مايا: أحب الأطفال لكنني لا أريد إنجابهم
مايا (21 سنة)، شابة سورية طالبة هندسة معلوماتية في دمشق وهي ضيفتنا الثالثة في سلسلة حلقات لا إنجابيين تخبرنا سبب انحيازها ل اللاإنجابية منذ طفولتها وعن أبرز المواقف والأحداث والمصادر التي أثرت في خياراتها. إعداد وتقديم: مها فطوم
راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة
ما العوامل والظروف التي ساهمت بانحياز مايا ل اللاإنجابية؟
ما المصادر التي عززت مفاهيمها عن الإنجاب؟
كيف تواجه الإنتقادات؟
هل ستغير رأيها إذا قررت الزواج؟
مايا، شابة سورية طالبة هندسة معلوماتية في دمشق وهي ضيفتنا الثالثة في سلسلة حلقات لا إنجابيين ضمن بودكاست صارت معي، و اللاإنجابية هي التوجه الرافض لإحضار مواليد جدد للحياة بإرادة مطلقة وهو مختلف عن العقم الذي يعتبر حالة طبيعية خارجة عن إمكانية الأشخاص وعن التعفف أي عدم ممارسة الجنس.
تخبرنا مايا (21 سنة) عن سبب انحيازها ل اللاإنجابية منذ طفولتها وعن أبرز المواقف والأحداث والمصادر التي أثرت في خياراتها.
إعداد وتقديم: مها فطوم
جزء من الحلقة:
نص الحلقة :
" أطفال تجلب إلى هذه الدنيا كوسيلة ! الغالبية العظمة يجلبوا أطفال كوسيلة, وهذا الشيء بحد ذاته هو شيء غير أخلاقي "
" الإنجاب هو عقد باطل تم بموافقة شخصين وشخص ثالث لم يتم اتخاذ رأيه "
" أنا متى أظلم أولادي ؟ حين أجلبهم على هذه الحياة وأعيشهم حياة ليست جميلة, أنا أكون ظلمتهم ولكن أنا كيف أظلمهم وأنا أساساً لم أجلبهم, بمعنى أنا كل هذه المقامرة لا أريد دخولها "
مها: سمعتم صوت ( مايا ), صبية سوريّة طالبة هندسة معلوماتية في دمشق, وهي ضيفتنا الثالثة في سلسلة حلقات " لا إنجابية ", واللاإنجابية هي التوجه الرافض لإحضار مواليد جدد إلى هذه الحياة بإرادة مطلقة, وهو مختلف عن العقم الذي يُعتبر حالة طبيعية خارجة عن إمكانية الأشخاص, أو التعفف بمعنى عدم ممارسة الجنس, وصلني مع مايا صديق مشترك على أنستغرام حين نشرت في الستوريز إنه أريد أشخاص لا إنجابيين يسجلون معنا حلقات في البودكاست, وأنا لدي قناعة طالما هناك أصدقاء أدلوني إليها وخطرت مايا على بالهم فوراً حين جلبنا سيرة اللاإنجابية معنى ذلك الموضوع جدّي بالنسبة لها وتجربتها تستحق إنه نسمعها, مع إني للوهلة الأولى حين علمت إنه عمرها 21 سنة فقط ترددت قليلاً كون بهذا العمر القناعات تبقى بحالة تشكّل وتبدّل مستمر, وعلى فكرة بخصوص نقطة تشكّل الأفكار عابد ضيف حلقتنا السابقة ذكر شيء بهذا الخصوص ظريف جداً ومنطقي, أما مايا سنستمع منها اليوم لماذا وكيف ومتى بدأت تنحاز للاإنجابية.
