من المصرية بنت السيدة زينب أحسن لاعبة في فرنسا.. وكيف تألقت في كرة اليد والقدم معاً؟

قصة المصرية التي نشأت في السيدة زينب ولمع نجمها كأحسن لاعبة في فرنسا

أدهشني هذا الأسبوع حصول لاعب توتنهام “سون هيونج مين“ على أعلى وسام من رئيس كوريا الجنوبية بعد حصوله على الحذاء الذهبي كهداف للدوري الإنجليزي لكرة القدم مناصفة مع النجم المصري محمد صلاح الذي يحتفظ بثلاث نسخ من نفس الحذاء. الغريب أنك تجد البعض يعتبرون انجازات صلاح الفردية هذا العام شيئاً عادياً!

هدافو إنجلترا وفرنسا مصريون

الملهم محمد صلاح هو واحد من ثلاثة مصريين حققوا إنجازات رياضية فريدة في أوروبا هذا العام. لم يكرمهم أحد، بالطبع هو أكثرهم من حيث تسليط الضوء والحفاوة، بينما الاثنان الآخران لم ينلهما إلا قدر ضئيل من الاهتمام، ولم أضبطهما خلال مسيرتهما العظيمة على أي منصة تكريم في بلدهم بعد كل ما حققاه من إنجازات لمصر التي يحملان اسمها ويفخران بها في كل مكان.

 

 

أتحدث عن لاعبي كرة اليد المصريين في الدوري الفرنسي، مروة عيد عبدالملك التي حصلت هذا العام على لقب أفضل لاعبة ولقب هدافة الدوري، ومحمد سند الذي حصل على لقب هداف الدوري وأفضل جناح أيمن، ليكرر انجازه السابق في 2020. في هذه المساحة سألقي الضوء على “إحسان عيد عبد الملك” كما يعرفونها في فرنسا أو “مروة عيد عبدالملك” كما يعرفها المصريون وكما تحب هي أن يناديها الناس. 

تواصلت مع البطلة مروة عبدالملك، لأعرف منها أكثر عن تلك المسيرة الاحترافية الممتدة لأكثر من 12 عاماً في أوروبا، عن قصتها الملهمة التي تتجاوز مرحلة اختصارها في إنجاز رياضي، عن طفولتها وممارستها كرة القدم وكرة اليد في وقت واحد، وتألقها في كلتا اللعبتين، عن التحديات والقرارات المصيرية التي أخذتها في حياتها والتي جعلت منها مصدر فخر وقدوة للجميع.

الخلاف مع المدرب

أكبر صدمة لي في حديثي معها، كانت عندما أخبرتني أنها حققت إنجازها بلقب هدافة الدوري ولقب أفضل لاعبة  في فرنسا هذا العام بالرغم من وجود خلاف وقطيعة لها مع مدربها المقدوني “ماريان كوليف”. لا سلام ولا كلام بينهما! والسبب أنه تحدث معها بطريقة لا تحبها، فقالت له صراحةً أنها تحب أن يتعامل معها باحترام ويتكلم بالطريقة التي تليق بها. انتصرت “مروة” لكرامتها واختارت أن تحترم نفسها وأن تفرض احترامها على مدربها وعلى الجميع. هي قائدة الفريق منذ 6 سنوات، ولا يليق أن يحدثها المدرب أمام زميلاتها بطريقة لا تليق. 

 

لم تتنازل بنت النيل وفرضت شخصيتها حتى وإن كلفها ذلك قطيعة المدرب. ولأنهما في منظومة احترافية، كل شخص يؤدي عمله على أكمل وجه، لم يستبعدها المدرب من التشكيل وهي لم تتقاعس أو تتخاذل أو تتمارض. أرادت “مروة” أن تثبت لنفسها وللمدرب وللجميع أنها تستحق الاحترام وشارة القيادة وتستحق التألق والنجاح والتقدير، فأحرزت 143 هدفاً هذا الموسم في 22 مباراة من أصل 26 مباراة، ثم يحدث ما لم تكن تتمناه!

