أنس جابر تواصل التألق وكتابة التاريخ
مساء أمس السبت، توجت النجمة التونسية أنس جابر بلقب بطولة مدريد المفتوحة للتنس، عقب فوزها على الأمريكية جيسيكا بيغولا.
وبهذا الإنجاز، تكون جابر قد حققت لقبها الثاني في مسيرتها بعد لقب دورة برمنغهام الإنكليزية العام الماضي على الملاعب العشبية، عندما أصبحت أول لاعبة عربية تحقق لقبًا ضمن دورات رابطة المحترفات.
ويأتي هذا الإنجاز استكمالًا لمسيرة رائعة للنجمة التونسية، وهي المسيرة غير المسبوقة بالنسبة للاعبات التنس على المستوي العربي.
وتملك النجمة التونسية العديد من الإنجازات التاريخية التي رصّعت مسيرتها الملهمة للنساء العربيات، فهي أول لاعبة عربية تتمكن من الوصول إلى ربع نهائي بطولة في الغراند سلام، وكان ذلك في بطولة أستراليا المفتوحة عام 2020.
أما بالنسبة لأبرز نتائج اللاعبة في البطولات الكبرى الأخرى، فهي الوصول إلى الدور الرابع في رولان غاروس مرتين عامي 2020 و2021، والدور الثالث في بطولة أمريكا المفتوحة عامي 2019 و2020، بالإضافة لإنجاز التأهل إلى ربع نهائي ويمبلدون العام الماضي.
وفي شهر أكتوبر من العام الماضي.. دخلت النجمة التونسية قائمة المصنفات المحترفات العشرة الأوائل على مستوى العالم، بعد بلوغها نصف نهائي دورة إنديان ويلز الأمريكية.
وأصبحت أنس جابر حينها أول لاعبة عربية تتقدم بين أول 10 مصنفات على العالم، وهو الحلم الذي كان يراودها منذ الطفولة.
وأظهرت أنس جابر مهارتها الاستثنائية في وقت مبكر، بوصولها إلى نهائي رولان غاروس في فئة الشباب عام 2010، قبل أن تتوج باللقب في عام 2011، لتصبح أول عربية تتوج بلقب في الغراند سلام في فئة الشباب، وهو الإنجاز الذي لم يتحقق بالنسبة للاعبين واللاعبات العرب منذ أن حققه المصري إسماعيل الشافعي في ويمبلدون عام 1964.
وارتبطت حياة أنس جابر ارتباطًا وثيقًا برياضة التنس، وبدأت تمارس هذه الرياضة في سن الثالثة بمسقط رأسها مدينة ”قصر هلال“، التي تبعد نحو 25 كلم إلى جنوب مدينة المنستير على الساحل التونسي.
وهي من مواليد 28 أغسطس عام 1994، وتفتخر بأنها ”منتوج تونسي 100%“ إذ إنها نشأت وتكونت في بلادها، وترعرعت فيها وتعلمت فيها التنس وشاركت بأولى المنافسات في منطقتها قبل أن تنافس وطنيًا في سن السادسة، ثم دوليًا في سن العاشرة، إلى أن فازت ببطولة رولان غاروس في فئة الشباب عام 2011 في سن السابعة عشر.
ومع تألقها اللافت وإنجازاتها المتتالية.. شددت أنس جابر في أكثر من مناسبة على أنها لم تيأس أبدًا من نقص الإمكانات المتوفرة في تونس، بل إنها استعانت بالعزيمة والثقة بالنفس وتسلحت بدعم عائلتها لمواصلة المشوار وتحقيق حلمها.
إنجازات متتالية.. ومسيرة غير مسبوقة في عالم التنس على المستوى العربي.. وأحلام تحققت بمواصلة السعي والمثابرة.. ما يضع أنس جابر على رأس قائمة النماذج المُلهمة للشباب العربي.