جمعية مبادرات مواطنة تنظم تدريبًا على إنتاج البودكاست في مراكش
تختتم اليوم جمعية مبادرات مواطنة تدريبًا متقدمًا في مجال “الإنتاج الصوتي، تقنيات الإنتاج الإذاعي: ريپورتاح، بودكاست”، في إطار برنامج المواكبة والتكوين للإذاعات الجمعوية بجهة مراكش آسفي في المغرب. بعد أن بدأته يوم أمس السبت 20 آذار/ مارس الجاري.
يُعد هذا التدريب الذي تم بشكل حضوري، المرحلة الثانية من التدريب بعد إجراء حصص تدريب ومواكبة عن بعد طيلة شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير المنصرمين.
ووقف التدريب الذي أشرفت عليه الخبيرة في الإعلام الجمعوي وخريجة المعهد العالي للصحافة والإعلام شيماء الهجام، عند أساسيات إنتاج البودكاست، ومدى أهميته خصوصًا في ظل التحولات الرقمية التي يشهدها العالم.
وتفاعلاً مع أسئلة المتدربين والمتدربات، وقفت السيدة الهجام عند أصل كلمة “بودكاست”، فأوضحت أنها اشتقاق من كلمتيْ الإذاعة (Broadcast) وآي بود (iPod) لتعبّر عن البرامج الإذاعيّة حسب الطلب، والتي تتيح إمكانية الاستماع للبودكاست في أي وقت يرغبه المستمع، بعكس محطّات الراديو والتلفزيون حيث يُبرمج بث المحتوى.
وتتنوّع فئات البودكاست بين الثقافة والدراما والكوميديا والرياضة والتحليل السياسي والتجارة والأعمال وغيرها كثير.
قدم المشاركون حلقات تطبيقية تمحورت حول مواضيع نسوية مغربية
التدريب عرف أيضًا إجراء حصص تطبيقية عبر مجموعات عمل شكّلها المشاركون، والتي اشتغلت على موضوع النوع الاجتماعي وكيفية مواجهة الصور النمطية للمرأة داخل المجتمع.
فقد عمد المشاركون إلى تقديم أعمال تمس بشكل مباشر المرأة داخل المجتمع المغربي، بدءًا بتحدي زواج القاصرات، مرورًا بالتمكين الاقتصادي والاستقلالية المالية، وانتهاءً بحق النساء في بلوغ مراكز القرار.
وبعد أن خُصص الشق الأول من التدريب لأجل تطوير مهارة المشاركين في مجال صياغة “سكريبت” أي نصٍ بشكل صحيح، وأيضًا كيفية البحث عن المعلومات، والتواصل مع الضيوف وطريقة الإلقاء، شكل الجزء الثاني من التدريب فرصة لتطوير الجانب المهاراتي للمشاركين عبر تمكينهم من مهارة المونتاج الإذاعي وإضافة المؤثرات الصوتية.
المشاركون الذين يمثلون إذاعات جمعوية من مختلف أقاليم جهة مراكش آسفي (مراكش، الصويرة، شيشاوة، قلعة السراغنة، اليوسوفية، الرحامنة، الحوز، آسفي)، كانوا قادرين في نهاية التدريب على إنتاج مقاطع بودكاست تحث على أهمية الحقوق الإنسانية للنساء.
الإذاعة الجمعوية مغرب الثقافة، هي واحدة من الإذاعات التي شاركت خلال هذا التدريب، وهي منصة بودكاست متخصصة في الشأن الثقافي بالمغرب، تابعة لجمعية أصدقاء الكلمة، تأسست سنة 2019 بغرض إغناء الساحة الإعلامية المغربية ثقافيًا عبر إنتاج محتويات صوتية ومرئية ومكتوبة تنشر عبر الإنترنت.
وتهدف الإذاعة الجمعوية مغرب الثقافة إلى تقديم مساحة إعلامية للمثقفين الشباب لمساعدتهم على مشاركة إبداعاتهم مع الجمهور، وهو الشيء الذي تطمح أن يساهم في تشجيع الشباب على الاهتمام بالثقافة والتعريف بالمقومات الثقافية والتراثية للمغرب.
كما تناقش قضايا الشأن الثقافي بالمغرب، وتسعى إلى تقديم محتوى مفيد يشجع على العمل على إيجاد حلول مبتكرة تزيد الاهتمام بالثقافة وتشكل رأيًا عامًا مؤمنًا بقضية الثقافة.
حول هذا التدريب، قالت حسناء أيت الزهراء، وهي منسقة برامج إذاعة مغرب الثقافة، لمراسل “تطبيق خبّر” في المغرب يوسف أسكور، إن عمل الإذاعة يتمحور أساسًا حول جعل الثقافة مدخلًا لتحقيق تغيير فعلي في سلوك المجتمع، خصوصًا وأن الثقافة بمعانيها المتعددة تعتبر أحد أهم المجالات التي يلتقي عندها الجميع، وهو ما يجعل استثمارها بشكل جيد ذا أهمية كبرى.
مشروع التدريب يساهم في تعزيز خطاب الحقوق الإنسانية للنساء
من جهتها، بيّنت زينب برامي الإدريسي، وهي منسقة إذاعة الأمان المتخصصة في قضايا النساء، لمراسل “تطبيق خبّر”، أن عمل الإذاعة بدء قبل ثلاث سنوات، وكان بغرض تقديم صوت النساء في وضعية صعبة، تحديدًا ضحايا العنف، والتي كانت تعرف معدلات مرتفعة. وتطور عمل الإذاعة اليوم ليشمل أيضا التوعية الاستباقية بمخاطر العنف، وأيضًا عبر تقديم إرشادات للنساء كما الشباب، لأجل تلافي مسببات العنف.
وأكدت الإدريسي أن عمل الإذاعة أعطى نتائج مهمة جدًآ، بالنظر إلى سياسة القرب التي يعتمدها فريق الإعداد، الشيء الذي جعله علامة فارقة بمنطقة سيدي يوسف بن علي والتي تعرف كثافة سكانية مرتفعة.
وعلاقة بالتدريب قالت زينب، إنه مكنها من العمل بمهنية وتنظيم أكبر، كما سمح لها بتجويد طريقة نشر الحلقات وكيفية تناول المواضيع عبر زوايا معالجة تساعد على خدمة قضية المرأة.
وأضافت أنه “بعد هذا التدريب صرت قادرة على جعل مهمة مقدم برامج، ليست فقط مهمة عرض المشاكل. وإنما المساعدة على تقديم رسائل من شأنها المساهمة في إيجاد حل لهذه التحديات”.
جدير بالذكر أن مشروع تدريب الشباب والشابات في الإذاعات الجمعوية يسعى إلى خلق دينامية تساهم في تعزيز خطاب الحقوق الإنسانية للنساء.