صارت معي 119 | زوجتي "شجاعة" تخلت عني وعن أطفالنا الخمسة
صارت معي
صارت معي 119 | زوجتي "شجاعة" تخلت عني وعن أطفالنا الخمسة
/

صارت معي 119 | زوجتي "شجاعة" تخلت عني وعن أطفالنا الخمسة

مها فطوم

"غريب" ضيفنا لهذا الأسبوع في بودكاست صارت معي اخترنا له هذا الاسم المستعار مع تعديل صوته بناء على رغبته نظراً لحساسية القصة، هو صاحب التجربة الرابعة في سلسلة نقطة من أول السطر. في هذه السلسلة نتحدث عن التغيرات المفاجئة سواء كانت لأسباب متراكمة أو وليدة لحظة إلهام وشغف والقرارات الجذرية والبدايات الجديدة. يخبرنا غريب عن أسباب تخلي زوجته عنه بعد زواج دام لأكثر من 15 سنة وكيف استطاع أن يبدأ من جديد بمفرده مع خمسة أبناء أكبرهم كان في سن المراهقة عندما حدث الانفصال وأصغرهم طفل توحد. كيف استطاع أن يغلق باب الماضي ويضع نقطة ليبدأ من أول السطر؟

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

  • لماذا اختار “غريب الزواج بالطريقة التقليدية؟
  • لماذا أنجب 5 أطفال رغم عدم الوفاق مع زوجته؟
  • كيف استطاع أن يهتم بأطفاله وأصغرهم طفل توحد بعد تخلي زوجته عنهم؟

“غريب”: زوجتي “شجاعة” تخلت عني وعن أطفالنا الخمسة

اخترنا لضيفنا هذا الأسبوع في بودكاست صارت معي  باسم مستعار  مع تعديل صوته

بناء على رغبته نظراً لحساسية القصة، هو صاحب التجربة الرابعة في سلسلة نقطة من أول السطر.

في هذه السلسلة نتحدث عن التغيرات المفاجئة سواء كانت لأسباب متراكمة أو وليدة لحظة إلهام وشغف والقرارات الجذرية والبدايات الجديدة.

يخبرنا غريب عن أسباب تخلي زوجته عنه بعد زواج دام لأكثر من 15 سنة وكيف استطاع أن يبدأ من جديد بمفرده مع خمسة أبناء أكبرهم كان في سن المراهقة عندما حدث الانفصال وأصغرهم طفل توحد. كيف استطاع أن يغلق باب الماضي ويضع نقطة ليبدأ من أول السطر؟

استمعوا لتجربته.

إعداد وتقديم: مها فطوم

الإخراج الصوتي: محمد علي

الهوية البصرية: مديحة طه

جزء من الحلقة:

نص الحلقة :

غريب : " قالوا لي انت إما عشقان.. إما أحد عامل لك سحر لأنك ليس طبيعي.. بصراحة, , في العمل تمام ناضج يمكن, في الحياة ناضج , لكن الزواج هذا بكوكب آخر, لا يوجد شغل.. لا يوجد مدارس.. لا يوجد حياة اجتماعية, الانهيار كان أقرب بكثير لي من الحياة "

مها : استمعتم في مطلع الحلقة لصوت ضيفنا في بودكاست " صارت معي " بناء على رغبته بعدم كشف اسمه الحقيقي نظراً لحساسية القصة اخترنا له اسم "غريب", غريب هو صاحب التجربة الرابعة في سلسلة نقطة من أول السطر, في هذه السلسلة نتحدث عن التغيرات المفاجئة سواء كانت لأسباب متراكمة أو وليدة لحظة إلهام وشغف و القرارات الجذرية والبدايات الجديدة.

يخبرنا غريب عن أسباب تخلي زوجته عنه بعد زواج دام لأكثر من 15 سنة, كيف استطاع أن يبدأ من جديد بمفرده مع خمسة أبناء أكبرهم كان في سن المراهقة عندما حدث الانفصال, وأصغرهم هو طفل توحد, كيف تمكن إنه يغلق باب الماضي ويضع نقطة ليبدأ من أول السطر.

غريب : القصة صارت نضع بين قوسين بالوقت الأخير بسوريا من بداية الحرب إلى اليوم صارت تتكرر كثير, هي يمكن شبه حالة انشاء الله ما تطول, التغيير .. التركيبة.. لا أعلم نحن انكشفنا, لا اعلم إنه الظروف هي اللي غيّرتنا, اللي هوي التفكك الأسري, من كان سببه أياً كان سببه, الأساس دائماً نحن تعلمنا منذ كنا صغار إنه الأسرة هي الأساس, كانت دائماً ملجأنا الاسرة, وأنا مثلي مثل أي شب, سافرت إلى الخليج أريد أبني شيء جديد, خرجنا من مدينة صغيرة, بيئة صغيرة ريفية, على نهر الفرات تسمى ( الطبقة ), عائشين, سعيدين, أهلنا موظفين, كان أكثر شيء ممكن في الحياة نسعد منه إذا اشترينا قميص جديد.. أو إذا طلعنا رحلة, جاءت الفرصة بعد فترة, سافرت مثلي مثل الشباب اللي يريدون تحسين وضعهم, أنهيت الدراسة في الجامعة, بدأت اشتغل, لم يكن في هدف إلا شيء واحد أعوض أهلي.. أعوض أهلي.. أعوض أهلي.. نرجع لمبدأ إنه الأسرة الأساس, أريد تقديم لهم ما استطعت, مرّت فترة ربما فاتني القليل تأخرت بالزواج, لسبب إنه قصص الحب اللي بالجامعات تنتهي بمكانها, والسبب يكون 70 بالمئة مادي, 30 بالمئة الأهل, هنا أنت عشت فقط لمرحلة مادية, إنك تريد تنتقل للمرحلة اللي بعدها وهي تكون أسرة, للأسف كانت الخيارات ربما لأني مغترب صعبة, أنت في بلد الحياة الاجتماعية فيها هي محيط عملك للأسف, لا يوجد.. بسوريا مثلاً جارك .. عمك .. خالك.. طلعات.. , شغلك هو آخذ 80 بالمئة من حياتك, لحد ما وصلنا إلى مرحلة قالت الوالدة إنه لازم اتزوج, الآن سنة الحياة الزواج, في الأخير رشحوا شخص ما بإجازة لمدة شهر تريد أن تتعرف وتخطب وترتب .. لأن لا يوجد سابق تمهيد لهذا الموضوع.