مايا: بالفعل أنا أُعتَبَر بعمر صغير وحتى علمياً مخ الإنسان يبقى يتكون لعمر 25 يستمر يغير قرارات بحياته, ممكن بأي لحظة الإنسان يتغير, فعلاً أنا أغلب الناس حولي يعرفوا هذا الشيء عني إني أنا لاإنجابية, حتى عائلتي رغم كراهيتهم الشديدة للموضوع نوعاً ما يقتنعوا معي أحياناً, أو يكرهوا الشيء وانتهى لكن نوعاً ما متقبلين لي مثل ما أنا.. أنا أفكاري, أنا اللاإنجابية بدأت معي بحياتي من صغري بمعنى أنا منذ كنت طفلة صف أول وثاني كنت دائماً أفكر.. كان دائماً هناك أسئلة وجودية إنه لماذا نحن هنا لماذا ؟ من صغري كان لدي نظرة عن الحياة إنه هي عبارة عن إنه نُوجد.. نُخلق.. نذهب إلى المدرسة.. نتخرّج.. نتزوج.. نجلب أولاد.. نموت, أولادنا يجب يعملوا نفس الشيء, يجب يأتوا إلى الحياة.. يجب يدرسوا.. يتخرجوا.. يتزوجوا.. يموتوا.. , كان لدي هذه النظرة عن الحياة من عمر جداً صغير, أنا حالياً حين أجلس بيني وبين نفسي أتذكر تلك الأيام أنا بالفعل كيف كان يخطر لي هذه الأشياء, هو بدأ معي هكذا يعني, من جلساتي الطويلة بيني وبين نفسي, جداً أجلس أفكر بالموضوع من ناحية منطقية, أحاول أجد سبب مقنع, أنا أضع عواطفي كلها على جنب, أُجنّب عواطفي إني أحب أتسلى.. أحب أرى أصدقائي.. أحب عائلتي.. أحب الدراسة.. , أُجنّب كل هذه الأشياء وأقول " حسناً لكن لماذا ؟ ماذا أفعل هنا؟ وبعدين؟ أنا بكل الأحوال سأموت مثلاً ", لذلك من هنا بدأت معي فكرة إنه أنا أريد أتبحر بهذا الموضوع أكثر, فبدأت بهذا الموضوع دعينا نقول بدأت فيه كفلسفة, حاولت آتي إلى الإنجاب كفلسفة, هل هو بالفعل شيء عادي؟ هل يوجد هدف حقيقي من الحياة؟ هل يوجد شيء منطقي من الحياة؟ هكذا, بدأ معي الموضوع كفلسفة ومنطق بهذا الشيء.
بعض الناس تعتقد إني أنا متشائمة " والله مايا أنت متشائمة, أنت واحدة سوداوية لذلك أنت لا تحبي الأطفال.. _ علماً إني أحب الأطفال على فكرة _ لأنك تكرهي الحياة.. لأنه أنت أصبحت لاإنجابية.. " لاء.. ليس لهذا السبب, لأنه أنا أساساً حين أناقش نفسي بهذا الموضوع أنا لا أرى هذا الشيء من منظوري الشخصي ليس من عواطفي يعني, أنا أجلس أنظر إلى الموضوع بتجرد كامل, وأنا لست متشائمة وأنا لا أكره حياتي بالعكس على فكرة أنا أعتبر شخص متوازن جداً بهذا الموضوع, لذلك هذه من أكبر المغالطات التي تقال لي " أنت مايا متشائمة لذلك أنت لاإنجابية " , لاء.. هناك لديك جداً أسباب مقنعة للإنسان يكون لا إنجابي مثلي أنا مثلاً أراه شيء غير منطقي دعينا نقول.. أنا أراه غير منطقي, وإذا أردنا نأتي فلسفياً على حسب أنا ما قرأت بالفلسفة إنه ( بالمدرسة الأخلاقي ) الإنجاب هو عمل غير أخلاقي من عدة وجهات نظر للفلاسفة.
