متلازمة طهران ٤/٥ : كيف يُقوض سيف العدل ومصطفى حامد نفوذ منافسيهما في تنظيم القاعدة؟

متلازمة طهران ٤/٥ : كيف يُقوض سيف العدل ومصطفى حامد نفوذ منافسيهما في تنظيم القاعدة؟

محمد علي

دبي (أخبار الآن) في الحلقة الرابعة من بريفينج بودكاست .. لعل من المثير التعرف على طبيعة الخلافات الداخلية العميقة بين كبار قادة تنظيم القاعدة، ونقاط الافتراق بينهم وبين التنظيمات الأخرى، ولكن الأمر الأكثر إثارة هو ...

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)

في الحلقة الرابعة من بريفينج بودكاست ..

لعل من المثير التعرف على طبيعة الخلافات الداخلية العميقة بين كبار قادة تنظيم القاعدة، ونقاط الافتراق بينهم وبين التنظيمات الأخرى، ولكن الأمر الأكثر إثارة هو التعرف عن قرب على كيفية إدارة قادة التنظيم لهذه الخلافات السرية وأساليبهم في مقارعة الخصوم من رفقائهم. وهنا يبرز اسم سيف العدل (محمد صلاح الدين زيدان) كقائد عسكري مهم في القاعدة، والأمير الفعلي لتنظيم القاعدة بعد الظواهري، لكن هل قنع سيف العدل بالموقع رقم “اثنين” خلال الأحد عشر عاماً الماضية؟ أم أنه كان يتآمر على سلطة الظواهري ويُضعف من شأنه ويُعد العدة لاستلام موقعه في الوقت المناسب؟
يمكنكم مشاهدة الحلقة الرابعة المفصلة على يوتيوب :
https://youtu.be/-zmVa9GJmE8

نص الحلقة :

العام هو 2022. غرفة نوم خافتة الضوء، وبابٌ مسدودٌ يكتُم ما خلفه. تتصارع رئتا سيف العدل مع فيضان الأكسجين الذي ينهال عليهما. شهيق بلا زفير. دقات قلب تتسارع بلا أي إشارة للتباطؤ. العرق يتدفق ويندفع. حالةٌ، لم يشعر بها جسده إلا في مرات قليلة في حياته.

في اليوم الأول لوصوله إلى أفغانستان.. 

في اليوم الأول للغزو الأمريكي لأفغانستان.. 

في يومه الأول في السجون الإيرانية.. 

واليوم، في اللحظات الأولى لخبر مقتل أيمن الظواهري في غارة جوية أمريكية في كابل. 

يوم مأساوي.. يوم للتاريخ.. يوم.. للاحتفال

بقايا دموع الفرح بدأت بالتشمع على أطراف مقلتيه.. عندما وصلته رسالة.. من رقم مجهول. 

 

فتح هاتفه، وضغط على الرسالة.
*مبارك لك ولنا. انتظر التعليمات

رمى هاتفه على الفراش، ومشى بخطوات متعثرة، حاول أن يوازن فيها طوله. وقف أمام المرآة. وجه مجعد.. شعر أبيض.. ندوب بارزة.. وروح متعبة .. سنوات وسنوات قضاها في التخطيط والتنفيذ والتضحية في سبيل هذه اللحظة.. لحظة الحسم.

ترك نفسه في المرآة ومشى إلى فراشه بخطوات أكثر ثباتاً. حمل هاتفه، فتح الرسالة من جديد، وكتب: "بانتظار التعليمات".. *إشعار الإرسال*

 

تعرفنا في الحلقات الثلاث السابقة على مفهوم "متلازمة طهران"، وتحدثنا أيضاً على بدايات علاقة القاعدة بإيران، وكيف أصبح اسم "سيف العدل" المقيم في إيران، الاسم الأبرز والقائد الفعلي لتنظيم تنظيم القاعدة بعد مقتل أيمن الظواهري العام الماضي. 

أهلاً بكم في الحلقة الرابعة من Briefing بودكاست .. حيث سنكمل سوياً ملخصنا السريع لسلسلة وثائقي "متلازمة طهران، القاعدة إلى أين؟" 

في هذه الحلقة، سنكتشف سوياً صراع سيف العدل ومصطفى حامد على السلطة ضد قادة تنظيم القاعدة بمساعدة إيرانية، وكيف استطاعت حركة طالبان التي كانت يوماً الحضن الدافئ لتنظيم القاعدة، أن تمضي قدماً بحياتها ناسيةً ومتناسية العيش والملح الذي جمع الطرفين لسنوات طويلة. وأخيراً سنخوض سوياً في مؤامرات سيف العدل للأخذ بيد تنظيم القاعدة إلى إيران. 

هيا بنا!

- مقدمة موسيقية لسلسلة متلازمة طهران -

الجزء الأول:

إذا عدنا بالزمن إلى الخلف، بالتحديد إلى فترتي إمارة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري لتنظيم القاعدة، يتضح لنا أن سيف العدل بالتواطؤ مع صهره مصطفى حامد، يعملان منذ فترة طويلة على مشروع خاص بهم لفرض أفكارهم والترويج لها. والمنبر الأساسي لتلك الأفكار هو موقع "مافا السياسي"، الذي يستخدمه مصطفى حامد لكتابة مقالات ينتقد فيها قادة القاعدة، وينشر منه أيضاً مقالات سيف العدل تحت الاسم المستعار "عابر سبيل". 

يمكننا أن نتأكد من أن سيف العدل هو نفسه "عابر سبيل"، من سيف العدل نفسه. فعندما نشر كتاب "الصراع ورياح التغيير" على موقع مافا السياسي، كتب على غلافه: (جمع وترتيب عابر سبيلسيف العدلمحمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان). 

لكن، لماذا يستخدم سيف العدل الاسم المستعار "عابر سبيل"؟ للإجابة على هذا التساؤل، تحدثنا مع حسن أبو هنية، الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، وهذا ما قاله: 

الدقيقة 4:54 – 5:28

في كتاب سيف العدل الذي ذكرناه، يمكننا أن نجد العديد من الإشارات المهمة التي يمكن بدورها أن تبين لنا خطة سيف العدل الطويلة والصبورة للفوز بالحكم. 

أولها، هو أنه امتنع عن إظهار أي تبجيل لأيمن الظواهري، فبالرغم من أن صورته موجودة على غلاف الكتاب الخلفي، إلا أن صورته كانت بالتشارك مع تسعة قادة آخرين من تنظيم القاعدة، على عكس صورة أسامة بن لادن، التي تتصدر الغلاف الأمامي. بالإضافة إلى أن مقدمة الكتاب تشكر وتثني على روح أسامة بن لادن وتشكر شخصيات أخرى .. منها مصطفى حامد، في حين لم يحصل أيمن الظواهري على أي اهتمام. 

ثاني استراتيجيات سيف العدل في كتابه هي تثبيت فكرة نقل السلفية الجهادية إلى اتجاه جديد كلياً، حيث علّق مصطفى حامد على الجزء الثاني من الكتاب بأنه يحوي "نقاطاً جديدةً تماماً على الفكر السلفي"، ويمني النفس بأمل تطوير العقيدة السلفية وعلى الأخص "السلفية الجهادية" لتأخذ منحنى جديد يسوق الأمة إلى حال أفضل، بقيادة سيف العدل بالتأكيد. 

تجاهل سيف العدل لأيمن الظواهري ومديح مصطفى حامد لأفكار سيف العدل عن الجهادية السلفية، يوحي بثورية الثنائي ضد قيادات القاعدة السابقة من جهة، وانتقاد السلفية الجهادية الحالية في العالم العربي والإسلامي من جهة أخرى.  في حين يعرضان السلفية الجهادية القريبة من الأجندة الإيرانية كبديل، يمكن تحقيقه بالتعاون اللصيق مع حلفاء إيران، مثل حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، وجماعة الشباب في الصومال والفصائل الفلسطينية التي تتلقى دعماً إيرانياً. أما بقية الجماعات الجهادية، فبرأي مصطفى حامد، تخدم مصالح إسرائيل في المنطقة العربية فقط.     

 

الجزء الثاني:

بدأ كشف النقاب عن خطة سيف العدل ومصطفى حامد لانتزاع السلطة منذ عهد أسامة بن لادن. فبالرغم من ارتقاء مكانة سيف العدل في القاعدة في ذلك الوقت، إلا أن أسامة بن لادن لم يرَ بسيف العدل شخصية تصلح للقيادة العامة، ولا حتى نائباً لها، حيث رفض أسامة بن لادن ترقية سيف العدل إلى مناصب عليا بالتنظيم في أكثر من مناسبة، لأسباب متنوعة.

بالنسبة لأسامة بن لادن، قائد التنظيم في ذلك الوقت، يتخذ سيف العدل من صهره مصطفى حامد مرجعاً روحياً واستراتيجياً، بدلاً منه، الذي كان عرضة لتآمر هذا الثنائي. 