مها : كم كان عمرك ؟

غريب : كان عمري 28.. 28 سنة, فكرت حالي ناضج ممكن بالاختيار, في العمل تمام ناضج يمكن, في الحياة ناضج , لكن الزواج هذا بكوكب آخر, بدأت الرحلة, لم يكن هناك سؤال, هي طبعاً قريبة, لم تكن معرفة لاء.. من الاقارب, زواج الأقارب التقليدي عادي جداً, بالمرحلة هذه كان في مرحلة تعارف بسيطة جداً, اذهب.. اخرج.. ضبط بيتك.. ضبط أمورك.. انت ستتزوج, وفعلاً هذا اللي صار, خلال فترة 3 شهور من أعزب إلى متزوج, ممكن الآن العبء الكبير هو النفسي, إنه أحضرت إنسانة من بيئة مختلفة تماماً لبيئتك, أنا متأقلم أساساً إلي 5 / 6 سنين, هنا كان فيه القليل من التقارب, كان يمكن التضحية أكبر منها هي, إنه صارت تقارن بالمعيشة المادية وجدت فرق, لكن المعيشة الاجتماعية في صعوبة كبيرة, فبدأت المشاكل من أول سنة للأمانة, حاولنا .. حاولنا.. حاولنا.., تعرفي المثل عنا " بكرا يصير أولاد تلتهي في الأولاد و تنسى المشاكل..", ومن هذا الكلام, أنا أريد أختصر المرحلة هذه لأنه لا يوجد حياة زوجية أكيد ماشية بانتظام, يمكن بدأنا بالولد غيّر كثير, الولد اللي بعده غيّر أكثر, صار في قليل رتم حياة, لكن رتم الحياة هذا هو طبيعي, لا يوجد شيء مني أو منها لا يوجد تغيير لاستمرار هذا الشيء, مفاجآت لبعضنا, تبادل مشاعر من اللي نتمناه أو نحلم فيه, انتهى أنت أصبحت مثل جدك.. مثل عمك.. مثل خالك.., ربما هم أحسن أيضاً, لكن القصد إنه أهم شيء عائش يومي أريد آكل.. أشرب.. نربي الأولاد.. نشتري بيت.. من الكلام هذا, كان يوجد إجازات ذهاب وعودة.. لا تخلو المشاكل, حتى جاءت 2011, بال 2011 كان عندي 5 أولاد, صارت الظروف البيوت اللي راحت.. راحت, الناس الي ماتوا.. ماتوا, هنا نحن انقطعنا عن السفر, صار التواصل فقط عن طريق وسائل التواصل, بالمرحلة هذه هنا الأولاد بدأوا يكبروا.. يدخلوا مدارس, هنا يبان فرق الأم المتعلمة الواعية عن الأم التقليدية العادية, لا أريد أن أحكي عن أشياء لم تكن ذنبها, لم يكن ذنبها أبداً إنه الأسرة لم توصلها إلى مرحلة .. او كانت ناضجة, وعلى فكرة كان الفرق بيني وبينها 6 سنين, ليس شيء كبير كثير, هي غير دارسة, غير داخلة جامعة ولا أي شيء, دراسة عادية للثانوي وخرجت, هنا صارت المعاناة إنه الأولاد دخلوا المدارس, طموحي اللي لم أستطع تحقيقه حاولت إنه بأولادي, رتم الدوام بالخليج أقل شيء 10 ساعات, ف انت يومك تريد تجيء إلى البيت الأشياء الصغيرة تعملها لكن الأشياء الكبيرة اللي هي دراسة الأولاد.. الاهتمام فيهم.. متابعة دروسهم.. صعبة قليلاً, بدأت هنا الخلافات قليلاً تزيد عن حدّها, حتى جاءت 2017, صارت الظروف لدينا هنا جداً المادية صعبة, ربما بلحظة إنه نغير المكان, يمكن يتغيّر شيء, أخذت العائلة وأوصلتها إلى تركيا, كان اكبر أولادي عمره 12 سنة, وأصغر واحد 4 سنين.

مها : بوجود طفل توحد وأبناء أكبرهم لم يتجاوز 15 سنة, خطوة الانتقال إلى تركيا غير سهلة, لكنها حصلت باعتقاد إنها ممكن تساهم في تخفيف الأزمة المادية اللي مروا فيها, على اعتبار إنه المعيشة في تركيا تكاليفها أرخص, طبعاً مع بقاء غريب في الخليج واستمراره بعمله.

