أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)
أعلنت الصين مؤخراً أنها تخطط لإنتاج نموذج أولي لحاسوب يعمل بسرعات من مرتبة إكزا فلوب، بحلول نهاية العام الجاري، أي أنه يستطيع إجراء كوينتليون "أي مليار مليار" عملية حسابية في الثانية. وبناءً على ذلك، تصنف هذه الآلة من الناحية التقنية على أنها "حاسوب فوق خارق".
اقرأ أيضا: تطوير جهاز للصور الهولوجرامية المجسمة يولّد صوراً بجودة عالية غير مسبوقة
يتجاوز هذا الحاسوب الخارق المُحسَّن عن أية حدود تقنية وضعتها الصين سابقاً. ويقول تشانغ تينغ مهندس التطبيقات في المركز الوطني للحواسيب الخارقة في تيانجين في هذا الصدد: "لا نتوقع إصدار نظام متكامل للحوسبة من الحواسيب الخارقة التي تعمل بسرعات من مرتبة إكزا فلوب، والتطبيقات الخاصة به قبل حلول عام 2020، وسيكون أقوى بـ 200 مرة من أول حاسوب في البلاد "تيانهي-1"، الذي يعمل بسرعات من مرتبة بيتافلوب، والمصنف كأسرع حاسوب في العالم في العام 2010."
حتى نوضح قدرات الحاسوب تيانهي-1 جيداً، فإن كل بيتافلوب واحد تعني أن الحاسوب قادر على إجراء كوادريليون "مليون مليار" عملية حسابية في الثانية.
أي أن نظاماً يعمل بسرعات من مرتبة إكزا فلوب؛ ستعادل سرعته 1,000 بيتافلوب على أقل تقدير. والحاسوب الخارق الوحيد الذي يمتلك قدرات تقارب هذا المستوى، هو الحاسوب الصيني صنواي تايهولايت، الذي تصل سرعته إلى 125 بيتافلوب في الثانية، وكان أول حاسوب يتجاوز سرعة 100 بيتافلوب.
الغرض من هذا الحاسوب الصيني بسرعات من رتبة إكزافلوب، مبنيٌّ على شقين اثنين، الشق الأول: أنَّ الصين تسعى إلى تطوير برنامج حاسوبي خارقٍ لدعم إمكانيات البحث العلمي لديها. والشق الثاني هو أنها تريد تطوير صناعة تقنية معلومات مستقلة عن الولايات المتحدة الأمريكية.
مستقبل الحوسبة الفائقة
لدى الولايات المتحدة خطَطَها الخاصة لتطوير نظام يعمل بسرعات من رتبة إكزافلوب، وتتوقع أن يصبح نظامها مكتملاً في العام 2023، وفق تصريح وزارة الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، أما الصين فحدَّدت موعد إصدارها ليكون العام 2020، مع توقعها بأن يكون النموذج الأولي جاهزاً بحلول العام المقبل 2018. وسيحدث مشروع الحوسبة الأمريكي من رتبة إكزافلوب ثورةً تامةً في مجال البحث العلمي، وتشير وزارة الطاقة الأمريكية إلى الاحتمالات الممكنة لهذا المشروع كما يلي:
بوصولنا إلى سرعات من مرتبة كوينتليون عملية حسابية في الثانية الواحدة، ستكون الحواسيب التي تعمل بسرعات إكزافلوب؛ قادرةً على التحليل السريع لأحجامٍ ضخمةٍ جداً من المعطيات، وستكون أكثر واقعية في محاكاة العمليات المعقدة والعلاقات الكامنة وراء الكثير من القوى الرئيسة في الكون. ستكون هذه العائلة من الحواسيب أكثر واقعية في محاكاة العمليات التي تدخل في: علم الطب الدقيق، والمناخ الإقليمي، والتصنيع الجمعي "الطباعة ثلاثية الأبعاد"، وتحويل النباتات إلى وقود حيوي، والعلاقة بين الطاقة واستخدام المياه، والفيزياء الخفية في اكتشاف المواد وتصميمها… وأكثر من ذلك بكثير.
ليست هذه التوقعات إلا جزءاً مما يتوقع أن تُستخدَم لأجله هذه العائلة من الحواسيب. أما إذا كان الأمر متعلقاً بسباق بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وبتطوير نظم تعمل بسرعات من رتبة إكزافلوب خلال الأعوام القليلة القادمة، فإن أمام الولايات المتحدة عمل كثير للبقاء في المنافسة.
وعلى الرغم من أن كثيرون يحاولون التنبؤ بالابتكارات المحتملة التي لا بد لها أن تتبع هذا التطور، إلا أنه من المستحيل تحديد ما الذي سيحدث على وجه اليقين. وأقصى ما نستطيع قوله أن الأبحاث والعلوم كما نعرفها اليوم، ستتمكن من الازدهار والتوسّع في المستقبل القريب بطرائق مذهلة نحتاج لفهمها.
اقرأ أيضا: