الأرق والإجهاد.. توابع ما بعد انقطاع الطمث وعلاقتها بأمراض القلب
وجدت دراسة جديدة احتمال معاناة 1 من كل 4 نساء من عدم انتظام ضربات القلب بعد انقطاع الطمث، حيث يُعد الأرق وأحداث الحياة المجهدة من العوامل المساهمة لذلك.
تُعرف هذه المشكلة الصحية باسم الرجفان الأذيني، أو “AFib”، وهي تنطوي على عدم انتظام ضربات القلب، أو ارتعاشه، أو الضربات السريعة للغاية الناتجة عن نبض الغرف العلوية للقلب، أي الأذينين، بشكلٍ غير متزامن مع الغرف السفلية، أي البطينين، وفقًا لما ذكرته “مايو كلينيك”.
وقد تصاحب هذه النوبات الشعور بالدوار، أو ضيق التنفس.
وهذه الحالة غير مُهدِّدة للحياة، بحسب الخبراء، ولكن يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم، والسكتة الدماغية، وفشل القلب، وغيرها من المضاعفات المرتبطة بالقلب، ولذا هي تحتاج إلى عناية طبية.
وفي بيان صحفي، قالت المؤلفة الرئيسيّة للدراسة المنشورة في مجلة جمعية القلب الأمريكية، الدكتورة سوزان تشاو: “حُدِّدت العلاقة بين القلب والدماغ منذ فترة طويلة في العديد من الحالات”.
وأضافت تشاو: “الرجفان الأذيني عبارة عن مرض يصيب نظام التوصيل الكهربائي، ويكون عرضة للتغيرات الهرمونيّة الناجمة عن التوتر، وقلة النوم”.
وقالت تشاو، التي تعمل كطبيبة قلب في مركز “سانتا كلارا فالي” الطبي في كاليفورنيا: “من المحتمل أنّ هذه المسارات الشائعة تشكّل أساس الارتباط بين التوتر، والأرق، والرجفان الأذيني”.
وبسبب الأبحاث السابقة المتضاربة بشأن الروابط بين العوامل النفسية، والاجتماعية، والرجفان الأذيني بين النساء بعد انقطاع الطمث، قام مؤلفو الدراسة الأخيرة بمراجعة البيانات من الاستبيانات التي أكملتها أكثر من 83 ألف امرأة بلغ متوسط أعمارهنّ 64 عامًا.
وتمت الاستعانة بهن في دراسة لمنظمة “مبادرة صحة المرأة” (Women’s Health Initiative)، ويقع مقرّها في الولايات المتحدة، بين عامي 1994 و1998.
ونظرت الاستبيانات إلى التاريخ الطبي للمشاركات، وعاداتهنّ الصحية، وأحداث الحياة المُجهدة، والدعم الاجتماعي، وعادات النوم، ومستوى شعورهنّ بالتفاؤل.
وبعد فترة متابعة استمرت لعِقد تقريبًا، وجد الباحثون أنّ 25% من النساء (23،954 منهن) أُصبن بالرجفان الأذيني.
ولكل نقطة إضافية سجلتها النساء على مقياس تقييم الأرق التابع لمنظمة “مبادرة صحة المرأة”، كانت هناك فرصة أكبر بنسبة 4% للمعاناة من الرجفان الأذيني.
ولكل نقطة إضافية على مقياس المنظمة لأحداث الحياة المجهدة، زاد احتمال الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 2%.
وخلال رسالة عبر البريد الإلكتروني، أكّدت طبيبة القلب، والمديرة الطبية لمنظمة “أتريا” بمدينة نيويورك الأمريكية، والأستاذة المساعدة السريرية في قسم الطب بكلية “غروسمان” الطبية بجامعة نيويورك، الدكتورة نيكا غولدبرغ أن “هذه الدراسة تُظهر وجود صلة بين القلب والدماغ عندما يتعلق الأمر بالرجفان الأذيني”.
ولم تشارك غولدبرغ في الدراسة.
وأضافت غولدبرغ: “هذا أمر مهم، لأنه في الكثير من الأحيان عندما تذهب النساء إلى الطبيب بسبب أعراض في القلب، يقال لهن إنّ الأمر يعود للتوتر فحسب”.
ولدى الدراسة قيود، إذ كانت 88% من المشاركات من النساء اللواتي لديهن بشرة بيضاء اللون، كما اعتمد المؤلفون على استبيانات مُبلَغ عنها ذاتيًا.
حماية صحة القلب
يعتقد المؤلفون أنّ هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتحديد سبب تأثير التوتر والجوانب الأخرى من الرفاهية على خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.
وأوضحت تشاو: “في عيادتي لأمراض القلب، أرى العديد من النساء في مرحلة بعد انقطاع الطمث يتمتعن بصحة بدنية مثاليّة، ويعانين من قلّة النوم، والمشاعر أو التجارب النفسية السلبية، والتي نعلم الآن أنّها قد تعرضهن لخطر الإصابة بالرجفان الأذيني”.
ومن ثم أضافت: “أؤمن بقوة أنّه بالإضافة إلى العمر، والعوامل الوراثية، وغيرها من عوامل الخطر المرتبطة بصحة القلب، تُعد العوامل النفسية والاجتماعية القطعة المفقودة في لغز تطوّر الرجفان الأذيني”.
وقالت غولدبرغ: “بالإضافة إلى ذلك، يعد العمر من عوامل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وتعيش النساء لفترةٍ أطول من الرجال”، ومن ثمّ أشارت إلى معاناة النساء من “مضاعفات صحيّة أكبر نتيجة للرجفان الأذيني مقارنةً بالرجال”.
وبغض النظر عن ذلك، هناك صلة بين الصحة البدنية والعقلية، لذا من المهم مناقشة صعوبة النوم وضغوطات الحياة مع طبيبك.
وأضافت غولدبرغ: “هناك علاجات للنوم يمكنك القيام بها بنفسك، مثل تجنب الكافيين (مساءً)، والكحول قبل النوم”، كما أنّها أوصت بالابتعاد عن الأجهزة الذكيّة.
ويمكن أن يشمل علاج الرجفان الأذيني “الأدوية، وعلاجًا لإعادة ضبط نُظُم القلب، وعمليات لوقف إشارات القلب المعيبة”.