الصاروخ الصيني يكشف عن مشكلة تحيطُ بكوكبنا.. ما هي؟
بعد تفكك الصاروخ الصيني الذي أثار رعباً حول العالم خلال الأيام الماضية لخروجه عن السيطرة، واحتراقه مؤخراً في المحيط الهندي، ظنّ الناس أن آثاره قد تبددت.
وفي الواقع، فإن ما لا يدركه البعض هو أن تبعات ذلك الصاروخ الصيني وغيره من الأجسام التي يتم اطلاقها إلى الفضاء ما زالت قائمة بقوة، إذ أنّ القضية لا تتعلق فقط بمكان سقوط الصاروخ، ولمسألة الأكبر ترتبط بالحطام الذي يخلفه هذا الجسم وتهديده لاستدامة الفضاء الخارجي.
ووفقاً للخبراء، فإنّ الأقمار الصناعية القديمة وأجسام الصواريخ والشظايا والجسيمات تشكل ما يقدر بنحو 9000 طن من المواد التي تدور حول الأرض، بارتفاع يقدر من بضع كيلومترات إلى أكثر من 35000 كيلومتر.
ويقع معظم تلك الأجسام في مدار أرضي منخفض، ويمكن أن تفقد قطع النفايات الفضائية ارتفاعها بمرور الوقت وتحترق في الغلاف الجوي. ومع هذا، فإن النفايات الفضائية تعودُ إلى الغلاف الجوي يومياً، على الرغم من أنها تمرّ في الغالب من دون أن يلاحظها أحد، لأنها تحترق قبل وقت طويل من قدرتها على الوصول إلى الأرض.
ويعتبرُ التلوث من حطام ونفايات الأجسام المختلفة التي تطلق في الفضاء مسألة مثيرة للقلق، خصوصاً في ظل وجود ما يقدر بنحو 9300 طن من النفايات الفضائية التي تدور بالفعل حول كوكب الأرض.
وتقول وكالة الفضاء الأوروبية إن حوالى 6900 قمراً صناعياً من أصل 11370 قمراً صناعياً ما زالوا يدورون في مدار الأرض، منهم حوالى 4 آلاف قمر صناعي يعمل بالفعل، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.
ومع زيادة عمليات إطلاق الصواريخ، سيكون هناك المزيد من النفايات والمخلفات الفضائية، لكن من غير الواضح ما هي الآثار طويلة المدى التي قد تحدث على الغلاف الجوي.
ووسط ذلك، فقد أظهرت دراسات عوادم الوقود الناتجة عن إطلاق الصواريخ، أن جزيئات الكربون الأسود (السخام) والألومينا تظل موجودة في طبقة الستراتوسفير ويمكن أن تضر بطبقة الأوزون التي تحمي الحياة على الأرض من تأثير الأشعة فوق البنفسجية.
حادثة الصاروخ الصيني ليست الأولى.. إليكم تاريخ بكين في فقدان السيطرة على المركبات الفضائية
واليوم الأحد، أعلنت الصين أنّ جزءاً كبيراً من صاروخ فضائي صيني تفكك فوق المحيط الهندي بعد دخوله الغلاف الجوي للأرض بطريقة عشوائية.
وكانت بكين أطلقت الصاروخ الصيني “لونغ مارش 5 بي”، في 29 أبريل/نيسان الماضي، ليحمل على متنه الوحدة الرئيسية لأول محطة فضاء صينية دائمة، والتي ستستضيف رواد فضاء على المدى الطويل.
وفي 2 مايو/أيار، فقدت بكين السيطرة على الصاروخ، الأمر الذي أدى إلى حالة من الذعر حول العالم، خصوصاً أن مراكز متخصصة رجحت سقوط الصاروخ في مناطق مأهولة بالسكان.
وهذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها الصين السيطرة على مركبة فضائية عند عودتها إلى الأرض، ففي العام الماضي، سقطت شظايا صاروخ من نوع “لونغ مارش” آخر على بلدات في ساحل العاج ما ألحق أضراراً مادية من دون وقوع إصابات بشرية.
وفي الواقع، فإن برنامج الفضاء الصيني ساهم في تفاقم مشكلة الحطام الفضائي. وفي هذا الاطار، قالت مؤسسة “العالم الآمن”، إن الصين في العام 2007 خلقت سحابة من أكثر من 3000 قطعة من الحطام الفضائي بعد أن أسقطت قمراً صناعياً ميتاً بصاروخ.
وفي أبريل/نيسان 2018، تفكك المختبر الفضائي “تيانغونغ-1” عند عودته إلى الغلاف الجوي بعد عامين من توقفه عن العمل، إلا أن السلطات الصينية نفت حينها أن تكون قد فقدت السيطرة على المختبر.
شاهد أيضاً: بدلة نفاثة تتحدى الجاذبية.. اختبارات للبحرية البريطانية