أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة –  بواسطة "محمد كمال " بالتعاون مع أراجيك

 

قبل عدة أيام أعلنت جوجل رسميا وقف بيع نظارة جوجل حتى إشعار آخر.. وأدركت أخيرا أنها سلكت طريقاً خاسراً هذه المرة، في الحقيقة لم يكن الأمر مفاجئاً؛ بل كان معلوما منذ البداية أن هذا الاختراع الفريد قد يشكل عبئا شديدا على جوجل بسبب المشكلات الأمنية الخطيرة وسياسات الخصوصية التي تنتهكها.

بالإضافة إلى الشكل الجديد الذي لم يتقبله الكثيرون، مما أدي إلى عدم حصول النظارة على المبيعات المرجوة بل وتراجع عدد المبيعات بشكل ملحوظ، وبناءاً عليه قررت جوجل التعجيل بنهاية نظارة جوجل قبل حدوث كارثة.

أولا: أسباب فشل نظارة جوجل Google Glass

السياسات الأمنية وانتهاك الخصوصية

دروس قوية نتعلمها من قصة فشل نظارة جوجل الذكية!
أثارت نظارة جوجل الجديدة جدلاً شديداً حول العالم بسبب انتهاك سياسات الخصوصية، فتمكن النظارة صاحبها من التقاط الصور والفيديو بأي مكان بدون علم أي شخص مما يمثل خطراً حقيقيا وكارثيا على السياسات الأمنية، في حين اتخذت بعض الدول قراراً حاسماً بمنع دخول وبيع النظارة في أراضيها، بالإضافة لبعض الولايات الأمريكية، مما شكّل صدمة لجوجل.

اعتمدت جوجل بشكل كبير على كون النظارة واحدة من أقوى تقنيات العصر التي جلبت المستقبل وأفلام الخيال العلمي إلينا -وهي كذلك بالفعل- ولكن لم تتوقع تماما رد فعل المستخدمين عندما تهبط النظارة إلى الأسواق.

فعلى الرغم من التقنيات والمميزات الهائلة التي تقدمها النظارة، إلا أن انتهاك الخصوصية جعل من هذه المميزات غير مرئية للجميع وجعلها في المقام الثاني بعد التأكد من الخصوصية.

تعلقها بالمظهر الشخصي

دروس قوية نتعلمها من قصة فشل نظارة جوجل الذكية!
عملت جوجل بكافة الطرق على تصغير تصميم النظارة وجعلها أنيقة بأكبر شكل ممكن، لذا قامت بطرحها أولا في الأسواق للمطورين بسعر خيالي وهو 1500 دولار، وبعد ذلك بدأت بتنزيل التحديثات وأبرزها التحديثات الشكلية مثل دعم تركيبها للعديد من أشكال النظارات المختلفة، سواء النظارات العادية أو النظارات السوداء وبكافة الأشكال والأحجام.

للأسف لم يتقبل الكثيرون شكل نظارة جوجل، خاصة أنها توضع بالوجه حيث تعد النظارة من أكبر الأشياء الهامة المتعلقة بالمظهر، قد تكون سبباً في تحسين المظهر وقد تكون سبباً في جعل المظهر كارثياً، وهذا ماوصلت إليه نظارة جوجل.

على عكس الساعات الذكية والأجهزة القابلة للارتداء في اليد، فالساعات أياً كان تصميمها فستكون ملائمة لجميع الأذواق على كل حال نظراً لعدم تعلق معصم اليد بالمظهر بشكل كبير وملحوظ على عكس النظارة الملتصقة بالوجه.

ثانيا: الدروس المستفادة من قصة فشل النظارة

المظهر الشخصي أهم مما تعتقد !

دروس قوية نتعلمها من قصة فشل نظارة جوجل الذكية!
لم تلتفت جوجل لهذا الأمر مطلقا، وكما يقال: نظارة جوجل صُنعت من قِبل المهندسين للمهندسين، أي قامت جوجل بأخذ أراء جميع العاملين في وادي السيلكون والعالم التقني وصُدمت تماما بماحدث مع المستخدمين العاديين.

إذا كنت واحداً من أصحاب المشاريع، فكّر جيدا في التصميم، خاصة إن كان الأمر يتعلق بالأشياء التي قد نستخدمها باستمرار أمام العامة.. في الحقيقة نجحت آبل جيدا في هذا الأمر بفضل ستيف جوبز الذي كان من أوائل المُبدعين في إخراج تصميم عصري وغير مألوف لمنتجات آبل التي مازالت ناجحة حتى الان ويحصل عليها المستخدمين بأغلى الأسعار فقط لأناقتها !

وظيفة التكنولوجيا تسهيل الحياة وليس القلق حولها !

دروس قوية نتعلمها من قصة فشل نظارة جوجل الذكية!

بالطبع، وظيفة التكنولوجيا هي تسهيل الحياة بكل الطرق كإطلاق الهاتف الذكي لأول مرة، أو الجهاز اللوحي.. ولكن كانت نظارة جوجل سبباً في إثارة القلق وعدم الراحة للمستخدمين، بسبب التصاقها بالوجه الذي يشكل مائة بالمائة من الأفعال في حياتنا اليومية، قد تحتاج في بعض الأوقات لارتداء الخوذة، أو غسل وجهك، أو ربما الملل من وجودها بوجهك وتشتيت إنتباهك طوال الوقت.

فما فائدتها إذن إن كانت تسبب القلق والضيق؟

التوقيت المناسب هو كل مايتعلق بالأمر

دروس قوية نتعلمها من قصة فشل نظارة جوجل الذكية!

ما الذي قد يحدث إذا رجعنا إلى السبعينات بهواتفنا الذكية، هل تظن أن الناس آنذاك سيتقبلون هذه التقنية الفريدة؟ حسنا، لا أعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص ليسوا مستعدين بعد لهذه النقلة الهائلة التي قد يخشوا من تجربتها، وهذا ماحدث بالضبط مع نظارة جوجل.

لم تنجح جوجل في اختيار التوقيت والزمان المناسب لإطلاق هذه التقنية للعامة في الأسواق، ربما تسمع عن العديد من التقنيات الهائلة من كبرى الشركات ولكنها ليست متاحة بعد في الأسواق ولن تكون متاحة قريبا.

المستخدمين حاليا ليسوا على أتم استعداد لتجربة هذه التقنية الجديدة رغم روعتها، لأنها ستقلب حياتهم رأساً على عقب.

التوظيف الخاطئ للمنتج!

دروس قوية نتعلمها من قصة فشل نظارة جوجل الذكية!

إذا نظرنا إلى نظارة جوجل من جانب آخر، سنرى قدر الإفادة الرائعة التي سيحصل عليها، المهندسون في تصميماتهم، الأطباء في مجال الرعاية الصحية والعمليات الجراحية، مجالات الصناعة المختلفة.

أي ان النظارة كان يجب أن تُستخدم في العمليات الهائلة على قدر قوتها، ولكن للأسف قامت جوجل بتوظيف خاطئ للنظارة وقامت بالإهتمام بأخذ الصور والفيديو، ومعرفة الأماكن على الخريطة، والإتصال بالأصدقاء..الخ وبناءً على ذلك قامت باختيار السوق المستهدف الخاطئ وهو المستخدمين العاديين، في حين تركت سوقها الأساسي والفعّال.