أخبار الآن | إدلب – سوريا ( أحمد مصطفى )
منذ إنطلاق الثورة في سوريا ومحاولة الكثير من الشبان توثيق الإنتهاكات التي بدأت ترتكبها القوات التابعة للنظام وشبيحته كان الناشطون والإعلاميون أول من دفع ثمن ذلك
منهم من تم إعتقاله وتعذيبه وقتله وكثير منهم تحول إلى خبر بدل أن يكون ناقلاً له بسبب الإنتهاكات والممارسات التي إرتكبها شبيحة النظام وقواته.
لم تتوقف معاناة الناشطين في سوريا والإعلاميين عند إنتهاكات القوات التابعة للنظام والإعتقال والإختفاء، بل دفع الكثير ولا يزال حتى الآن دفع حياته دفاعاً عن الكلمة والصورة ونقل ما يحدث في سوريا من إنتهاكات حتى من فصائل ثورية وجماعات إرهابية متطرفة.
تكبد الناشطو والإعلاميون خسائر كبيرة وإغتيل الكثير منهم ومنعوا من العمل في مناطق سيطرت جماعات إرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.
هذا التنظيم الذي لم يختلف بممارستها عن القوات التابعة للنظام وشبيحته، فمنذ إنطلاقة الثورة منع النظام الإعلاميين من العمل ومنعهم من دخول سوريا خشية أن ينقلوا ما يحدث من إنتهاكات بحق المتظاهرين ولم يكتف النظام بذلك بل طالب البعثات الإعلامية الأجنبية بمغادرة سوريا، وكذلك فعل تنظيم داعش هذا التنظيم الذي جلب الدمار والخراب للثورة السورية ولسوريا، فمنذ بداية تأسيسه إتبع أسلوب العصابة في الخطف والقتل.
إغتال تنظيم داعش الكثير قيادات ثورية .. عسكرية .. ناشطون … إعلاميون، ممارسات كبدت الثورة الكثير من الخسائر خصوصاً بعد فقدانها عدداً من أبنائها الذين عجز النظام عن إغتيالهم أو الوصول إليهم،
كان سلاحهم القلم والكاميرا لتوثيق إنتهاكات النظام وداعش وكل ما يظلم الشعب السوري وثورته فتم خطفهم وقتلهم وتهديدهم، لم يكن لديهم أي حماية أو منظمة تحميهم بعضهم حمل سلاح ليحمي نفسه وكان يخفيه لأنه يعرف أن الإعلامي والناشط سلاحه القلم والكلمة والصورة فقط ولكن في إحدى المراحل وعندما إنتشرت كثيراً أعمال الخطف من تنظيم داعش والقتل لم يكن أمام البعض منهم سوى محاولة الدفاع عن نفسه من أي عملية إغتيال أو خطف.
وكان إحدى ضحايا إرهاب داعش محمد سعيد ذلك الشاب والذي تلقى الكثير من التهديدات من تنظيم داعش إلا أنه رفض أن يصمت عن نقل جرائم وإنتهاكات التنظيم لم يشفع لمحمد مشاركته في تغطية أخبار الثورة السورية ومرافقته المقاتلين في جبهات القتال والتظاهرات في الأيام الأولى للحراك السلمي بريف حلب، دفع محمد أيضاً حياته ثمناً.
حيث إغتيل بثلاث رصاصات أثناء تواجده في محل للحلاقة بمدينة حريتان بريف حلب تم قتله بمسدس كاتم للصوت صوت إعلامي قتله داعش لطالما عرف عن محمد دوره في نقل الصورة الإنسانية في حلب مركزا على معاناة الأهالي وسوء أوضاعهم المعيشية، محمد وكثير غيره خطفوا قتلوا غيبوا من تنظيم داعش القائمة طويلة جداً.