الإصابة تهدد الحلم

قبل انتهاء الموسم بثلاث جولات وتحديدا في الأول من مايو 2022، أصيبت مروة عيد عبدالملك، بقطع في غضروف الركبة، وأجرت عملية جراحية، كانت وقتها تتصدر ترتيب هدافي الدوري بفارق يزيد عن 20 هدفاً، والإصابة قد تحرمها من الحفاظ على الصدارة.

كتبت رسالة موجعة لمتابعيها عبر فيس بوك، قالت فيها: “كان نفسي أكمل منافسة على هداف الدوري الفرنسي بعد تصدري الترتيب، ولكن ده نصيب ومحدش عارف الخير فين.. دعواتكم ليا.. سأعود أقوى مما كنت إن شاء الله.. أراكم في الموسم القادم”.  

 

أجرت “مروة” الجراحة وانتهى الموسم بالنسبة لها، وظلت منافستها تطاردها في المباريات المتبقية، لكن حتى وهي مصابة وتسير على عكازين وتجري جلسات العلاج الطبيعي، أنهت “مروة” الموسم بفارق 10 أهداف لصالحها لتتوج بلقب الهدافة بعد 3 أسابيع وتتسلم الجائزة بنفسها في الملعب، ثم تفوز بلقب أحسن لاعبة هذا العام الذي شهد أيضاً وصولها إلى الهدف رقم 600 مع نادي نيس في أبريل الماضي.

ردا على الهد بالشتيمة

بعد الفوز بلقب أحسن لاعبة، كتبت “مروة” رسالة أخرى بها وجع داخلي وحديث بحرقة، فبعد أن شكرت كل من بذل مجهوداً ووقف بجانبها، قالت: “شكرا للناس اللي فاكرة إنها بتهد فيا بالشتيمة والتنمر، بالعكس كلامكم بيبقى تحت رجلي بأدوس عليه، فبأطلع لفوق أكتر، وأشوف الدنيا أحسن وبيديني حافز أكتر إني أكون أحسن من امبارح وأطور من نفسي وانتم هتفضلوا زي ما انتم… إحلم وإسعى وسيب الباقي على ربنا.. كان حلم واتحقق”.

الطفولة في منطقة شعبية

ولدت بمساكن زينهم بالسيدة زينب، في 27 نوفمبر عام 1986، كتبها والدها في شهادة الميلاد “إحسان” ونادتها أمها بـ”مروة”. وتقيم الأسرة هناك حتى اليوم، لديهها 5 أشقاء، شقيقتها الكبرى حنان عيد هي مدربة كرة يد وكابتن النادي الأهلي في التسعينات، وشقيقتها الصغرى “نصرة” تلعب حالياً كرة اليد في النادي الأهلي، وكرة القدم في نادي وادي دجلة كحارس مرمى، لتسير على خطى مروة التي كانت تلعب اللعبتين بنفس الناديين أيضاً. أما شقيقتيها الأخرتين هالة وشيماء وشقيقها محمد، فلا يحبون الرياضة ولا يمارسونها.

 

الأم واقتسام اللقمة

بدأت “مروة” ممارسة كرة القدم مع أولاد المنطقة في الشارع، تتحدث بفخر عن تلك الفترة وتقول أنها تربت في منزل أقل من عادي وفي منطقة شعبية وأسرة عادية، وتتذكر جيداً أن والديها لم يحرماها من شيء، تصف ما كان يحدث، فتقول: “أمي كانت بتشيل اللقمة حرفياً من بقها علشان تديهالنا، دي من أكتر الحاجات اللي مأثرة فيا وعمري ما هأنساها أبدا.”