غريب : ذهبنا إلى هناك بتشجيع من الأقارب.. الاصدقاء.., إنه هناك أجمل, حياة اجتماعية أفضل, هناك ممكن.. لكل الصفات.. الأشياء المبهرة اللي نحنا كنا نشوفها ونشاهدها, ذهبنا إلى هناك, قمنا بالأساسيات اللي هي البيت, المدارس, الأمور اللي لازم تستمر, الآن " تفضلي هذا المفتاح, هذه الخزنة وهذا كل شيء, الآن ب يدك.. الآن أنا مسلمك كل شيء ", طبعاً هو دائماً كان إنه " ما في ثقة.. أنا المسؤولية كيف أتحملها إذا أنت لم تعطني الثقة.. كذا.. كذا.. كذا..", "الآن لا يوجد مشكلة هذه الفترة اللي هي سوف تكون إلك ولأولادك.. الآن مجرد مصدر مادي, بالنسبة للحياة الاجتماعية انت سوف تتحكمي فيها.. المادية انت سوف تتحكمي فيها, أنا مجرد اعتبريني مصدر دخل فقط لا غير", بدأت الأمور لعلّ كان في حماس أول شيء وتشجيع وانبهار وفي حماس إنه يصير شيء, أنا كنت كل فترة بالسنة مرتين او ثلاثة أقل شيء أسافر لعندهم, هنا بدأت قليلاً قليلاً شعرت إنه في أشياء عم تخفى.. تخفى.. تخفى.., حتى وصلت لمرحلة بعد 3 سنين اكتشفت أشياء كبيرة كثير, لم يعد هناك مجال إنه انت ما تبحث عنها أو تسكت عنها, كان القرار هنا الصعب اللي هو مرحلة التغيير, مرحلة التغيير نعود ونبقى أولادي لابد إنه يعيشوا بين أب وأم طبيعيين, في مكان طبيعي الاب يأخذ دوره والأم تأخذ دورها, هنا كان الانقلاب إنه لا يمكن إنه هي ترجع للمكان اللي كانت فيه أياً كانت الاسباب, طبعاً انا لكي لا أكون ظالم هناك كثير أشياء ممتازة فيها وأنا في كثير أشياء سيئة فيّ, ربما لأننا لم نعرف.. لأنه التواصل بيننا ضعيف لم نعرف نحلها, وتدخل بعض.. البعض السلبي أيضاً ربما له دور كبير, لكن هنا أنا ربما كنت أراهن على شيء واحد إنه هو حب الأم لأولادها, هكذا أنا أفكر, إنه الام ممكن تضحي بكل شيء بالدنيا إلا أولادها, الصدمة الكبيرة شعرت إنه المجال هذا الخوض فيه صعب, تركته فترة بعيدين عن بعض, أخذت الأولاد, وبعدنا عن بعض, الأولاد في تركيا طبعاً, قلت لعلّ وعسى تغيّر.. تغيّر.. تغيّر.., لكن للأسف لم يكن يوجد هذا التغيير أبداً, طبعاً هنا وصلنا لمرحلة الكورونا نحنا, أنا خلص لم يكن لدي مجال أخذت الأولاد بأي طريقة وغادرت, طبعاً باتفاق وكل شيء إنه " خلص أنا بالنسبة إلي لا أستطع الاستمرار خذ أولادك واذهب, إما تتركهم عندي ", قلت لها "المشكلة هي إنه أترك الأولاد عندك ولحالك.."

مها : رجع غريب مع أطفاله على الخليج بحالة صعبة جداً.