وهناك شيء أنا أكرهها جداً بالناس بمجتمعنا أو سواءً بالوطن العربي كله إنه لديهم الإنجاب كأنه هو وسيلة أكثر ما هو هدف بحد ذاته, تأتي واحدة مثلاً تقول لك " أنا أريد أنجب لكي زوجي لا يطلقني ", يأتي هو يقول لك " أنا أريد أنجب لكي ابني يأخذ الورثة هو لا يأخذونها إخوتي ", لذلك أنا شخصياً رأيت ربما مئة بعيوني إنه أطفال تجلب إلى هذه الدنيا كوسيلة, نادراً جداً حتى صدفت بحياتي شخص أنجب طفل لأنه هو يريد هذا الطفل.. لأنه يحب هذا الطفل.. نادراً ما رأيت هذا الشيء, الغالبية العظمى يجلبوا هؤلاء الأطفال كوسيلة, وهذا الشيء بحد ذاته هو شيء غير أخلاقي, أنت تجلب طفل Out of nowhere ( من حيث لا تدري ) كما يقولوا شخص لا أحد يعرف أين كان تجلبه سبب مصالحك الشخصية أنت.. سواء ملك جلب وريث على العرش.. سواء امرأة جلبت ابنها لكي يعيلها مستقبلاً.. إلى آخره, هنا العمل غير الأخلاقي بحد نفسه, هنا العمل الأناني.
مها: ذكرت مايا إنه هي منذ الطفولة كانت تجلس مع نفسها وتفكر, فسألتها عن طفولتها والأشياء التي كانت تحدث من حولها, وكانت بمثابة مفاتيح أو دعوة لها لتتبنى هذه الأفكار حين كبرت.
مايا: الشيء المثير للاهتمام هنا إنه كثير هناك ناس لاإنجابية بدأ معها الموضوع إنها كانت تعيش حياة قاسية.. طفولة قاسية لذلك لا يريدون يجلبوا أحد يتعذب معهم, أنا اللي حصل معي نوعاً ما مختلف, بالنسبة للوقت الذي كنت لوحدي فيه هذا كان عبارة عن روتين نوعاً ما, أنا ليس لدي إخوة أبداً أبداً, طوال حياتي عشتها مع ماما تقريباً يعني بابا كان كل الوقت مشغول لذلك كنت نادراً حتى أشوفه وقليل جداً مقارنة مع باقي الأطفال, لذلك كان عندنا هدوء في البيت, العالم يشعروه مُرعب لكن أنا الهدوء أعشقه فبسبب هذا الهدوء والوقت الكبير الذي عندي إياه حتى أنا أجلس وأفكر.. كنت دائماً كذلك, كان لدي تلك المساحة مع نفسي, حتى من عمر صغير كنت أقول لماما " أنا لا أريد أخرج مع أصدقائي.. لا أريد أخرج ألعب معهم.. أريد أبقى أنا وإياكِ " كنت دائماً أجلس مع ماما وأطرح عليها أسئلة كثير " ماما البحر من وضعه.. ماما من وضع الغيوم.. ماما من كذا.. لماذا هكذا.. " مثل أي طفل أجلس أسأل كثير لكن أسئلتي كانت نوعاً ما شائكة ربما, هكذا.. أنا هذه شخصيتي من صغري _علماً إنني لست انطوائية على فكرة_ بالعكس أنا الآن لا أجلس مع نفسي.. لست انعزالية مثل ما يقولون لي, لاء.. أنا أذهب وآتي لكن يعني أفضل إني أجلس مع نفسي وأفكر مع نفسي أكثر من إني أخرج مشوار مثلاً بصراحة, ماما لحد الآن تجلس تتذكر بمعنى " صحيح مايا أنت لماذا كنت تسأليني هكذا أنت صغيرة ؟.. مايا أنتِ جدياً لم تكوني طبيعية كيف كان يخطر لك هكذا أسئلة ؟ " لذلك هذه هي طفولتي, طفولتي لم تكن سيئة, علاقتي مع عائلتي جميلة صراحة.. مع ماما خصوصاً علاقتنا جداً جميلة, فأنا لم يكن لدي طفولة قاسية, صحيح كانت هادئة جداً.. كانت رائقة جداً.. هذا الشيء ربما أحد غيري لن يحبه لكن أنا لم أكن أكره صراحةً يعني تعودت عليه أستطيع القول, كنت أحب هذا الهدوء صار جزء من روتيني حتى صار جزء من شخصيتي, أصبح الوقت إني أجلس مع نفسي فيه أسرح بالساعة صار جزء من حياتي الروتينية, لحد الآن.. أكون جالسة بتجمعات العائلة أقول لهم " عن إذنكم قليلاً أريد الدخول لغرفتي " أدخل إلى غرفتي أبقى تقريباً 5 ساعات فقط هكذا أسرح وأفكر..