كُشفت هذه العلاقة المريبة بالصدفة، بسبب خطأ فادح ارتكبه سيف العدل نفسه عام 2001. فقد أرسل رسالة إلى مصطفى حامد عنوانها "وقفة تعبوية (سياسية) ثم العودة إلى الصراع"، طرح فيها تساؤلات كثيرة عن عواقب هجمات 11 سبتمبر، والنتائج المتوقعة على الساحة الدولية، وشجّع مصطفى حامد على تأليف كتاب للإجابة على هذه التساؤلات. 

ضمن هذه التساؤلات برز سؤال طرحه سيف العدل عن وضع إيران على الساحة الدولية، وهل الخلاف بينها وبين الدول العربية طائفي بحت، أم أنها أعدت خطة لمواجهة التحدي الصليبي؟ سؤال فيه إعجاب مبطن بالجهود الجهادية الإيرانية. بنى هذا التساؤل على إعجابه الذي أظهره سابقاً في كتاب آخر نشره، أبدى انبهاره بالثورة الإيرانية ووصفها بأنها "حالة فريدة غافلت العالم ويصعب تكرارها."

في خاتمة الرسالة قدّم سيف العدل سلامه لزوجته وأبنائه بالاسم، فكتب "لا تنس إبلاغ سلامي وقبلاتي لزوجتي وابنتك أسماء، وأبنائي صفية ورقية وخالد وإيناس وعبد الله، وقد اتخذت قراراً بمنحك فرصة نادرة وعظيمة بتقبيلهم نيابة عني."  

لم يخطط سيف العدل لأن تنشر هذه الرسالة، والـتي للمفارقة تم نشرها من غير علمه أو موافقته على الموقع الإلكتروني "النداء" التابع لتنظيم القاعدة، ثم عثر عليها مصادفة تحت تصنيف "البيانات" على الموقع.  

فما لبث سيف العدل أن أرسل خطاباً لـ "مختار البلوشي" عام 2002، مطالباً حذفها مباشرة. والجدير بالذكر أن "مختار البلوشي" أو خالد شيخ محمد كان القيادي الوحيد في تنظيم القاعدة آنذاك الذي كان يتمتع بحرية الحركة وحرية التخطيط لهجمات أخرى باسم التنظيم. سلطة أعطاه له أسامة بن لادن بنفسه. وهو الأمر الذي كان سيف العدل يعارضه تماماً. 

فبالإضافة إلى مطالبة سيف العدل بحذف الرسالة مباشرةً من موقع "النداء" بخطابه إلى مختار البلوشي، طالبه أيضاً بالتوقف عن العمل الخارجي نهائياً في تلك الفترة، سواءً وصل به أمر من أسامة بن لادن أم لم يصل، في تحدي واضح لأوامر زعيم القاعدة.  

رفع شأن إيران في رسائله لمصطفى حامد. الخطأ الفادح بنشر رسالة فضح به نفسه وعائلته. إصدار أوامر فيها تحد واضح لسلطة أسامة بن لادن. جميعها أسباب عديدة وصلت بأسامة بن لادن لقرار توقيف تدرج سيف العدل الهرمي داخل القاعدة.  

ولكن سيف العدل لم يتوقف عن التآمر!

 

الجزء الثالث: 

بالحديث عن تدرج سيف العدل في تنظيم القاعدة، تولى سيف العدل قيادة تنظيم القاعدة بصورة مؤقتة بعد مقتل أسامة بن لادن عام 2011، إلى حين أن سلم إمارة القاعدة بنفسه إلى أيمن الظواهري في نفس العام، حيث استمر الأخير بحكم تنظيم القاعدة حتى يوم مقتله عام 2022. 

خلال هذه السنوات، لم يتوقف مصطفى حامد وسيف العدل عن الطعن بشخصية الظواهري بحرب معنوية شرسة من خلال موقع "مافا السياسي". وعند مقتل أيمن الظواهري، وللمفاجأة، تغيرت اللهجة مباشرة، وتحسنت، وأخذت منحنى بعيد كلياً عما كانت عليه سابقاً، تحضيراً لتسلم سيف العدل للحكم، الذي يصفه مصطفى حامد بأنه آخر من تبقى من الجيل التاريخي لتنظيم القاعدة.  

وتعليقاً على هذا الموضوع تحدثنا مع الدكتور كمال حبيب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، وهذا ما قاله: 

دقيقة 15:37 – 16:25

سيف العدل لم يرَ بأيمن الظواهري شخصية جديرة بقيادة تنظيم القاعدة، بالرغم من أنه هو الذي سلمه القيادة عام 2011 بصفته نائب أسامة بن لادن.