غريب : هنا دخلت في مرحلة اكتئاب, لا يوجد شغل.. لا يوجد مدارس.. لا يوجد حياة اجتماعية, الانهيار كان أقرب بكثير لي من الحياة, أنا شخصياً أتكلم.. أنا هنا بالمربع لحالي مع 5 أولاد.. لا أعرف كيف أتعامل معهم.. لا أعرف أعمل شيء, لا أعرف أنا شخصياً من الناس اللي داخل البيت لا اعلم ماذا يحصل, طولت الفترة تقريباً 7 إلى 8 شهور, وصلت لمرحلة إنه أنا ما عندي إمكانية حتى إني أطعم أولادي, هنا انا قلت إما سوف انهار وأقع أنا وأولادي وننتهي من الحياة, وصلت لمرحلة إنه أريد أفكر بالانتحار خلاص.. لم يعد يوجد مجال إني أنا استمر, إما أنه أبدأ من اللي وصلت له حتى قبل أن أتزوجها اللي هي المرحلة 99 بالمئة, وإنه هؤلاء أنا الآن أب و ام وأخ وكلهم, إما نصعد سوا..إما تنتهي الحياة, طبعاً هنا على فكرة بعد ما جئنا ب 3 شهور أو 4 هي تزوجت, هنا انا خلاص حرقت المراكب اللي وراء, كان في بالي ممكن يصير تراجع.. ممكن يصير تردد, لكن دخلنا في مرحلة كورونا.. كورونا حطمتنا.. العالم كله, أنا بدأت رجعت كأني داخل إلى البلد من 20 سنة, رجعت أخرجت كل أوراقي.. معارفي.. شغلي.. ما هو اللي ممكن أنجح فيه ؟ كان هدفي الأول إني أغطي المرحلة المادية, المعنوية للأولاد صرت مستحيل إني أجلس معهم كل يوم في البيت, يومياً المفروض نخرج.. المفروض يذهبوا.. المفروض اللي يريد يلعب طابة.. يلعب طابة.. اللي يريد يتنزه يتنزه.. , خلاص رغم الظروف ورغم كل شيء والحياة, وصلت لمرحلة ضروري ابدأ, هنا المرحلة الأولى اللي عملتها إني لغيت كل شيء تواصل أو يذكرني, أنا اليوم خلقت جديد, الأولاد ولا مرّة قلت لهم لا تتواصلوا لديهم جوالاتهم ولديهم.. , هذا الشيء الغريزي والشيء الطبيعي لأنه تبقى أم أياً كانت سيئاتها أو حسناتها, ف جعلت القرار عندهم لم أحاول التدخل, بدأت فقط مركز بشغلي, كنت أشتغل 11 ساعة.. لاء أصبحت اشتغل 13 و 14 ساعة, لسببين إني أنا لدي التزامات كبيرة تجاه أولادي وبيتي, وتجاه ناس أخرين.. يوجد ناس وقفوا معي, المفروض ارد لهم الجميل, زائد كل واحد عنده عيلة ببلده بسوريا وراءه ناس بحاجته, كل المحيط اللي حواليّ انتبه عليّ.. انتبه عليّ وقت الانهيار وانتبه عليّ وقت الرجعة, قالوا لي انت إما عشقان.. إما أحد عامل لك سحر لأنك ليس طبيعي.. بصراحة, قلت لهم إما العشق عاشق أولادي.. أما السحر فهو مستقبلهم, هذا الكلام صار له بهذه الحالة 4 سنوات.. سنة انهيار لكن 3 سنين بناء وإلى اليوم, يوم الجمعة تقول لي يوم الجمعة الناس تنام إلى الظهر.. والناس.., أنا الرتم عندي من الساعة 5 إلى الساعة 5, لم يعد يوجد مجال إني أضيع أكثر, العمر يركض والخسارة كبيرة لكن العوض سهل غير صعب, لكن يحتاج شيء واحد فقط إنه انت فعلاً الماضي لا تنظر عليه نهائياً, أنا هذا الشيء اللي أفادني كثير, إني استطعت انسى ماضيّ.. أمحيه محي من الذاكرة وكل شيء يذكرني فيه, والأولاد صار عندهم قوّة أكبر من الأول.. كانوا لا يحكوا لي.. أعرف الأولاد لديهم كثير أشياء يعبرون بها للأم اكثر من الأب لكن صرت رفيق لهم صاروا يعبروا لي.

مها : نحن نستمع القصة من طرف غريب, وبالتأكيد لو نلتقي بأم أطفاله سوف نسمعها بطريقة مختلفة, خاصة إنه ممكن بالظاهر يكون الحكم عليها إنه ما هذه الأم اللي تخلت عن عيلتها بالسهولة, لكن ممكن يكون غير سهل, ربما واجهت كثير أشياء صعبة, أحببت اسمع من غريب المبررات اللي خبرته إياها.

غريب : مبرراتها إنه أنا لست جيد معها.

مها : من أي ناحية ؟

غريب : أنا دائماً أحكي إنه ولا مرّة قلت إنه أنا أفضل منها..  ولا قلت إنه أنا رجل مثالي, لكن المشكلة إنه نحن لا نجلس لنحكي.. دائماً الكلام اسمعه من الخارج, طبعاً المحاولات كثير.. كثير.. كثير.., طبعاً أنا لا أبرر, يوجد شيء سبحان الله أحياناً مثلاً طلاب مدارس تدخلي تعطي الدرس 70 بالمئة يحفظوه.. المرة الثانية 90 بالمئة.. في الآخر يوجد 5 بالمئة, ربما أنا من ال 5 بالمئة من البشر اللي لم يستطع يتفاهم مع زوجته, وهي أيضاً من 5 بالمئة من البشر اللي لم تستطع التفاهم معي, طبعاً هي قالت كلمة " أنا ما عشت حياتي ", قلت لها تمام حقك لكن أنا لم يكن لي ذنب, انت جئت على ظرف تعرفيه, وممكن هي معها حق.. أنا هكذا وضعي.. أنا مفروض أعيش في هذا المكان كرمال أشتغل لأن هكذا ظرفي, في كثير ناس ذهبوا مثلاً لأوروبا لنفترض.. في ناس ندمت وفي ناس انبسطت.. في ناس أخذت قرار صح وفي ناس أخذت قرار غلط.. في ناس بقيت نادمة إنها لم تسافر وفي ناس سافرت نادمة لماذا سافرت, كل الأسباب هذه هي من ضمنها.. من ضمن المجتمع, هي صحيح لم تأخذ الشيء الذي تطمح له كل بنت ممكن.. ممكن جداً, و على فكرة أنا لا اضع اللوم عليها.. أنا أضع اللوم 70 بالمئة عليّ.