مها: سألت مايا عن أبرز الكتب التي قرأتها وأثرت بها بما يخص موضوع اللاإنجابية.
مايا: أكثر شيء أثر فيّ ك كتاب هو كتاب ل David Benatar (Better Never To Have Been ) أستطيع أقول هو أكثر كتاب قرأته عن موضوع اللاإنجابية وأكثر شيء أثر فيّ, قرأت مثل ملخصات أو مقتطفات من كتب ثانية مثل ( الجين الأناني ), هكذا أتكلم فقط عن كتب اللاإنجابية أما ك كتب فلسفة فقرأت أشياء ثانية, لكن أكثر الكتب التي أثرت فيّ في هذا الموضوع أو جعلتني بالفعل أقتنع فيها أو أتأكد من فكرتي هي هذا الكتاب.
مها: وكونها عبّرت جداً عن إعجابها بالكتاب أحببت أعرف منها أبرز فكرة يركّز عليها.
مايا: يطرح فكرة أن أي حالة إنجاب هي حتماً ضرر حتى لو كان الطفل سيعيش حياة رفاهية, يعني إذا شخص يريد أن يأتي إلى الحياة سوف يعاني من ألم وسعادة, إذا كان يوجد في حياته ألم فهو شيء سيء, أما إذا كان بحياته يوجد سعادة فهو أمر جيد, لكن إذا الشخص لم يوجد بهذه الحياة هذا يعني غياب الألم عنه وهو حتماً أمر جيد, أما لو جاء هذا الإنسان إلى الحياة وأصبح هنا وغابت عنه السعادة فهو أمر سيء حتماً, ويذكر هذا الشيء بجملة أنا شخصياً أحبها جداً والتي هي " غياب الألم هو أمر جيد حتى ولو لم يكن هناك شخص غاب عنه الألم, أما غياب السعادة هو أمر سيء فقط إذا كان هناك شخص قد غابت عنه السعادة " بمعنى بهذه الطريقة يتكلم بهذه الجملة, يعطي مثال أنا جداً أحبه شخصياً إنه إذا تخيلنا أشخاص افتراضيين على سطح المريخ.. إذا نظرنا إلى كوكب المريخ نقول لا يوجد كائنات على كوكب المريخ ستعاني من الألم وهذا شيء جيد يعتبر, إذا لا يوجد كائنات ستعاني من الألم يعني لا يوجد كائنات على المريخ ستعيش لحظات سعادة, وإذا لا يوجد كائنات تعيش على المريخ لحظات سعادة فنحن لن نشعر بشيء ناقص, لن نقول " للأسف هذه الكائنات على سطح المريخ التي كان ممكن تعيش برفاهية وتسعد وتأكل وتشرب إنه للأسف لم يوجدوا".
مها: أفكار الكتاب عبّرت عن بالضبط عن أسباب انحياز مايا للاإنجابية.
