أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)
إن سطح المريخ عبارة عن مناطق قاحلة مليئة بالمخاطر. من الإشعاعات ذات الطاقة العالية، إلى العواصف الترابية التي تتحرك بسرعات هائلة. فهو جاف بشكل لا يحتمل، وليس صالحاً للحياة بالنسبة لبني البشر.
اقرأ أيضا: الاعلان عن إنجاز مشروع اول فيلا مستدامة في مدينة مصدر
مع ذلك، ومع اقتراب إمكانية إرسال بعثات مأهولة إلى المريخ، والآفاق المستقبلية للمستوطنات المأهولة على الكوكب الأحمر، عكفت ناسا على دراسة مساكن الإقامة المختلفة التي يمكنها أن توفر أفضل حماية للبشر من العوامل القاسية.
قبلت ناسا أكثر من 165 طلباً للمشاركة في مسابقة تصميم أماكن إقامة على المريخ للعام الماضي، وذلك كجزء من برنامج تحديات اليوبيل المئوي، والذي يشركُ عامةَ الناس بالجهود التي تعزز التقدم التكنولوجي. حيث إنّ استثمار قدرات العامة في الابتكار بهذه الطريقة، سمح بظهور عدد كبير من الأفكار الإبداعية.
حيث اصطحب المتقدمون معهم نماذج عن تصاميمهم مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، وفي حين كان "منزل المريخ الجليدي" هو التصميم الفائز في نهاية هذه المسابقة، كان هناك عدد من التصاميم الواعدة والمثيرة للاهتمام. نذكر فيما يلي الفائزين الثلاثة الأوائل في هذه المسابقة.
المركز الثالث
كان الفائز بالمركز الثالث في هذه المسابقة، فريق لافاهايف LavaHive. كما يشير اسم الفريق، فقد قاموا ببناء نموذجهم باستخدام مواد معاد تدويرها تعود لمركبات فضائية و"سبائك الحمم المنصهرة". حيث يمكن صهر الحطام الصخري "طبقة الصخور والتربة غير المتماسكة والمنتشرة على سطح الكوكب" لتحويلها إلى لفائف وطبقات تمنح مساكن الإقامة شكلها الخارجي. كل جزء يتم تشكيله من البناء المخصص للإقامة، يتم رشه بمادة لزجة لضمان عد نفوذ الهواء عبره. يمكن لهذه الطريقة أن توفر الحماية ليس فقط في وجه العوامل القاسية المرتبطة بالرمال والرياح، بل أيضاً في وجه الإشعاعات ذات الطاقة العالية. يمكن لهذه المباني أن تتواجد فوق سطح المريخ أو تحته، مع إمكانية إضافة وحدات جوفية إضافية.
المركز الثاني
كان الفائز بالمركز الثاني هو فريق جاما. الذين صمموا وحدتهم السكنية بحيث يتم بناؤها بواسطة روبوتات مبرمجة بشكل مسبق، التي تتمتع بقدرات جزئية من التحكم الذاتي، على سطح المريخ قبل وصول رواد الفضاء من البشر. يمكن لكل مسكن أن يتسع حتى 4 من الأشخاص البالغين، وسيتم بناؤه بالاعتماد على أجزاء مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، ومقصورات قابلة للنفخ، والحطام الصخري. حيث يتم صهر الحطام الصخري باستخدام الأمواج الميكروية، لتشكل حاجزاً يمكنه توفير الحماية ضد الإشعاعات. يمكن تشييد هذه المباني فوق سطح المريخ أو تحته.
إن أحد الجوانب الفريدة لهذا النموذج، هو أن الروبوتات لن تُعطى تعليمات دقيقة توجه عملها. بدلاً من ذلك، ستتبع مجموعة من القواعد والأهداف. وسيسمح لها ذلك بالعمل حتى عند فشل الاتصالات، وظهور صعوبات غير متوقعة.
وفقاً لوصف المشروع:
يتميز تصميم الوحدات الصغيرة المخصصة للإقامة بمساحة 93 متراً مربعاً، بأنه يجمع بين الكفاءة المكانية والشروط الفيزيولوجية والنفسية الملائمة، مع وجود تداخل بين المساحات الخاصة والمشتركة، انتهاءً بالمواد "اللينة" والبيئات الافتراضية المحسّنة، التي تساعد في تخفيف الآثار السلبية لرتابة هذا النمط من الإقامة، في حين توفر بيئة معيشية إيجابية لرواد الفضاء.
المركز الأول
أما الفائز النهائي في هذه المسابقة، فقد كان فريق شركة الهندسة المعمارية لاستكشاف الفضاء ومكتب شركة كلاودس للهندسة المعمارية لبيئات الإقامة الجوية والفضائية في نيويورك، أو ما يعرف بفريق المنزل المريخ الجليدي. حيث درس كيفن فيبافيتز – كبير مهندسي النظم في مركز لانغلي للأبحاث في ناسا – وفريقه "الكثير من الأفكار المجنونة، والإبداعية التي تقاربت في النهاية إلى التصميم الحالي للمنزل الجليدي، الذي يقدم حلاً هندسياً مقبولاً للغاية.
المنزل الجليدي عبارة عن قبة كبيرة قابلة للنفخ، محاطة بطبقة من الجليد المطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد، وطبقة رقيقة نسبياً من الحطام الصخري غير المتماسك. تستند هذه الإستراتيجية في التصميم إلى فرضية وجود الماء في نصف الكرة الشمالي من المريخ. هذا النموذج هو الأكثر قدرة على حماية الحياة البشرية من الإشعاعات الكونية والشمسية الكثيفة، والتلوث السطحي، في الوقت الذي تسمح فيه أيضاً ببناء هذه المنازل فوق سطح المريخ بشكل كامل. سوف يتم تدعيم القبة بطبقة خارجية وأخرى داخلية، ما يسمح بالحركة دون الحاجة لارتداء بدلة فضائية وإمكانية زراعة النباتات.
قد يبدو كل من هذه التصاميم الثلاثة غريباً وبعيداً عن الواقع، إلا أنها سليمة من الناحية الهيكلية، وقادرة على توفير الشروط الملائمة لحياة البشر ومواصلة الابتكار. يوماً ما، وربما في المستقبل البعيد، قد تكون إحدى هذه التصاميم منزلك المستقبلي على سطح المريخ… من يدري؟!
اقرأ أيضا:
رسمياً.. الطاقة الشمسية هي الأرخص بين الأشكال الجديدة للكهرباء
ولاية لاس فيغاس الامريكية تعتمد بشكل كامل على الطاقة المتجددة