نفس السلاح إستخدم مجدداً هذه المرة في تركيا قتل صوتاً أخر من أصوات الثورة السورية لم يشفع له طيب قلبه وإبتسامته أمام إرهاب ووحشية داعش قتله بوحشية تاركاً خلفه طفلتين لم يفهما بعد من يقتل قلباً أحب الجميع وكان ينشر المحبة والخير والتفاؤول رغم كل الظروف السيئة التي يعاني منها السوريون الآن لم يكن له من إسمه نصيب ناجي الجرف يطول كثيراً الحديث عنه ولكن أجمل ما قيل في ناجي من زوجته حيث نشر ناجي في صفحته ما كتبت عنه زوجته. "من سنة هيك وصفتني بشرى"
"ناجي الجرف .. بيفيق بيعمل معي مقابلة ع الصبح لمدة ساعة مع جاط نسكافيه
ناجي الجرف كل يوم بياكل غطا قلم بلاستيك و بيحولو لرقاقة .. أرق من ورق السيجارة
ناجي الجرف فيه يحول أي جملة لعتابا .. حتى جملة (وانت جايي جيب معك لبن)
ناجي الجرف بيعرف كل العالم .. كل العالم
ناجي الجرف ممكن يخترع أفضل شعار و أنسب عنوان لأي حملة أو مشروع
ناجي الجرف ما بينام .. وإذا نام بيكون عم يهز اجرو بشكل متواصل.. أشطر مني بالتظاهر بالنوم بس هوي ما بيقصد (وبينام بالجينز.. والله)
ناجي الجرف بيعرف كل الأغاني .. وبيعرف يصلح كل شي بالبيت .. ع طريقتو والدليل انو هلق حاطط باب الحمام بالصالون وعم يلزقو ببعضو.. بالبانسة
ناجي الجرف بيحب ادوارد سعيد وأبو صادق حديد بنفس اللحظة
ناجي الجرف إذا فتحنا راسو منلاقي مواطنين صحفيين قاعدين جوا الكادر عم يزرعوا حنطة
ناجي الجرف أضخم أحلامو يصير عندو مدجنة على بابها مكنة إكسبريسو ما بتعمل غير نسكافيه
ناجي نفسو اللي بنتو يم هيي صاحبة النظرية اللي أتمتت الحياة ( لا تقلقي ماما .. ما في شي الدنيا ما إلو x)
ناجي الجرف اللي في بحياتو حسرة وحيدة ( بس لو كان صوتي حلو .. كنت صرت مطرب شعبي قد الدنيا)
ناجي الجرف لما حبيتو كان عمري 16 سنة بسبب قصيدة كان كاتبها على ملخص أسئلة بكالوريا كان أولها "إذا متُّ ضعوا على قبري لفافة تبغٍ.. زجاجة خمرٍ .. وصورةً لحبيبتي" .. (عموماً كل شباب سلمية عندن هي النظرةالمازوشية للحب المنتظر.. وكل بنات سلمية عندن ضعف تجاه الشعر..)
ناجي الجرف مع إنو خلقك ضيق كتير ومع انك ما بتعرف لهلق وين خزانتك بالبيت.. وعايش نص حياتك افتراضياً وورقياً .. ومسودلي عيشتي إنت وبناتك .. ومع انو مرق كتير كتير سنين بس لهلق ما صرت عادي ولا أقل غموضاً .. وأنا احبك أكثر"
أخر يوم لناجي في غازي عنتاب وكان أخر يوم له في هذه الدنيا لم تجري رياح السفن كما أراد لها حيث كان من المقرر أن يغادر إلى فرنسا لكنه إغتيل قبل يوم من سفره، وكان تنظيم داعش إغتال ناشطون من الرقة تذبح بصمت الناشط إبراهيم عبد القادر وهو أحد أعضاء فريق الرقة تذبح بصمت وصديقه فارس حمادي حيث وجدوا مقطوعي الرأس في منزل الأخير في مدينة أورفا التركية، وكذلك إغتال مجهولون الناشط في الرقة تذبح بصمت أحمد محمد الموسى في ريف إدلب بالقرب من منطقة أبو الظهور آثناء عودته إلى المنزل.
رحل ناجي كما كثير من الإعلاميين في سوريا منهم من قتلهم القوات التابعة للنظام وغيبوا في أقبية الأجهزة الأمنية وأخرون قتلوا على أيادي إرهاب داعش وكثير منهم أيضاً غيب وخطف في سجون داعش ولا يعرف حتى الأن مصيرهم.