أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)
لم يتوقع المهندس الأمريكي "تشاك هل" "Chuck Hull" الذي ابتكر الطباعة ثلاثية الأبعاد، وطور أول طابعة صناعية ثلاثية الأبعاد في العام 1983 أن تنتقل تلك التقنية من الاستخدامات الصناعية والتصميم بواسطة الحاسوب إلى مستوى استخدام المستهلك العادي، ولتزدهر في مختلف القطاعات من التصميم الصناعي وتصميم الطائرات والسيارات والهندسة وطب الأسنان والصناعات الطبية، إلى أن تستخدم حتى في إنشاء المباني، مثل مبنى مكتب المستقبل في دبي، لتكون إحدى ركائز الثورة الصناعية المستقبلية.
اقرأ أيضا: شركة بلجيكية تطبع "الشوكولا" باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد
وربما يبدو بديهيًا على الصعيد الطبي، أن تستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنتاج الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية بما توفره من سهولة في تجسيد الأشياء فيزيائيًا وصنعها، إلا أن المبتكر العربي "محمد العواد" مؤسس شركة "ميداتيف" فكّر بتطبيقات طبية مبتكرة للطباعة ثلاثية الأبعاد تركز على استخدامها في محاكاة التشوهات والأمراض في أعضاء مرضى معينين بهدف إتاحة الفرصة للأطباء لتشخيصها والتخطيط لعلاجها بصورة صحيحة ودقيقة.
وتحدث "العواد" إلى مرصد المستقبل عن دافعه من إنشاء شركة مدياتيف قائلًا "أثارت الطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد انتباهي أول مرة قبل ثلاثة أعوام عندما قرأت مقالا عن مشروع أوبن هاند الذي تتولاه حاليًا أوبن بايونيكس، وهي مبادرة مقرها المملكة المتحدة تهدف إلى إتاحة الأطراف الاصطناعية المتقدمة أكثر توفرًا لمن يحتاج إليها."
وأضاف شارحًا "صممت تلك المبادرة يدًا اصطناعية من أجزاء بلاستيكية مصنّعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد ومغلفة بالمطاط، ويحركها المستخدم عندما تقرأ أقطاب ملتصقة بجسمه إشارات عضلاته كي تتيح له التحكم بفتح أصابع اليد أو إغلاقها.
وقبل هذا الحل، كانت تكلفة اليد الاصطناعية المرتفعة عائقًا أمام تركيبها لمعظم الأطفال الذين يحتاجون إليها، خاصة أنهم بحاجة إلى تركيب يد جديدة كل عام أو عامين لمواكبة نمو الطفل. إلا أن هذه المبادرة استطاعت أن تغّير هذا الوضع من خلال خفض تكلفة الأيدي الاصطناعية إلى عشرات الدولارات، بدلًا من آلافها."
وقال متحمسًا "أذهلتني قوة هذا الحل، وكيف تستطيع طابعة ثلاثية الأبعاد بسيطة نسبيًا أن تنتج شيئًا له تأثير هائل على حياة الناس بتكلفة منخفضة، وجعلني ذلك أدرك الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها التقنية في تغيير حياة البشر."
وبيّن كيف وصل إلى قرار إنشاء شركته الجديدة "تابعتُ بدقة تطور تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في العامين التاليين، ثم قررت العام الماضي أن أمامي فرصة مناسبة لإطلاق فكرتي في هذا المجال، وبدء أعمالي التي توفر حلول الطباعة ثلاثية الأبعاد للمجتمع الطبي بهدف تحسين نتائج علاج المرضى وجعل الرعاية الصحية عالية المستوى متوفرة لأعداد أكبر من البشر."
وأوضح "العواد" أن ما يميز شركة مدياتيف أنها تصنع نماذج تشريحية مطابقة لأجزاء معينة من أجسام المرضى بناءً على التصوير الطبي، لاستخدامها في التشخيص والتخطيط للتدخل الجراحي قبل العملية الجراحية والتعليم، فضلًا عن الاستخدام التقليدي الطبي للطابعة ثلاثية الأبعاد لطباعة زرعات محددة للمريض أو عظام أو أطراف اصطناعية.
وقال "أود توفير الرعاية الصحية بتكلفة مناسبة متاحة لقطاع أكبر من البشر، من خلال تقديم حلول مبتكرة بأسعار معقولة للدول النامية، فضلًا عن تقديم حل مخصص لكل مريض على حدة كي يستعيد عافيته بصورة أفضل مما تقدمه الأدوات العامة المستخدمة لجميع المرضى."
وبيّن "العواد" أن شركته تركز أعمالها وخدماتها حاليًا في المنطقة العربية، لكن لديها طموحات عالمية، وقال "نعتمد على خبرات عالمية من المنطقة العربية، ولدينا فريق من الأطباء من طراز رفيع راود في مجال الطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد، ونحن أيضًا ملتزمون بالمنطقة العربية ونفهم احتياجاتها."
وكانت الشركة قد ساعدت في إنقاذ كلية إحدى المريضات في دبي، ويلقي الفيديو التالي الضوء على قصتها:
أما التحديان الرئيسان للطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد فهما قائمان على مستوى العالم برأي العواد، ولا يقتصران على العالم العربي. والأول هو توعية الأطباء والمرضى بفوائد هذه التقنية واستخداماتها لأنها ما زالت حديثة العهد ولا يعرفونها.
والثاني هو توعية وإقناع دافعي تكلفة لخدمات الطبية مثل شركات التأمين، بالفوائد السريرية والاقتصادية التي تجلبها هذه التقنية ما يشجعهم على تسديدها، فتصبح متاحة في المستشفيات.
شركة عربية تستخدم الطباعة ثلاثية الأبعاد لتشخيص الأمراض
وكشف العواد أن لدى شركته نشاط قوي في دبي أيضًا، فهي تساعد هيئة الصحة في دبي في تطوير استراتيجية دبي للطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد وتنفيذها وقال "نساعد في تحقيق هدف جعل دبي مركزًا عالميًا للطباعة ثلاثية الأبعاد وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد. ويشمل ذلك إنشاء مختبر للطباعة الطبية ثلاثية الأبعاد على مستوى عالمي لتلبية احتياجات المنطقة وإجراء عمليات البحث والتطوير بهدف المساهمة في التقدم في هذا المجال."
إقرأ أيضا
تويوتا تطلق ساق روبوتية لمساعدة مرضى الجلطة الدماغية على المشي
FreeTime تطبيق جديد تطلقه أمازون لمساعدة الأهالي على مراقبة أطفالهم