الفشل في كلية تربية رياضية

درست “مروة” في مدارس حكومية في جميع مراحل التعليم قبل الجامعي، وذهب بها تنسيق الثانوية العامة إلى كلية التربية الرياضية لكنها لم تستطع استكمال الدراسة لممارستها كرة القدم وكرة اليد في نفس الوقت، فكان القرار هو الانتقال إلى مودرن أكاديمي لدراسة إدارة الأعمال، وكان هذا نهج معظم الرياضيين خلال نفس الفترة، فكان يزاملها أحمد حسام ميدو وعماد متعب ووائل رياض وأحمد الأحمر وآخرين.

تعترف “مروة” أنها لم تكن مروة متفوقة في الدراسة، وأن اهتمامها الأكبر كان بالرياضة، ومنذ أول حوار صحفي معها وهي في الرابعة عشر من عمرها قالت إن هدفها هو الاحتراف.

مسيرتها مع كرة اليد

بدأت مروة ممارسة كرة اليد في مركز شباب زينهم وكانت تتقاضى 7 جنيهات في تلك الفترة، ثم انتقلت إلى النادي الأهلي عام 1996 وهي في العاشرة من عمرها مقابل بعض الأدوات الرياضية البسيطة لمركز الشباب، لتستمر مسيرتها داخل النادي لمدة 14 عاماً، حصدت خلالها كل البطولات المحلية التي شاركت فيها، ولم تخسر سوى 3 مباريات. وتنضم للمنتخب المصري وهي في سن صغيرة نتيجة تألقها اللافت. 

احتراف كرة القدم ولقب هدافة الدوري

بدأت “مروة” في ممارسة كرة القدم في مركز شباب السيدة زينب، ثم انتقلت إلى نادي جولدي الذي أصبح نادي وادي دجلة فيما بعد، وأصبحت هدافة الدوري المصري لأربعة أعوام متتالية، وفازت بالدوري والكأس مع وادي دجلة، وخاضت تصفيات أفريقيا والبطولة العربية مع المنتخب الوطني خلال فترة سحر الهواري، وحتى بعد احترافها كرة اليد في فرنسا، خلال الأجازة كانت تنضم لفريق وادي دجلة وتمارس معهم كرة القدم.

كان من ضمن دوافع “مروة” الرئيسية لاحتراف كرة اليد في أوروبا بجانب طموحها هو مساعدة أسرتها مادياً.

لديها اقتناع كبير أن راتبها من الاحتراف هو رزق أسرتها أيضاً، فكان راتبها قبل الاحتراف 900 جنيه فقط شهريا، وترى أن هناك التزام كبير منها تجاه أسرتها لترد الجميل لوالديها على رعايتهما الكريمة لها هي وأشقائها الخمسة وإصرارهما على تعليمهم ودعم ممارستهم للرياضة.

الاحتراف في أوروبا

عام 2005، كانت “مروة” في السابعة عشر من عمرها، بعد فوزها مع المنتخب بلقب هدافة أفريقيا وأفضل جناح أيسر عام 2004، هنا قررت خوض تجربة الاحتراف في أوروبا، وذهبت إلى ألمانيا وقضت هناك معايشة لمدة أسبوع بنادي “بلومبرج” أحد أندية الدوري الممتاز، لكن التجربة لم تكتمل لسببين؛ أولهما مغالاة النادي الأهلي في المقابل المادي، والثاني متعلق بعدم قدرتها على التأقلم وتحمل الغربة، فعادت للنادي الأهلي.

جاءت الفرصة مرة أخرى لـ “مروة” عام 2010 بعد بطولة أفريقيا لكرة اليد، من خلال نادي “أونيس لاروشيل” بالدرجة الثالثة في فرنسا، وكان النادي الأهلي قد رفض الاستغناء عنها في البداية لكن جلسة جمعتها بالكابتن “محمود الخطيب” حسمت الأمر بعدما تعهدت كتابياً على بياض بعدم اللعب إلا للنادي الأهلي في مصر، وتركها النادي مجاناً من أجل دعمها في تجربتها الاحترافية، لتصبح مروة أول محترفة مصرية في كرة اليد.

