الكيل بمكيالين.. الصين تستقبل طالبان بأذرع مفتوحة متقبلة ذقونهم لكنها تحبس الإيغور بسبب الذقون والأذان
- الصين استقبلت بعثة طالبان التي أقامت في فنادق فاخرة.. أمر لا يحدث مع الإيغور الذين يحتاجون لإذن شرطة للإقامة في فندق
- الصين تحبس الإيغور بسبب ذقونهم أو الشعائر الدينية كما تهدم المساجد
- الصين تعتبر الإيغور إرهابيين لمجرد أنهم يقيمون شعائرهم الدينية
- ناشط إيغوري يكشف لأخبار الآن التباين الكبير بين زيارة طالبان والتعامل مع الإيغور
استقبلت الصين وحزبها الشيوعي الحاكم، وفدا من جماعة طالبان بترحاب شديدة، وتناقض كبير، فعكس ما يبدو من الصور المنتشرة ومشاهد السعادة خلال التقاط العدسات لصور الضيوف وهم يرتدون زيهم التقليدي ولحاهم طويلة، تقمع الصين الإيغور لنفس الأسباب –مع اختلاف كبير في توجههم مع طالبان-.
جماعة طالبان، سيطرت على عدة مناطق واجتمعت مع الصين لبحث إمكانية سبل التعاون و”السلام” بل وتعهد وزير الخارجية الصيني وانغ بي بـ “إعادة طالبان إلى التيار السياسي السائد”.
وعود وزيارة بها من التناقضات ما لفت الأنظار، خاصة وأن قوانين الصين تجرم الإيغور لنفس الأسباب، تربية الذقون وفي حالة إذا ما كان أحد الأشخاص يضع الأذان أو نصا دينيا كنغمة لهاتفه يُلقى القبض عليه، كما أنه لا يمكن لمواطن إيغوري صيني أن يقيم بفندق إلا بحصوله على إذن من الشرطة المحلية في منطقته.
الكثير من التعقيدات والاضطهاد لم يظهر خلالها وجه الصين الحقيقي، فقط الدعائي الذي لم يكشف سوى عن خطط للاستثمار والتطوير وأمور تبدو أكثر دعائية.
لكن الحقيقية تبدو غير ذلك، لذلك اتجه أخبار الآن للحديث مع الناشط الإيغوري عبد الولي أيوب، للحديث عن التناقضات في زيارة طالبان للصين وصورتهم مع وزير الخارجية الصيني، وما تفعله الصين من إبادة جماعية بحق الإيغور.
يتحدث عبد الولي أيوب قائلا:
الحزب الصيني الشيوعي هو أكبر مجموعة إرهابية في العالم، ومن الواضح أنه يعمل مع مجموعة إرهابية صغيرة أخرى (طالبان)
وواصل “وهو أمر واضح وطبيعي، بعد عام 2001 استمرت طالبان في التفجير وقتل المدنيين”.
وأكمل “لكن الحكومة الصينية استمرت على تواصل جيد مع طالبان، هذا التعاون بدأ 1997 ويستمر حتى الآن، الحكومة الصينية تستخدم الإرهاب وهذا المصطلح، لقمع الإيغور على سبيل المثال”.
وتابع “الصين تتقبل طالبان بذقونهم وبطقوسهم الإسلامية، لكنهم لا يتقبلون أي إيغور بذقونهم، وكذلك الملابس التقليدية للإيغور، طالبان يمكنهم الذهاب للإقامة في فنادق فخمة في بكين، لكن الإيغور، مواطني الصيني لا يمكنهم فعل ذلك”.
موقع Buzzfeed الشهير قام بعملية حسابية بسيطة، من خلالها جمعت المساحات الأرضية لـ347 مجمعا تحمل صفات السجون ومعسكرات الاعتقال في منطقة شينجيانغ الصينية، وقارنتها بمعايير بناء السجون والمعتقلات بشكل عام.
من خلال هذه الدراسة وبتقدير بيانات حكومية مسربة منذ 3 أعوام، وجدت أن ما يقرب من مليون مسلم تم اعتقالهم أو سجنهم على مدار آخر 5 سنوات فقط، ويُظهر التحليل أن الصين بنت مساحة لحبس ما لا يقل عن 1.01 مليون شخص في شينجيانغ في نفس الوقت.
لتوضيح الموقف الصعب أكثر، فإن هذه المساحة كافية لاحتجاز أو حبس أكثر من 1 من كل 25 شخص من سكان شينجيانغ في وقت واحد، وهو رقم أعلى بـ7 أضعاف من قدرة الاحتجاز الجنائي في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال لا الحصر.
الصين لم تدرس قط الدخول في مفاوضات مع ممثلي الإيغور وتفضل دوما الخيار الأسهل بالنسبة لها وللحزب الحاكم، وهو إبادتهم، بيد أن المجتمع الدولي لطالما شجب وأدان ما يحدث، لدرجة أن أعضاء البرلمان الأوروبي طالبوا بتحقيق دولي على أكبر مستوى لكشف ما يحدث في الصين.
