أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (وكالات)
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية مقالا للكاتبة الألمانية أنالينا ناومان، تحدثت فيه عن تجسس موقع فيسبوك على مستخدميه وانتهاك خصوصيتهم من خلال تسجيل محادثاتهم لاستغلالها في الإعلانات.
وقالت الكاتبة، في مقالها، إن موقع فيسبوك يتنصت على مكالمات مستخدميه ثم يقوم باستخدام محتواها في الإعلانات، وأضافت الكاتبة أن تنصت فيسبوك على مستخدميه دون علمهم أو موافقتهم يعتبر تصرفا موجبا للعقاب، قد يمس بسمعة الشركة ومصداقية الموقع ككل.
وخلال سنة 2016، أصدرت شركة فيسبوك بيانا أكدت فيه أنها لا تقوم بالتنصت على مستخدميها لأغراض ترويجية، ولكن من الواضح أن موقع فيسبوك كان قادرا على تنقية الأصوات المسموعة في الوسط المحيط، التي تكون واضحة في مكالمات المستخدمين، للتعرف على بعض المسلسلات التلفزيونية أو الأغاني.
وأوضحت الكاتبة أن مستخدمي فيسبوك ينشرون معطياتهم الشخصية على حساباتهم، لكنهم لا يعلمون أن الشركة تضع هذه البيانات في ذمة الشركات الإشهارية، وفي الأسبوع الماضي، تم التفطن إلى أن شركة كامبريدج أناليتيكا لتحليل البيانات استغلت بيانات 50 مليون حساب فيسبوك بطريقة غير قانونية دون علم أو موافقة المستخدمين.
وفي هذا السياق، أفاد مفوض مدينة هامبورغ لحماية البيانات وحرية المعلومات، يوهانس كاسير: "تلقيت من المواطنين العديد من العرائض بخصوص تنصت فيسبوك على المكالمات، وقد كانت تلك الشكاوى مرفقة ببعض الأدلة والاحتمالات، لكن منظمة حماية البيانات وحرية المعلومات الألمانية لا تستطيع تقديم إجابات واضحة في هذا الشأن".
وأشارت الكاتبة إلى أنه خلال سنة 2017، أجرى خمس صحفيين بالاشتراك مع أكاديمية "أكسل سبرينغر" ومجلة الاقتصاد الرقمي "تي 3 إن"، تجربة تهدف إلى التثبت مما إذا كان موقع فيسبوك يتنصت حقا على اتصالاتهم، وفي نطاق هذه التجربة، حمل الصحافيون تطبيقات فيسبوك وإنستغرام ومسنجر على ثلاثة هواتف ذكية وستة أجهزة آي أو إس وأندرويد، ومن ثم قام الصحافيون بإنشاء حساب فيسبوك جديد.
وفي هذا الصدد، وضع كل صحفي هاتفه أمامه وتحدث عن مواضيع مختلفة، على غرار العطل وأجهزة الحاسوب والحفاظات، فيما وضعوا بقية الأجهزة في غرفة أخرى، وطيلة أربعة أسابيع، كان الصحفيون يقومون بثلاثة اختبارات بهدف التثبت مما إذا كان فيسبوك يتنصت عليهم عندما تكون التطبيقات مغلقة، وخلال الأسبوع الأول، لم يلاحظ الصحفيون شيئا ملفتا للنظر.
وذكرت الكاتبة أنه في الأسبوع الثاني، فتح الصحفيون تطبيق فيسبوك أثناء الاختبار، وفي المساء، لاحظ الفريق تغييرات على مستوى أجهزة الأندرويد، حيث ظهر إعلان لبعض المنتجات النسائية على تطبيق إنستغرام، علما وأن هذه المنتجات كانت موضوع حديث الصحفيين خلال ذلك اليوم، في المقابل، لم يظهر هذا الإعلان في الأجهزة الموجودة في الغرفة الأخرى.
وأوردت الكاتبة أنه في الأسبوع الثالث من الاختبار، قام الصحفيون بكتابة رسالة الحالة فظهر إعلان لمنتجات رعاية البشرة على جهاز الآي أو إس، في نهاية المطاف، اتصل الصحافيون مع بعضهم البعض عن طريق المسنجر بشأن هذه المنتجات، لكن لم يحدث أي أمر مثير للشكوك، ولم يحصل الصحفيون على دليل قاطع بشأن تنصت فيسبوك على مكالمات مستخدميه.
وبينت الكاتبة أن إدارة فيسبوك فندت كل الاتهامات الموجهة إليها بشأن التنصت، وأكدت المتحدثة باسم الموقع أن "فيسبوك لا يقوم بتسجيل الأصوات باستخدام الميكروفون للتأثير على الإعلانات أو الأخبار بأي شكل من الأشكال"، كما أفاد المفوض كاسبر بأنه "لا يمكن لشركة فيسبوك إلا أن تكذب مسألة التنصت على مستخدميها"، وأن "فيسبوك لم يقبل منظمتنا كسلطة تنظيمية".
وأبرزت الكاتبة أن منظمة حماية البيانات وحرية المعلومات بهامبورغ لا تعير اهتماما لشركة فيسبوك، ففي الماضي، تجاوزت شركة فيسبوك الحدود، حيث مُنع الموقع من تخزين معطيات المستخدمين الألمان على تطبيق "واتس أب" دون موافقتهم، واتهم مكتب الكرتل الاتحادي الألماني موقع فيسبوك بربط جميع بيانات المستخدمين بحساب فيسبوك.
واستشهدت الكاتبة برأي عضو البرلمان الأوروبي المكلف بحماية البيانات، جان فيليب ألبريشت، الذي قال إن "هذه الحادثة تعتبر فرصة مناسبة، لتنظيم عمل المنظمة الألمانية لحماية البيانات وحرية المعلومات، ويعد عدم التحقيق في هذا التجاوز بمثابة فضيحة، وأعتقد أنه يجب على الدولة الألمانية أن لا تتوانى عن معاقبة كل تجاوز يحدث في الفضاء الرقمي، وخاصة تلك الشركات التي تخير مصالحها الاقتصادية على حساب القانون، مثل شركة فيسبوك.
وقالت الكاتبة إن مراقبة نشاط فيسبوك أمر صعب، وللتثبت من البيانات التي يرسلها فيسبوك على خادمه، يجب أولا فك شيفرات هذه البيانات، ومن جهة أخرى، ليس من المعلوم ما إذا كان فيسبوك يقوم بتسجيل محادثاتنا.
اقرأ أيضا:
ثقة الأمريكيين في فيسبوك أقل من شركات أخرى في حماية الخصوصية