مايا: كثير هناك عالم تجلس تناقشني مثلاً وتقول لي " يا مايا أنتِ معقول حين تكبرين ويصبح معك جداً مال وحياة جميلة وبيت وسيارة معقول تظلمي أولادك وما تجلبيهم إلى هذه الحياة ! ألست ظالمة أنت هكذا ؟ " فأنا هذا الكتاب جداً ساعدني حتى أرُد على هؤلاء الناس, أنت كيف تريد تظلم شخص غير موجود ؟ أنا لا أستطيع أظلم شخص غير حتى أجلبه, أنا متى أظلم أولادي ؟ حين أجلبهم على هذه الحياة وأعيشهم حياة ليست جميل, أنا أكون ظلمتهم ولكن أنا كيف أظلمهم وأنا أساساً لم أجلبهم, بمعنى أنا كل هذه المقامرة لا أريد دخولها, من وجهة نظري هي مقامرة بحتة, بمعنى أنا مثلاً ممكن أجلب هذا الولد.. ممكن أنا أموت بالولادة.. ممكن أنا أصبح فقيرة حتى لا أمتلك مال أطعمه.. ممكن.. ممكن.. ممكن كل شيء, حسناً أيضاً هناك احتمال أعيش حياة جميلة لكن هذا الشيء يصبح 50 / 50 بمعنى أنا احتمال هكذا واحتمال هكذا فلماذا حتى أدخل هذه المقامرة من الأساس ؟ لماذا حتى أقامر بروح إنسان ؟ بحياة إنسان هو لم يطلب إنه يوجد أساساً, حتى أبو العلاء المعري يقول شيء بوجهة نظره بما معناه " الإنجاب هو عقد باطل تم بموافقة شخصين وشخص ثالث لم يتم اتخاذ رأيه " لذلك بوجهة نظره هو عقد باطل, وأنا وجدت هذا الشيء فعلياً, نحن لا نستطيع أن نسأل هذا الطفل إذا يريد يأتي أو لاء.. لا نستطيع سؤاله.. هذا الشيء خيالي جداً نحن لا نستطيع سؤاله.. بالتالي إذا أنا لا أستطيع سؤاله أقرر إني أجلبه ! أنا لا أستطيع سؤاله فبالتالي من دونها كلها لهذه المقامرة وخلاص.. بما إني لا أستطيع سؤاله فأنا سأقصّر الشر وما أجلبك.
مها: أكيد تسمع كلام من نمط _ بعدك صغيرة يا مايا وحين تكبري ربما تغيري رأيك _ .
مايا: أنا بالنهاية لا أعلم بالغيب, لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يصبح معه مستقبلاً, لكن أنا حالياً بالوقت الحالي أنا حالياً مايا مقتنعة بهذه الأفكار.. أحبها.. أتمنى من قلبي أنها تبقى لأنه بالنسبة لي جداً منطقية بغض النظر عن لاحقاً.. أنا الآن مقتنعة بهذا الشيء وأتمنى يبقى هذا الشيء يعني, ولا أتوقع.. ما أظن أبداً إنه تتغير قناعاتي.. لا أظن, هذه من وجهة نظر أنا لا أشعر إنها ستتغير.
مها: وماذا ترد مايا لمّا أحد يخبرها إنه الإنجاب حرية شخصية.
مايا: حريتك الشخصية هي تكون بأشياء تخصك أنت, بمعنى حين تدخل مشروع عمل فاشل.. حين تقامر بأموالك الشخصية.. حين تغامر بحياتك.. هذه حريتك الشخصية كما تحب, مثلاً أنا لا أذهب إلى صديقتي وأقول لها أعطني مالك لأن أريد أدخل مشروع وهذه حريتي الشخصية ! لاء.. هذه أموال صديقتي ليست حريتي الشخصية, نفس الشيء.. أنت تجلب كائن وتقول لي إنها حريتك الشخصية وهو كائن.. كيان بنفسه, يعني لا تسطيع تقول لي حريتك الشخصية لأن هو بني آدم كامل ووعي كامل غيرك أنت.