أيامها الأولى في فرنسا كانت صعبة وكانت أحياناً تبكي، لكن احتضنتها أسرة زميلتها التونسية في نفس النادي “شادلية كلبوني” ووالدتها السيدة “جنات”، خمسة سنوات كاملة قضتها مروة في مدينة “لاروشيل” على الساحل الغربي لفرنسا على المحيط الأطلسي وساعدتها الأسرة التونسية التي تدين لها بالفضل في تجاوز حاجز اللغة وتخفيف قسوة الغربة.

 

تألقت مروة مع النادي، وصعدت به إلى الدرجة الثانية، وحصلت معه على لقب هدافة الدوري عامين متتاليين، مرة بـ  245 هدف، والأخرى بـ 195 هدف، ثم انتقلت في 2015 إلى نادي نيس الذي يحمل اسم المدينة الشهيرة على ساحل البحر المتوسط.

خلال الموسم الأول حاولت التأقلم مع فريقها الجديد ثم أصبحت في الموسم الثاني كابتن الفريق، وحظيت باهتمام الجماهير والإعلام في فرنسا وأكثر ما كان يسعدها هو وصفها بالمصرية عند كتابة اسمها، ومنذ بداية احترافها وهي ترتدي في كل مباراة “باندانا” للمعصم تحمل ألوان علم مصر.

بلد رئيس الاتحاد الدوي بلا منتخب

خاضت مروة معركة كبيرة بعد الاحتراف في فرنسا بسبب تجميد نشاط كرة اليد النسائية على مستوى المنتخبات الوطنية في مصر، بعد انضمامها للمنتخب في أعوام 2004 و2010و2012 للمشاركة في بطولة أفريقيا. لم يعد هناك أي تجمع للمنتخب منذ 10 أعوام بسبب تغير اللوائح الخاصة بالبطولات الأفريقية وانفصال تنظيمها الإجباري مع بطولة الرجال وهو ما كان يلزم مصر بالمشاركة فيها عند تنظيم بطولة أفريقيا للرجال.

إضافة إلى عدم اهتمام القائمين على شأن كرة اليد في مصر، كانتمروة  تحلم باللعب في كأس العالم مثل زميلاتها في أوروبا وأفريقيا والدول العربية الأخرى لكن حلمها تبخر بسبب تجاهل المسؤولين، فمصر رغم أن الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي للعبة على مستوى العالم منذ أكثر من 20 عاماً، لا يوجد بها منتخب نسائي، وتحمل مروة المسؤولية كاملة للمسئولين عن اتحاد كرة اليد في مصر.

كانت قضية المنتخب تسبب لها غصة في الحلق، فقريناتها من الدول الأخرى في فريقها الفرنسي، تستدعيهم دولهم في فترات التوقف الدولي، بينما هي لا يوجد منتخب ليستدعيها أصلاً، لكنها خلال السنوات الأخيرة استسلمت للأمر الواقع وباتت تقضي تلك الفترات كأجازة واستجمام.

عروض التجنيس

لا تنسى “مروة” العرض الذي جاءها عام 2014 من رئيس اتحاد كرة اليد في الكونغو الذي جلس معها بوساطة من إحدى زميلاتها ليعرض عليها التجنيس واللعب باسم الكونغو مقابل 20 ألف يورو وكان مبلغاً كبيراً في ذلك الوقت، لكنها رفضت العرض، وقالت أنها لن تلعب إلا باسم مصر التي فازت معها بلقب هدافة أفريقيا مرة وثاني هدافة مرة أخرى بفارق هدف واحد عن لاعبة الكونغو. فقدت مروة الأمل في اللعب مرة أخرى باسم المنتخب لكنها تأمل أن يحظى الناشئون حالياً بفرصة تكوين منتخب وطني وتدعمهم بكل قوة.