مها : بما إنه أنتم من بداية زواجكم شاعرين إنه الامور ليست 100 بالمئة تمام, سواء فكرياً أو حتى عاطفياً أو .., لماذا جلبتم أكثر من طفلين أو ثلاثة, لأن المتعارف عليه ثلاثة, لماذا خمسة ؟

غريب : كنا نريد 6 / 7..

مها : الأطفال جميلين, عندما توجد البيئة المناسبة الأطفال جميلين, لكن القصد طالما لا يوجد وفاق.

غريب : , كنا نفكر إنه هؤلاء سوف يكونون سبب الترابط الأكثر.. الاهتمام أكثر يكون في تركيز أكثر, هكذا كان والله التفكير, ربما هو بالمنطق لم نكن نعلم ماذا يختبئ لنا, لو أعود إلى قبل أقول لاء طفلين أو ثلاثة تربيهم صح وببيئة سليمة أفضل من 10 ويتشردوا, أنا بالمطلق مع اي شخص يفكر بهذا التفكير, لكن انتهى.. نحن وصلنا إلى المرحلة هذه كان الوضع مستقر.. كانت الأمور ماشية.. الأولاد يكبروا.. نهتم فيهم.. نعيش.. , لكن كانت المفاجئة ربما وجدت شيء كان طموح إلها مختبئ في قلبها وشعرت إنه لاء حياتها.. , وأنا على فكرة أحياناً أكون منصف كثير أقول والله إنها بطلة قدرت تأخذ قرار, تغلّبت على العاطفة.. تغلّبت على الغريزة.. تغلّبت على.. , صح أو غلط لن أناقش فيه, لاحقاً ربما تأتي لي.. بالرغم من إني دفنت الماضي لكن أحياناً تلتقي مع شخص مشترك.. قريب.. نحنا في الآخر أولاد مجتمعنا أقارب يحضرون سيرة " شوف حالتها.. شوف .. ", أنا فوراً أقف لا أعطي لعاطفتي دور وأقول لاء انتهى.

مها : كم دام زواجكم تقريباً ؟ كم سنة ؟

غريب : 16 / 17 سنة.

مها : خلال السنوات وخلال الحمل والولادات والحياة, من كان يوجد أطراف سواء من العائلة أو الأصدقاء قريبين منكم ؟ تعلم المرأة بعد الولادة تصاب بالاكتئاب.. تتعب.., من كان يقف جنبها مثلاً اجتماعياً أو معنوياً ؟

غريب : بالولادات كلها أنا اللي أنام عندها.. أنا اللي أراعيها في المستشفيات, لم يكن أحد من أقاربنا في المستشفى في يوم ولادة.. ولا مرّة, هي تعرف إن كان أثناء الحمل أو بعد الولادة المرحلة هذه وتعرف مدى تعلقي إنه إذا طلبوا لبن العصفور إن كانت هي أو الأولاد في هذه المرحلة... , كانت المشكلة لدينا شيئين.. اللي لديها في قلبها يطلع خارج البيت, تجد المتنفس خارج البيت.. خارج أشخاص.. داخل البيت شخصية ثانية.. شخصية متذمرة.. يوجد شخصية متذمرة, توصل إلى مرحلة الانفجار بعدها بعد ساعتين / ثلاثة.. يوم / يومين تجديها تراجعت " أنا كيف أريد أخرب بيتي.. أنا كيف ... ", أنا من الناس اللي كثير تشاهديني مثلاً لا أكترث.. لا أكترث ... , لكن تأتي لي لحظات انفجار أيضاً وهذا غلطي, أنا من الناس اللي أعترف إنه يوجد عندي لحظات غضب كثيرة لكن بأوقات متباعدة.. غير دائمة.

