أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (care2)
الشتاء فوق المروج طويل وبارد، وغالبا ما يستمر من نوفمبر- تشرين الثاني حتى مارس – آذار، ومع انخفاض درجات الحرارة إلى 20 درجة مؤية تحت الصفر فإنه من العجب أن ترى أي شيء يمكنه البقاء على قيد الحياة في مثل هذه الظروف العاصفة على الإطلاق.
لذلك تهاجر الطيور التي لا تقاوم تلك الظروف المناخية مئات أو آلاف الأميال إلى المناخات الأكثر دفئا. إلا أن أنواعا من الطيور تكيفت على المكوث مواطنها خلال فصل الشتاء متبعة استراتيجيات مختلفة للبقاء على قيد الحياة في الأشهر الباردة.
القرقف الأسود من بين الطيور التي لا تفضل اتباع مسارات الهجرة الشتوية، علما بأن القرقف يعيش في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وهي مناطق باردة بطبيعة الحال وشتاؤها متطرف، ولنا أن نرى هذه الطيور اللطيفة تقطن جميع تلك المناطق على مدار العام مما يعني أنها لا تهاجر.
وما يثير الدهشة هو كيف لطير لا يتجاوز وزنه 14 غراما تقريبا أي ما يقارب وزن بطارية جهاز التحكم بالتلفار أن يحتمل العيش في هذه الأجواء شبه المتجمدة.. فما هي الاستراتيجيات التي تتبعها هذه الطيور للبقاء على قيد الحياة؟
سترة مقاومة
ببساطة فإن الدفء هو العامل الأهم الذي يبقي أي كائن حي على قيد الحياة وريش الطيور من بين أفضل العوازل في العالم الطبيعي. وأهم خصائصها العازلة هو هيكلها والذي لا يسمح للهواء باختراق جسم الطائر، وهذا ما يعني الحفاظ على درجة معتدلة.
إقرأ: كيف يحسب "غوغل مابس" موعد وصولك بشكل دقيق؟
عن طريق التغذي على وجبات خفيفة
العزل الجيد لا طائل منه دون إمدادات من المواد الغذائية للاستهلاك، وتوليد الحرارة. ومصدر الغذاء الأساسي المتاح للطيور في فصل الشتاء هي البذور وغيرها من المواد النباتية، ودرجات الحرارة أما بالنسبة للحشرات التي تحبها الطيور فهذه يندر وجودها بسبب شدة البرد.
لذلك، فإن الطيور التي تعتمد على مصادر غذائية عدة مثل القرقف تستطيع إيجاد بدائل من المؤن الشتوية في حين أن تلك التي تعتمد نظاما غذائيا يتكون من الحشرات فقط فإنها تضطر الى للهجرة إلى المناخات الأكثر دفئا.
القرقف طائر انتهازي بطبعه ويستطيع الحصول على البذور بيسر وسهولة. ونتيجة لذلك، فإن هذا النوع من الطيور من أكثر الطيور شيوعا في المجتمعات الحضرية والبرية في فصل الشتاء، كما أن هذه الطيور يمكنها تذكر آلاف المساكن التي عششت بها وهذا ما يمنحها فرصة الإختباء خلال الطقس العاصف.
عن طريق التجمع معا
هناك عامل ثالث يمنح الطيور المقيمة خلال فصل الشتاء فرصة للبقاء حية، وهو تشكيل أسراب يحمي بعضها بعضا، وتقوم طيور القرقف بممارسة هذا الفعل لأغراض وقائية، وكذلك الاجتماعية، وكونها معا في سرب كبير يعني أن هناك المزيد من العيون في حالة تأهب للخطر. فكلما كانت المجموعة أكبر، كلما قلت احتمالات أن يصبح أي فرد ضحية للحيوانات المفترسة.
إقرأ أيضا: قريبا في بريطانيا: طرق تساعد السائق المرهق على عدم النوم