كارلو أنشيلوتي يواصل صناعة التاريخ في دوري الأبطال
بعد أن كان عرّاب العاشرة، وأعاد ريال مدريد لمنصة التتويج الأوروبية بعد غياب 12 عامًا، عاد مرة أخرى ليقود الفريق الملكي لتحقيق اللقب الأوروبي في أول موسم بولايته التدريبية الثانية. الرجل الهادئ، الواثق، صاحب الفكر المتجدد والبصمة الواضحة أينما ذهب، إنه المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
نجح أنشيلوتي في قيادة ريال مدريد الإسباني للتتويج باللقب الرابع عشر له في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ليعيد البريق المفقود للفريق الملكي الغائب عن منصة التتويج المحببة لجماهيره منذ عام 2018.
وقاد أنشيلوتي تشكيلته في رحلة صعبة، تجاوز خلالها كبار أوروبا في الأدوار الإقصائية للمسابقة القارية هذا الموسم، وكانت سيناريوهات الفوز أمام باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي هي الأكثر إثارة، ربما في تاريخ ريال مدريد بالمسابقة.
وعاد أنشيلوتي الصيف الماضي إلى العاصمة الإسبانية للإشراف على النادي الملكي للمرة الثانية بعد ولاية أولى كانت بين عامي 2013 و2015، قاده خلالها إلى اللقب العاشر في دوري الأبطال في 2014.
ولا زال أسلوب أنشيلوتي يؤتي ثماره دائمًا، على الرغم من بعض الانتقادات، وبرهن على عبقريته التدريبية هذا الموسم بعد أن أصبح أول مدرب في التاريخ يحرز ألقاب البطولات الأوروبية الخمس الكبرى بعد قيادته الميرنغي إلى لقب الدوري الإسباني.
كارلو أنشيلوتي يدون اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الأبطال
ومع هذا التتويج الأوروبي الجديد، بات المدرب الإيطالي البالغ من العمر 62 عامًا المدرب الوحيد الذي أحرز لقب المسابقة القارية الأعرق 4 مرات.
وعلى الرغم من إنجازاته القياسية، شهدت مسيرة أنشيلوتي بعض المطبات في السنوات الأخيرة، خاصة مع في نابولي الإيطالي، ثم إيفرتون الإنكليزي، وهما ناديان أقل شأنًا من الأندية التي اعتاد عليها كارلو، وجاء ذلك بعد رحلة قصيرة مع بايرن ميونخ الذي أحرز معه لقب الدوري الألماني في عام 2017.
وقبل بدايته التدريبية، تألق أنشيلوتي داخل المستطيل الأخضر، وفاز لاعب الوسط السابق بلقبين في دوري الأبطال مع ميلان عامي 1989 و1990 بإشراف المدرب الأسطوري أريغو ساكي، قبل أن يصبح مساعده في المنتخب الإيطالي وحل وصيفًا للبرازيل في كأس العالم 1994.
وكمدرب، افتتح أنشيلوتي سجلّه مع ميلان بالتتويج بكأس إيطاليا في عام 2003، ثم أضاف لقب الدوري عام 2004، ودوري أبطال أوروبا مرتين في عامي 2003 و2007، علمًا أنه كان على رأس الجهاز الفني خلال الخسارة الشهيرة ضد ليفربول في نهائي المسابقة القارية الأم عام 2005 بعد تقدم الفريق الإيطالي بثلاثية مع نهاية الشوط الأول.
تتويجات عديدة، وإنجازات فريدة يصعب تكرارها، وأرقام قياسية تثبت يومًا بعد يوم عبقرية أنشيلوتي، ليصبح الرقم الذي يصعب تجاوزه في تاريخ دوري الأبطال.