 

يرى سيف العدل نفسه على بعد خطوات بسيطة من تولي قيادة القاعدة، خاصةً بعد عام 2015، عندما نال حريته في إيران. الأمر الذي سمح لسيف العدل بتوطيد نفوذه الشخصي، وإدارة الكثير من أمور التنظيم من دون الرجوع إلى القيادة العامة، وخاصةً مع ضعف القيادة العامة لتنظيم القاعدة وعلى رأسها أيمن الظواهري. 

الحرية التي أعطاها الحرس الثوري الإيراني لسيف العدل، لم تكن من فراغ، بل هي لخدمة الأجندة الإيرانية في المنطقة. وفي مقابلة مع مفتي تنظيم القاعدة السابق، أبو حفص الموريتاني، وضّح أسباب حرص إيران على استضافة قيادات تنظيم القاعدة على أراضيها. لنستمع: 

17:10 – 17:48

وفي مقابل الذم والقدح الذي يقوده مصطفى حامد بحق أيمن الظواهري وتنظيم القاعدة، هناك دائماً المديح والشكر بحق سيف العدل الذي يقوده مصطفى حامد أيضاً، حيث يصفه بأنه الأمل الوحيد لتنظيم القاعدة. يمكننا أن نرى ذلك في القصص التي يسردها مصطفى حامد على موقعه "مافا السياسي" في سلسلة "ذات يوم" التوثيقية، حيث نجد بطلاً رئيسياً واحداً في جميع تلك القصص، وهو سيف العدل، بينما يحصل القادة الآخرون على الازدراء والغمز واللمز!

إتاحة الفرصة لسيف العدل على موقع مصطفى حامد ليعبر عن أفكاره، ومقالات مصطفى حامد التي يأخذ فيها سيف العدل نصيب الأسد من الاهتمام والتركيز والمديح، علقت عليه الدكتورة دلال محمود، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة:

دقيقة 18:40 – 19:11

الجزء الرابع: 

لقد سمعنا رأي سيف العدل ومصطفى حامد بأيمن الظواهري، ومساعيه القيادية التي انتقدوها بشدة وبشكل متواصل، ولكن، ما هي بعض من الانتقادات والاتهامات الأخرى التي يوجهها هذا الثنائي لتنظيم القاعدة؟ 

في مقال نشره مصطفى حامد على موقعه "مافا السياسي" عنونه "موقف السلفية العربية .. من الإمارة الإسلامية"، يوجه فيه ضربة للجناح المؤيد لأيمن الظواهري داخل القاعدة، وسماه "السلفية العربية". يعتبر مصطفى حامد هذا التيار مؤيداً لما سماه بـ "مدرسة الإسلام الصهيوني" والذي صنعه وابتدعه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، شيمون بيريز، وأن هدف هذه المدرسة الأساسي هو قتال الشيعة وإيران. 

ويصرح مصطفى حامد أيضاً أن هذا التيار تحالف مع الأنظمة العربية وحلف الناتو وإسرائيل ضد النظام الإيراني، حيث يبين أن نشاط الجهاد السلفي كان بصالح مصالح إسرائيل، وأن الجهاد السلفي في سوريا تحت شعار إقامة دولة للسنة لم ينتج عنه إلا الخراب والفشل والهزيمة في كل مكان. 

للرد على هذه الاتهامات، أرسل القيادي أبو الخير المصري رسالة طويلة مكونة من 22 صفحة إلى مصطفى حامد عام 2009، رد فيها بأن هذه الاتهامات الموجهة لتنظيم القاعدة ما هي إلا نتيجة لتورط مصطفى حامد مع الحرس الثوري الإيراني، والذي جعله بوقاً لهم ولتوجهاتهم وآرائهم. وأبدى استنكاره لهجومه المتواصل والعنيف على تنظيم القاعدة، وعبر عن رأي مجلس شورى التنظيم بأن كتابات مصطفى حامد ليس لها أي علاقة بالواقع، وأنه يتبنى وجهة النظر الإيرانية في تفسير وتوثيق الأحداث.  

هل فعلاً يتبنى مصطفى حامد وجهة النظر الإيرانية في كتاباته كما صرح أبو الخير المصري؟

في حديثنا مع الدكتورة دلال محمود، أستاذة العلوم السياسية، هذا ما قالته: 

دقيقة 24:33 – 24:51 

الجزء الخامس: 

لماذا يتبنى مصطفى حامد وسيف العدل وجهة النظر الإيرانية بهذا الإصرار؟ ما الهدف؟ 

الإجابة باختصار: تنفيذ مشروعهما الخاص الذي يتمثل بسيف العدل أميراً لتنظيم القاعد، ومصطفى حامد مرشداً روحياً لسيف العدل ولتنظيم القاعدة. 

