاع من خمسة لاعبين بمثابة الحماية لحارس ودفاع يفتقد للخبرة.
وفي كأس أوروبا، لجأ إلى خطة 4-3-3 للحصول على لاعب هجومي إضافي، باستثناء ثمن النهائي ضد ألمانيا عندما عدّل خطته لاحباط تحركات كيميش وروبن غوزنس على الجناحين.
وأوضح المدرب الإنكليزي أن فريقه لا يمكن أن يظهر بشكل جيد في البطولة القارية إذا لم يتقن أنماط لعب عدة، للتكيف مع طريقة لعب الخصم ومتطلبات كل مباراة على حدة.
وعلى الرغم من جميع الانتقادات التي تعرّض لها والتشكيك المستمر في قدراته، بات ساوثغيت على بُعد خطوة وحيدة من إنهاء لعنة طاردت إنكلترا على مدار 55 عامًا، ونجح في بناء منتخب صلب قادر على مقارعة كبار العالم.