يتابع عبد الولي: “شيء آخر، الصين تستمر في التواصل مع طالبان بشكل جيد، لم تتواصل الصين قط مع أي ممثل للإيغور أو متحدث أوي ناشط، حول مواضيع ومشاكل الإيغور”.
بسبب هذا تتهم الحكومة الصينية الإيغور بالإرهاب وهذا تناقض كبير، الحكومة الصينية ستساهم في إعادة أفغانستان لكن المشكلة أن الصين دمرت مساجد الإيغور والمناطق الدينية والهوية، كيف ستبني الصين أفغانستان أو تمارس نشاطا سلميا هناك؟
الصين وفقا للأبحاث تحتجز أكثر من مليون مسلم من الإيغور في شينجيانغ منذ عام 2017، والتوترات بدأت لأن المسؤولين الصينين يعتقدون بشكل خاطئ أن الإيغور لديهم آراء متطرفة وانفصالية تشكل تهديدا لأراضي الصين وحكومتها، ونتيجة على هذا الاعتقاد من الجهة الفردية الوحيدة دون حتى مناقشته.
واجه مجتمع الإيغور الذي يضم 11 مليونا في شينجيانغ اضطهادا من الحكومة الصينية، والذي أدانته الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة باعتباره إبادة جماعية.
يتحدث أيوب لـ موقع أخبار الآن في تصريحات خاصة: “أغلبية الإيغور مسلمة والحكومة الصينية وتوجد بعض المشاكل بينهم”.
وواصل “وتصف الحكومة الصينية ما يفعله الإيغور بأنه إرهاب، لكن المشكلة أن طالبان تقوم بإرهاب حقيقي وهي مجموعة إرهابية”.
وأردف “الأمم المتحدة ودول أخرى تراها إرهابية، لكن الحكومة الصينية تتواصل معهم وتتحدث عن السلام، نعلم جيدا من يصنع السلام ومن يدمره الآن، الصين حاليا تتحدث مع صناع المشاكل، كممثل للإيغور ومنظمة سلمية يمكننا التحدث مع الحكومة الصينية”.
“بدلا من التحدث مع منظمات الإيغور، الصين تعتبر الإيغور إرهابيين، أعتقد أن الحزب الشيوعي الصيني يحافظ على علاقاته، مع هذه الجماعات الإرهابية في باكستان وأفغانستان، يُظهر أن الحزب الشيوعي الصيني هو أكبر مجموعة إرهابية في العالم”.
وأكمل “ومن دون هزم هذه المجموعة الإرهابية الكبيرة لا يمكنني هزم الأخرى الصغيرة”.
وأتم “لذا مسؤولية قادة العالم والدول أن تتخذ خطوة وترى الوجه الحقيقي لإرهاب الحزب الصيني الشيوعي”.
مصدران مطلعان على الوضع الحالي في شينجيانغ، التي يتواجد بها أغلبية الإيغور، قالا إن جميع رجال الدين في شمال غرب الصين سُجنوا، ولم يُترك أي شخص في المجتمع بإمكانه إقامة احتفالات أو شعائر دينية.
وفي وقت سابق، ذكر مصدر من خارج المنطقة، عن أن السلطات الصينية احتجزت جميع الزعماء الدينيين السبعة من مسجد Tahtiyun في حي البازار الصيني في Ghulja.
لإلقاء الضوء أكثر على جزء بسيط من جرائم الصين في حق مسلمي الإيغور، يمكنكم الاطلاع على القصص والشهادات التالية:
”أصوات شينجيانغ“.. شهادات لمواطنين من الإيغور تكشف واقعاً مأساوياً
”أصوات شينجيانغ“.. شهادات لمواطنين من الإيغور تكشف واقعاً مأساوياً
ناشط إيغوري لـ”أخبار الآن”: أئمة مسلمي الإيغور يستهدفون لأنهم يعلمون القرآن
ناشط إيغوري لـ”أخبار الآن”: أئمة مسلمي الإيغور يستهدفون لأنهم يعلمون القرآن
ناشط إيغوري يحكي القصة المؤلمة لوفاة ابنة شقيقه في معتقلات الصين
ناشط إيغوري يحكي القصة المؤلمة لوفاة ابنة شقيقه في معتقلات الصين
عضوة البرلمان الأوروبي تهاجم الصين بسبب هونغ كونغ والإيغور.. والأزمة تتصاعد
عضوة البرلمان الأوروبي تهاجم الصين بسبب هونغ كونغ والإيغور.. والأزمة تتصاعد
بلجيكا تحذر من خطر إبادة جدي يستهدف مسلمي الإيغور
5 يوليو 2009.. يوم مأساوي قلب حياة الإيغور في شينجيانغ رأسا على عقب
5 يوليو 2009.. يوم مأساوي قلب حياة الإيغور في شينجيانغ رأسا على عقب