مها: بعض الناس يعتبروا الناس اللاإنجابيين هم أشخاص ملحدين, لأن حسب رأيهم إنه الإيمان بالكتب السماوية وتنفيذ الأوامر الإلهية يفرض علينا الإنجاب حسب اعتقادهم, علماً إنه بحلقة دينا وسيف الحلقة الأولى من سلسلة لاإنجابيين سمعنا منهم وهم زوجين مسلمين وملتزمين دينياً.. سمعنا منهم حجج منطقية تثبت إنه الله لم يأمرنا بالإنجاب.
مايا: أنا قبل ما أناقش أي أحد بهذا الشيء.. أنا لا أناقش أي أحد, بصراحة تامة أنتِ لا تسطيعي تحضري شخص كبير بالعمر عجوز تفكيره قديم جداً تجلسي تقولي له أنا لاإنجابية و ( David Benatar ) قال ذلك.. أكيد لن أقول له ذلك, هذا شخص عجوز بالنهاية صعب تجلسي تشرحي له مثلاً, لذلك حين أحد يريد يناقش شخص هكذا موضوع يجب على الأقل يكون أساسيات للحوار, الشخص اللي أمامه واعي, الشخص اللي أمامه عقلاني, وليس متعصب.. هذه أهم نقاط للحوار حتى الشخص يستطيع يدخل مجادلة مع شخص ما, لذلك هؤلاء الذين يقولون لي الله هكذا قال ولا أعلم ماذا.. أنا بصراحة تامة إني أقصر الحديث لأنه أنا لا أدخل بنقاشات دينية _ علماً إني أنا لست ملحدة _ هذه أهم نقطة أحب أركز فيها, فعلاً أي أحد يرى تفكيري هكذا يقول لي " أنتِ أكيد ملحدة.. أنتِ لو تؤمني كذا.. " فعلاً, لكن أقول له " لاء.. أنا لست ملحدة لكن انا بنفس الوقت أحب أفكر بمنطق ", هكذا يعني.. لن يكون لدي ردود على الدين.. أنا بكل بساطة لا أتناقش معهم لأني لدي كثير أساسيات للحوار من وجهة نظري.
مها: والد مايا ووالدتها منفصلين عن بعضهم, سألتها إذا حياتها كطفلة طلاق ساهمت بشكل أو بآخر على قرارها بعدم الإنجاب.
مايا: لا يوجد شيء يحدث بحياة الإنسان من هو وطفل صغير حتى إلا و سيؤثر بشخصيته عندما يكبر ويؤثر بقراراته المستقبلية, بمعنى أكيد اللي حصل هو فعل شيء بشخصيتي لكن أنا مثل ما ذكرت هذه النزعة موجودة فيّ من عمر أصغر بكثير من وقت حدوث هذه الحادثة, من وقت ذكرت لك كنت صف أول / ثاني أنا كنت اشعر هناك شيء غلط, لذلك هذا الشيء بدأ بعمر أصغر بكثير من هذا الشيء, هذا الانفصال اللي صار صراحة لم يؤثر عليّ لهذه الدرجة الكبيرة, هو أكيد أمر محزن.. أمر مؤسف.. لكن أنا جيدة.. هذا الشيء ممكن يحدث, على العكس أنا قبل ما يحدث الانفصال أنا كنت أعرف عن اللاإنجابية وقارئة عنها, لذلك حين انفصلوا قلت " حسناً لماذا كل هذا الإزعاج ؟ لو لم أُنْجَب لم أكن سأعيش هذا الشيء.. لم أكن سأعيش الذهاب والإياب يوم هنا ويوم هناك.. " لذلك أخذت الموضوع ليس بناحية عاطفية بمعنى لماذا كل هذا الإزعاج ؟ هكذا كانت وجهة نظري عن الموضوع إنه لا داعي لهذا الإزعاج كله, لماذا يجلبونني من الأساس ؟ لذلك لاء.. التفكير هذا بدأ عندي قبل بكثير من الانفصال, ممكن أقول إنه هو زاد نوعاً ما هذا التفكير لكن ليس هو الذي وجده, أنا هذا الشيء بدأ عندي من قبل عدة سنوات من الانفصال لكن ربما هو زاده من ناحية إنه لماذا كل هذا الإزعاج.. لما كل هذا الألم النفسي.. لما كل هذا العذاب النفسي من الأساس.. , فقط هكذا.. ربما هو زاده لكن ليس هو الذي أحدثه.
