بدأت أولى برامج التجسس والتصوير الفوتوغرافي من الفضاء في عام 1960 في مشروع مشترك بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية والقوات الجوية الأمريكية وأطلق على هذا المشروع إسم كورونا حيث تم إطلاق أكثر من 100 قمر صناعي للتجسس على الإتحاد السوفييتي حيث كانت الأقمار الصناعية الأولى تدور في المدار القطبي للأرض في مسارات محددة وتلتقط صورا للأرض من أماكن محددة ثم تقوم بإرسال الفيلم الذي يحتوي على الصور إلى الأرض بواسطة كبسولة يقذفها القمر الصناعي إلى الأرض ويتم إلتقاطها فيما بعد من الفريق على الأرض لتحميضها والحصول على المعلومات التي فيها.. الصورة التالية لأول صورة تجسس ألتقطت من الفضاء للأرض في التاريخ وهي لمطار میسشمیدتا في الإتحاد السوفييتي السابق..
تجدر الإشارة هنا إلى أن تقنيات التجسس تطورت بشكل كبير للغاية في العقود الأخيرة وأصبحت أقمار التجسس الحديثة إمكانيات كبيرة حيث تتمكن من إلتقاط الصور والبث الحي والمباشر وإرسالها مباشرة وفي التو واللحظة للأرض لأي نقطة يتم تحديدها من مركز التحكم الأرضي حيث تتحرك الأقمار الصناعية الحديثة بسرعة كبيرة توازي سرعة دوران الأرض للتموضع في الأماكن التي يراد تصويرها..
تجدر الإشارة هنا أن أشهر موقع في العالم للخرائط الفضائية “جووجل مابس” بدأ في الأساس عندما أستحوذت شركة جووجل على شركة “كي هول Key Hole” وهي شركة “خاصة-حكومية” ربحية لإستثمار الخرائط الأرضية الغير سرية الملتقطة من الأقمار الصناعية والتي كان لديها أرشيف ضخم من الصور الأرضية من الأقمار الصناعية السرية وأهمها “KH-11 Kennan” وأبناء عمومتها KH-8 و 9 و 10 و 11 وأخيرا KH-12 الذي يعتقد أنه أستخدم لمراقبة منزل أسامة بن لادن وكل من أفغانستان والسودان بالإضافة إلى أماكن أخرى في العالم.. كل هذه المعلومات مجرد تكهنات وتوقعات حيث لايزال العمل في هذه الأقمار سريا للغاية ويتوقع أن يكون القمر الصناعي KH-11 Kennan بحجم تليسكوب هابل الفضائي ولكن مع فرق بسيط أنه مخصص لتصوير الأرض.. الصورة التالية لتليسكوب هابل الفضائي.
تمتلك اليوم غالبية دول العالم الأول أقمارا تجسسية تجوب أصقاع الفضاء القريب ومن هذه الدول الصين وألمانيا وفرنسا وإسرائيل وغيرها الكثير..