مؤامرة حسب ما رأينا في وثائق أبوت أباد وغيرها، يتجاوز عمرها العشرين عاماً. 

وما هو المكان المثالي لتنفيذ هذه المؤامرة بالنسبة لهذا الثنائي؟ 

إيران!

خاصة بعد تصفية القيادات التاريخية للتنظيم مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيره، والأمن والأمان المضمون في عقر ضيافة الحرس الثوري الإيراني.  

لكن تبقت نقطة واحدة، على مصطفى حامد وسيف العدل أن ينفذوها بشكل متقن لتنتهي مؤامرتهم بالنجاح.. التأكد أن تنظيم القاعدة لن يعود أبداً إلى أفغانستان، وأن أي تحالف بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان هو خيال علمي، لا محل له في واقعنا!

كيف سينفذ مصطفى حامد وسيف العدل هذا الهدف؟ 

لنرى .. 

بعكس موقفه من تنظيم القاعدة، نصب مصطفى حامد نفسه مستشاراً لطالبان، ومتحدثاً غير رسمي باسم الحركة. فنراه ينشر بشكل دوري في مجلة "الصمود" التابعة لحركة طالبان منذ سنوات عديدة، يؤرخ فيها لسيرة شخصيات مثل جلال الدين حقاني، وهو والد وزير الداخلية الحالي في أفغانستان، سراج الدين حقاني. ويوثق فيها عن لقاءاته مع جلال خلال فترة الغزو السوفييتي لأفغانستان وما بعد الغزو. 

طريقة ماكرة وذكية يستغل فيها مصطفى حامد هذه التوثيقات لمهاجمة تنظيم القاعدة، بحجة الدفاع عن طالبان، مما يعطي ضمنياً الانطباع بأن طالبان توافق على كلامه المعادي لتنظيم القاعدة، وأنها بطريقة أو بأخرى، تمثل رفض طالبان لفكرة عودة أفراد تنظيم القاعدة إلى أفغانستان. 

ولكن القيادي المقرب من القاعدة، هاني السباعي، يستنكر تمثيل مصطفى حامد لآراء حركة طالبان، في هذا التسجيل الصوتي: 

دقيقة 35:52 – 36:42 

يستغل مصطفى حامد اختلافات تنظيم القاعدة مع حركة طالبان الجوهرية لحفر قبر أوسع لأي تعاون مستقبلي بين الجهتين. فيهاجم مثلاً أسامة بن لادن على تنفيذه لهجمات 11 سبتمبر على الرغم من رفض الملا عمر، القائد العام والزعيم الروحي لحركة طالبان. 

يهاجم أيضاً مسألة عداء السلفية الجهادية التي يعتقد بها أفراد تنظيم القاعدة، للمذاهب السنية الأخرى مثل المذهب الحنفي الذي يعتقد به الأفغان. نزاع تغاضى عنه الطرفين في نشأة التعاون بينهما، ولكن مصطفى حامد لا يكف عن التذكير بهذا الاختلاف المذهبي العميق، واستهدافه بشكل مقصود بهدف العمل على فك الارتباط بين الطرفين، وبذلك تصبح إيران الملجأ الأول والأخير للقاعدة. 

تمثل مسألة وجود القاعدة في أفغانستان أحد أكثر القضايا حساسية بالنسبة لحركة طالبان، والتي إن أرادت الاعتراف الدولي والدعم الاقتصادي، عليها أن تتبرأ من تنظيم القاعدة بشكل نهائي، وفقاً لاتفاقية الدوحة المبرمة مع الولايات المتحدة. 

وبالتالي تصبح إيران، هي الملجأ الوحيد والنهائي لتنظيم القاعدة، بقيادة سيف العدل ومرشده الروحي، مصطفى حامد. 

 

الخاتمة:

وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية الحلقة الرابعة من Briefing بودكاست حيث ولخمس حلقات سنستعرض سوياً ملخصاً سريعاً لسلسلة وثائقي "متلازمة طهران، القاعدة إلى أين؟"

في الحلقة القادمة والأخيرة من سلسلتنا، سنناقش طبيعة العلاقة الحالية بين تنظيم القاعدة وإيران، وكيف أصبح تنظيم القاعدة "تابعاً ذليلا" لنظام الملالي في طهران، بعد سنوات من التشرذم والتفكك الإداري والتنظيمي. 

و دائماً .. يمكنكم مشاهدة فيديوهات سلسلة وثائقي "متلازمة طهران، القاعدة إلى أين" الخمس الكاملة و المفصلة على اليوتيوب من خلال الضغط على الرابط المبين في صندوق الوصف.

إلى اللقاء!

 


قائمة الحلقات