بالمناسبة أنا حياتي كالقصة التي حصلت معي أعطتني مثال جديد عن اللاإنجابية, دعمت لي تفكيري بشيء.. هذه على سبيل المثال إنه أنا عائلتي كانوا يعيشوا حياة جميلة.. قالو نحن لدينا كل شيء.. لدينا كل شيء كامل لماذا لا نجلب طفل ونؤمن له كل شيء يريده ؟ مثلاً.. ,جلبوني إلى هذه الحياة وفعلاً عشت حياة لطيفة, تقريباً كل شيء كنت أريده يكون موجود.. تدليل لي لأنه ليس هناك أحد غيري.. كان كل شيء كامل, بعد عدة سنوات انفصلوا, حسناً أليس على الأساس إنه هذه ستعيش حياة سعيدة ! برأيكم ابنتكم لن تحزن لأنكم سوف تنفصلوا أنتم ؟ لذلك باختصار الشخص لا يستطيع توقع ماذا سيحصل مستقبلاً ولا بأي شكل من الأشكال, فهي مقامرة, مقامرة بكل الأحوال.
مها: سألتها أيضاً عن موضوع اختيار شريك الحياة.
مايا: موضوع الشريك, أنا الشخص المرتبطة به صار لنا سوياً سنة وبضعة أشهر, نحن من بداية علاقتنا الاثنان لدينا نفس الأفكار, أساساً نحن بدأنا كأصدقاء فكان عندنا كثير أشياء مشتركة بمعنى نفس التفكير هذا, أنا وإياه لاإنجابيين.. أنا وإياه كذا.. كذا.. , لذلك متفقين على هذا الشيء بكل أريحية وبكل قناعة, وتناقشنا بهذا الموضوع عدة مرات, هذا الموضوع لست أحمل همّه, أما من ناحية أنا والشخص الحالي لم نكمل مع بعض مستقبلاً لبعد سنوات فأنا مستحيل أقبل أني أرتبط بشخص هو يريدني أن أنجب, لأنه بالنهاية آراءه تختلف عن آرائي, " أنا لن أفعل هذا الشيء كرمالك " لأن هو يخالفني.. يخالف معتقداتي.. يخالف تفكيري.. , فأنا أعتذر منه, حتى لو أحببته أنا لن أستطيع أكون معه, هذا أعتبره شيء أساسي ببناء العلاقة مع الشريك الخاص فيّ.
مها: قبل الختام مايا لديها شيء أخير تقوله لكم.