مها : دعنا نحكي عن المرحلة اللي نفضت الركام عنك وبدأت من جديد, مراهقين أولادك.. أعمار مراهقة, أعمار حساسة جداً وانت بالظروف هذه النفسية والمادية, أنا أحب أسمع قليلاً عن التحديات اللي واجهتها, كيف استطعت ؟ كيف إنسان بهذه الظروف وبهذه النفسية المتعبة استطاع أن يحمل 5 اولاد يوجد منهم واحد طفل توحد ويبدأ من الصفر ؟ ماهي التحديات ؟ كيف استطعت ؟ كيف كنت تقوي حالك ؟

غريب : كان اكثر شيء.. أحكي لك شيء.. انام معهم كلنا في غرفة واحدة مثل ايام زمان, نضع الفرشات وننام الأولاد كلنا وأهالينا.. لا يوجد غرف نوم ولا جناح ولا ... هكذا, ثانياً جلسات البيت قليلة, أعلم هوايات أولادي, هذا يحب كرة القدم.. سجل في الكرة.. اذهب إلى الكرة, الثاني نفس الشيء, البنت تحب تشاهد مثلاً مسلسلات البنات الصغار.. ليس لديها اصدقاء بعمرها.. سنتين لا يوجد مدارس, هذه البنت أخذتها أكثر شيء.. صرت أعطيها هي للأسف.. أنا دائماً بيني وبين نفسي هذا الحكي إنها تصبح أم قبل وقتها.. باللاشعور بالغريزة تصبح أم بالأخص لإخوتها الأصغر منها.. هي في المنتصف بينهم, ألاحظ إنهم يطلبون منها أشياء تفعلها أصبحت بالروتين, يؤذيني هذا الشيء, لكن لا استطيع أن أفعل شيء, يوجد عندي مساعدة بالبيت على فكرة تساعدنا في الأمور الثانية, لكن لا تعوض عن الأب ولا عن الأم ولا عن شيء.. هذا موجود, انتهت أول مرحلة كانت صعبة.. لباس.. أكل.. كيف الاهتمام.. الذهاب.. العودة.. , مرت هكذا خربطة لكن لاحقاً أصبح روتين بصراحة.

مها : هم بهذا العمر ظهرت عليهم تقلبات.. تغيرات بالمزاج.. أطفال مراهقين نفسياتهم تتأثر, هذا عمر بناء الشخصية, فكرت بحلول مثلاً تتوجه لمختصين أو لاء حاولت انت دائماً بينك وبينهم تواصل دائم ؟

غريب : لاء, يوجد لدي هنا بعض الأقارب مثلاً لديهم أولاد مفتوح لهم إنهم يحكوا.. مفتوح لهم إنه مثلاً يصادقوا لكن بمراقبة, لا يوجد معالجة نفسية ولا أي شيء, نتخانق مثل أي أب وأولاده ونضحك مثل أب وأولاده.. نخرج إلى مطاعم و نذهب ونأتي.. , هم قليلاً قليلاً أصبحت عندهم القناعة إنه نحن دخلنا بيئة جديدة, والولد يتأقلم أسرع بكثير من الكبار, مرّت عليهم فترة اكتئاب أكيد وأشاهدهم أنا, لكن حاولت إني لا آتي بشكل مباشر, إنه " تعال ولا تزعل وانت... وانت رجل وانتبه .. ", هذا الحكي انتهى, نحن كنا نسمعه أتذكر إنه " أنت ضروري تعمل.. و انت ضروري تعمل.. ", كنت في داخلي أقول " يا رجل متى تسكت.. متى تسكتي.. ", وهذا شيء طبيعي الطفل, صرت أتركه يتصرف وأراقبه من بعيد, يعني مثلاً ممكن يطلب 5 طلبات ألبي له 3, حالياً صار يعرف إنه "أبي لا يرفض لمجرد الرفض.. يوجد أسباب", حالياً الحمد لله حتى ممكن وصلت لمرحلة ثقة.. أنا أريد الثقة, حتى حين تأتي سيرة أمهم أقول لهم " بكرا تكبروا وفي يوم من الأيام سوف ترونها وتقابلوها ولو لدي مجال حالياً أسافر وممكن تزورونها " لذلك ليس لدي حتى العاطفة إنه لاء ماتت وانتهت من الحياة.