أهلاوية متعصبة

بعيداً عن ممارسة الرياضة، فمروة مشجعة متعصبة للنادي الأهلي المصري ولا تترك مباراة كرة القدم إلا وتشاهدها وتعلق على أداء اللاعبين وكثيراً ما تذهب إلى مشاهدة المباريات في الاستاد، وتسافر إلى برج العرب من أجل مباراة، وتنتقد أداء اللاعبين عبر السوشيال ميديا، وتشارك في التحفيل الكروي من حين لآخر، كما أنها تعبر عن حبها وتقديرها الكبير للكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي الحالي وعادة ما  تسانده انتخابياً بكل قوة هو وقائمته.

التنمر وأسعد أيام حياتها

تعرضت مروة للتنمر مرات كثيرة بسبب دعمها وتأييدها الكبير للنادي الأهلي، وتعليقها على المباريات باستمرار، وعادة ما تواجه مروة حملات التنمر ضدها التي تشير إلى بشرتها السمراء بالسخرية منها، منها أن جمهور الفريق المنافس كتبوا أنها أخت والتر بواليا، فقابلت الأمر بصدر رحب وكانت تكتب ضاحكة “أنا أخت بواليا.. بواليا عيد عبدالملك”، وتعتبر “مروة” فوز الأهلي ببطولة أفريقيا “القاضية ممكن” أسعد أيام حياتها لأنها تصادف مع يوم عيد ميلادها وكانت تحضر المباراة في الاستاد، وفي نفس الليلة احتفل الكابتن محمود الخطيب وإدارة النادي بعيد ميلادها مع الجماهير داخل النادي. 

شخصيات أثروا في حياتها

من الشخصيات التي أثرت في حياتها جدا، الراحل الكابتن أشرف شكري مدرب كرة اليد السابق بالنادي الأهلي الذي رحل عام 2008 بعد أزمة قلبية مفاجئة، وترى مروة أنه كان لها بمثابة أب وأخ وتعيش حتى اليوم بنصائحه بعد أن تعلمت كرة اليد على يديه، فلا تنسى فضله أبدا، ومن أصحاب الفضل أيضاً كابتن مصطفى زقزوق بنادي وادي دجلة، وحنان عيد أختها ومثلها الأعلى التي كانت تحمل هم الأسرة كلها في يوم من الأيام. وتعتبر اسماعيل أحمد أسطورة كرة السلة قدوة لها لاستمراره في الملاعب حتى الآن وعمره 46 سنة!

التكريم لم يأت بعد

خلال هذه الرحلة الحافلة بالانجازات، لم يتم تكريم “مروة” في مصر على المستوى الرسمي، سواء من رئاسة الجمهورية أو وزارة الشباب أو اتحاد كرة اليد أو أي جهة رسمية أخرى، والمرة الوحيدة التي تم تكريمها كان منذ شهر واحد من موقع إلكتروني حديث العهد يدعى “تتويج نيوز” واستلمت التكريم شقيقتها نصرة، وتعتبر مروة أن تكريمها الحقيقي يأتي من الجمهور، تقولها وهي تشعر بألم وحسرة، لكنها في النهاية تشعر بالرضا والفخر بمسيرتها ومشوارها الرياضي، وتقول أنها مستمرة لأبعد مدى وأن النهاية كالتكريم.. لم تأت بعد.

المسيرة مستمرة حتى 2024

في يناير الماضي وقعت مروة مع أونج فيراتشي رئيس نادي نيس لمدة 3 مواسم أخرى، جددت مروة مع النادي، ورحل مدربها المقدوني، لكنها لم تحسم مستقبلها بعد الاحتراف، قد تلجأ للتدريب أو العمل الإداري أو خوض انتخابات اتحاد كرة اليد المصري بعد الخبرات التي اكتسبتها في أوروبا كأول محترفة مصرية في كرة اليد.