مايا: أريد أعلق تعليق بسيط للناس التي تقول لي إنه الإنجاب هو غريزة, والإنجاب هو فطرة مثل الأكل والشرب, والإنجاب هو أساسي لاستمرار البشرية, أريد أقول له هذه مشكلتي الأساسية أنا إنه أنت لماذا تريد للبشرية تستمر ؟ هنا الفكرة الأساسية, ما هو الذي جداً مهم بأن البشرية تستمر ؟ البشر هم عملياً يدمرون الكرة الأرضية, نحن بسبب كثير أشياء مثل الاحتباس الحراري, بمعنى الكرة الأرضية أحسن بكثير من دوننا نحن, نعم فعلياً الإنجاب هو أساسي لاستمرار البشرية لكن قل لي لماذا الاستمرار هو شيء أساسي ؟ لماذا تريدنا نستمر ؟ أنا فكرتي هنا, وأيضاً لاء.. لا تستطيع تقول لي إنجاب كائن إلى الحياة هو شيء غريزي لأنه أي أحد اغتصب بنت في الشارع يقول لي " هذه غريزتي ", هو ليس مبرر أن هذه غريزتك, تريد تقول لي هذه طبيعة الإنسان.. طبيعة الإنسان حين كان بالطبيعة لكن نحن الآن أصبحنا بالمدن, صار لدينا حضارات, نحن لسنا مازلنا نعيش بالطبيعة لتقول لي هذه طبيعة الإنسان, طبيعة الإنسان كثير أشياء.. طبيعة الإنسان إنه يسرق.. هذه أيضاً غريزة عند الإنسان.. رجل الكهف حين كان يسرق من الكهف الذي بجانبه مثلاً.. لكن هذه طبيعة الإنسان نعم لكن في الطبيعة, لا تأتي إلى المدينة.. إلى المدن وتجلس تقول لي من داخل منزلك إنه هذه طبيعة الإنسان.. , لاء.. نحن هنا نعمل لنغيّر طبيعة الإنسان لتتواكب مع حياتنا الحالية الآن.. مع حياتنا الجديدة.
مها: شكراً لاستماعكم, للمشاركة أو الاستفسارات تواصلوا معي عبر الواتس اب 00971568531592, إلى ذلك الوقت ابقوا بخير واستمعوا إلينا دائماً من خلال موقعنا akhbaralaan.net وجميع منصات البودكاست.
بإعداد وتقديم بودكاست " صارت معي " أرافقكم دائماً أنا مها فطوم.
إلى اللقاء.
قائمة الحلقات
-
مها فطوم
كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟
كيف يتحمل مضيف الطيران نفسيات الركاب المختلفة؟ عمار نفاع مضيف طيران سابق بخبرة تزيد عن 11 سنة، يشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا شغل" تفاصيل ومعلومات عن عالم مهنة مضيف الطيران وبعض أسرارها ...
-
مها فطوم
القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها
القهوة تستحق أن أصبح باريستا لأجلها الريم الهناوي شابة إماراتية عمرها 23 سنة، توجهت للعمل كباريستا في واحدة من أشهر الكافيهات بالعالم بعد أن قررت عدم متابعة دراستها الجامعية. تشاركنا في بودكاست صارت معي ضمن ...
-
مها فطوم
معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى
معلومات لا تعرفها عن تغسيل الموتى الشيخ أحمد عودة والشيخ حسين سليمان سوريان مقيمان في لبنان، بالإضافة لعملهم الأساسي في التعليم الديني يقدمون خدمة تغسيل الموتى منذ سنوات طويلة ، شاركونا في بودكاست صارت معي ...
-
مها فطوم
لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟
لماذا لا نحب موظفي الـ HR؟ ليلاس مكي متخصصة في الموارد البشرية وعلى منصات التواصل الإجتماعي كريمة جداً في نصائحها للباحثين عن عمل والراغبين بتطوير أنفسهم مهنياً، شاركتنا في بودكاست صارت معي ضمن سلسلة "خفايا ...
-
مها فطوم
تشويقة: سلسلة "خفايا شغل" - بودكاست صارت معي
"خفايا شغل" سلسلة حلقات في بودكاست صارت معي نستضيف فيها أشخاص من مهن وخدمات مختلفة ليخبرونا أسراراً لا نعرفها كأشخاص خارج مجالهم وكواليس تحصل أثناء ممارسة المهنة بالإضافة إلى مواقف طريفة وغريبة حصلت معهم. إعداد ...
-
مها فطوم
كيف نتحرر من القوالب الضيقة التي وضعونا بها؟
غالية تركي صبية سورية فلسطينية مواليد 1991 مقيمة في الإمارات منذ عامين وتعمل في مجال إدارة المشاريع التسويقية والخدمات الإلكترونية، تشاركنا في بودكاست صارت معي تفاصيل تجربة قاسية وصلت فيها للموت بسبب التنمر وعدم تقبل ...