مها : ما هو حكمهم ؟ إذا يوجد حكم جماعي من قبلهم أو لاء كل واحد عنده رأي بالقصة اللي صارت ؟

غريب : هم عاشوا آخر مرحلة هناك وكانوا أنا ربما مستغرب وربما أنت تستغربي, كان كله مؤيد يأتي ويريد يرجع معي, أنا في كلمة حكاها لي ابني الكبير قال لي " بابا مستحيل أنا أبقي إخوتي يكملوا هنا ", إلى اليوم لم أساله لماذا ؟ لا أريد.

مها : عمر غريب حالياً 48, سألته لو رجع فيه الزمن لعمر ال 28 ماذا يتمنى ؟ جاوبني بأنه يتمنى لو إنه ما تغرب عن أهله وبلده ويقول لكم أيضاً هذه الكلمتين.

غريب : إذا لم تحب لا تتزوج أمانة, لكن لا تحب شهر, تأخر في الزواج وحب وعاشر وبعدها تزوج, وأكثر من طفلين لا تجلب.

مها : شكراً لاستماعكم واهتمامكم, للمشاركة أو الاستفسارات تواصلوا معي عبر الواتس اب 00971568531592 , موعدنا في بودكاست " صارت معي " يتجدد الاسبوع القادم بتجربة جديدة, إلى ذلك الوقت ابقوا بخير واستمعوا إلينا دائماً من خلال موقعنا akhbaralaan.net  وجميع منصات البودكاست.

رافقتكم في هذه الحلقة في الإعداد والتقديم مها فطوم

الإخراج الصوتي محمد علي

الهوية البصرية من تصميم مديحة طه

إلى اللقاء


قائمة الحلقات

  • كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟
    مها فطوم

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟

    كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟ عمار نفاع مضيف طيران سابق بخبرة تزيد عن 11 سنة، يشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا شغل" تفاصيل ومعلومات عن عالم مهنة مضيف الطيران وبعض أسرارها ...

  • القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها
    مها فطوم

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها

    القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها الريم الهناوي شابة إماراتية عمرها 23 سنة، توجهت للعمل كباريستا في واحدة من أشهر الكافيهات بالعالم بعد أن قررت عدم متابعة دراستها الجامعية. تشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن ...

  • معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى
    مها فطوم

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى

    معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى الشيخ أحمد عودة والشيخ حسين سليمان سوريان مقيمان في لبنان، بالإضافة لعملهم الأساسي في التعليم الديني يقدمون خدمة تغسيل الموتى منذ سنوات طويلة ، شاركونا في بودكاست صارت معي ...

  • لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟
    مها فطوم

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟

    لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟ ليلاس مكي متخصصة في الموارد البشرية وعلى منصات التواصل الإجتماعي كريمة جداً في نصائحها للباحثين عن عمل والراغبين بتطوير أنفسهم مهنياً، شاركتنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا ...

  • تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي
    مها فطوم

    تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي

    "خفايا شغل" سلسلة حلقات في بودكاست صارت معي نستضيف فيها أشخاص من مهن وخدمات مختلفة ليخبرونا أسراراً لا نعرفها كأشخاص خارج مجالهم وكواليس تحصل أثناء ممارسة المهنة بالإضافة إلى مواقف طريفة وغريبة حصلت معهم. إعداد ...

  • كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟
    مها فطوم

    كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟

    غالية تركي صبية سورية فلسطينية مواليد 1991 مقيمة في الإمارات منذ عامين وتعمل في مجال إدارة المشاريع التسويقية والخدمات الإلكترونية، تشاركنا في بودكاست صارت معي تفاصيل تجربة قاسية وصلت فيها للموت بسبب التنمر وعدم تقبل ...