جدل واسع بسبب فوضى نهائي دوري أبطال أوروبا
تتواصل أصداء الفوضى التنظيمية التي سبقت انطلاق المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنكليزي، والتي أقيمت مساء السبت الماضي في العاصمة الفرنسية باريس.
وتعرّضت الحكومة الفرنسية لموجة انتقادات من الإعلام والسياسيين في المملكة المتحدة، حيال تعاطي الشرطة مع الأحداث التي سبقت المباراة، إذ عانى الألوف من مشجعي ليفربول لدخول ملعب ”استاد دو فرانس“ الشهير.
وتأخر انطلاق المباراة أكثر من نصف ساعة بسبب التوترات خارج الملعب، ومحاولة العديد من المشجعين تسلّق البوابات والدخول بالقوة، ما أدى إلى تصدي عناصر الشرطة لهم وإطلاق الغاز المسيل للدموع في بعض الأحيان، فيما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية السبت عن اعتقال أكثر من 100 شخص، ووضع 39 منهم قيد التوقيف الاحتياطي بسبب الشغب.
وتسببت المشاهد الفوضوية في ”إحراج وطني“، حيث من المقرر أن تستضيف فرنسا كأس العالم للرغبي 2023 ودورة الألعاب الأولمبية 2024.
وأثارت مشاهد الفوضى التي شهدها ملعب ”استاد دو فرانس“ استياء وسخط كثير من السياسيين الفرنسيين، الذين اعتبروا ما حدث ”فشلًا تنظيميًا ذريعًا“ يدفع إلى التشكيك في قدرة فرنسا على احتضان تظاهرة رياضية كبرى مثل الألعاب الأولمبية المقررة في غضون 18 شهرًا.
الحكومة الفرنسية تنتقد نادي ليفربول وجماهيره
وفي المقابل، حمّل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان مشجعي فريق ليفربول الإنكليزي المسؤولية، مشيرًا إلى أن الآلاف منهم كانوا لا يحملون تذاكر، أو معهم تذاكر مزورة، وحاولوا اقتحام الملعب.
ومن جانبها، ألقت وزيرة الرياضة الفرنسية، اميلي أوديا–كاستيرا، باللوم على نادي ليفربول الإنكليزي في الفوضى التي صاحبت نهائي دوري أبطال أوروبا، وأعربت عن أسفها لاستخدام الغاز المسيل للدموع ضد بعض المشجعين.
وقالت الوزيرة الفرنسية أن ليفربول، خلافًا لريال مدريد، فشل في تنظيم مشجعيه القادمين إلى باريس، مشيرة إلى أن النادي الإنكليزي ترك مشجعيه بلا أي توجيه أو تنظيم، وهو ما تسبب في هذا المشهد الفوضوي.
وأضافت الوزيرة الفرنسية أن بين 30 ألف أو 40 ألف مشجع لليفربول كانوا يحملون تذاكر مزوّرة، أو غير مزودين بتذاكر لمشاهدة المباراة النهائية للمسابقة القارية الأولى، متسائلة عن مصدر تلك التذاكر المزوّرة، وكيف تم انتاجها بهذه الأعداد الكبيرة.
وأكدت أيضًا أن ليفربول طلب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عدم اعتماد تطبيقات الهاتف، والاعتماد على التذاكر الورقية لدخول الملعب.
وعلى جانب آخر، تواجه الشرطة الفرنسية انتقادات لقيامها برشّ رذاذ الفلفل وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على بعض مشجعي ليفربول أثناء انتظارهم لدخول الملعب.
كما تواجه الشرطة الفرنسية اتهامًا بالتسبب في احتشاد عدد كبير من الناس عبر تقييد المرور في طريق يؤدي إلى الملعب من تحت أحد الأنفاق.
انقسام حاد في الشارع الرياضي الدولي.. واتهامات متبادلة بين جميع الأطراف، بينما تظل الحقيقة المؤكدة أن هذا المشهد الفوضوي يعُد من بين العلامات السوداء في تاريخ المباريات الكبرى في القارة العجوز.