الجيش اللبناني يؤكد قدرته على ضبط المناطق التي تنسحب منها إسرائيل

استبق أهالي البلدات الجنوبية اللبنانية الواقعة في جنوب الليطاني بدء سريان مفعول طلب إسرائيل بتمديد مهلة الهدنة التي حددتها اللجنة الدولية المشرفة على تثبيت وقف إطلاق النار والتي انتهت في الساعات الماضية، وقامت مجموعات منهم بالدخول إلى قراهم عنوةً بالتنسيق مع وحدات من الجيش اللبناني المتمركزة على تخومها، والتي عملت على إزالة السواتر الترابية التي رفعتها عند المداخل المؤدية إليها لتلتحق فوراً بالعائدين إلى قراهم.

ووجه عدد كبير من اللبنانيين انتقادات لسكان مناطق الجنوب العائدين الذين رفعوا أعلام حزب الله وإيران ولم يرفعوا العلم اللبناني.. مع العلم أن الحكومة اللبنانية والجيش هما من توصلا لهذا الاتفاق مع إسرائيل وليس حزب الله الذي دمر الجنوب بسبب ممارساته الخاطئة والتي أدت إلى مقتل أغلب قادته وإضعافه وتدمير بنيته التحتية.

عودة سكان الجنوب.. أعلام وصور حزب الله حاضرة والعلم اللبناني غائب!

وأعلن البيت الأبيض الأحد عن تمديد “الاتفاق” بين لبنان وإسرائيل حتى 18 فبراير/ شباط، بعد عدم التزام إسرائيل بالموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني.

وأوضح البيت الأبيض في بيان مقتضب أن “الاتفاق بين لبنان وإسرائيل الذي تشرف عليه الولايات المتحدة سيبقى ساري المفعول حتى 18 فبراير/ شباط 2025”.

كذلك، قال البيت الأبيض إن “الولايات المتحدة ستتفاوض مع إسرائيل ولبنان من أجل إعادة المعتقلين الذين أُسروا بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023”.

ولم يتحدث البيان المقتضب صراحة عن وقف إطلاق النار.

عودة سكان الجنوب.. أعلام وصور حزب الله حاضرة والعلم اللبناني غائب!

قلق من العودة وتأييد حكومي

ومع أن دخول الأهالي إلى بلداتهم تعرض لإطلاق النار من الجيش الإسرائيلي المنتشر في المواقع المطلة على مداخل البلدات لمنعهم من العودة، فإنهم أصروا على المضي نحو بلداتهم مما شكل تحدياً لإسرائيل وإحراجاً للولايات المتحدة الأمريكية التي تجاوبت مع طلب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، تمديد مهلة الهدنة لمدة شهر بذريعة أن لدى جيشه صورا لوجود أنفاق ومخازن لسلاح حزب الله تفرض عليه تمديد المهلة للتخلص منها.

وبحسب وسائل إعلام فإن رئاسة أركان الدولة اللبنانية أبلغوا رئيس لجنة المراقبة الجنرال الأمريكي جاسبر جيفيرز، أن لبنان ملتزم بوقف النار، وأنه لا صحة لتباطؤ الجيش في الانتشار، كما تدعي إسرائيل، وهو على أتم الجاهزية لأخذ المواقع فور إخلائها من الجيش الإسرائيلي الذي يخالف بخروقه الاتفاق.

وقوبل الدخول السلمي للأهالي بتأييد من رؤساء الجمهورية العماد جوزيف عون، والمجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والمكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام، وبدعوتهم المجتمع الدولي والأطراف الدولية الراعية للاتفاق بممارسة الضغط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب من الجنوب، والتقيُّد بتعليمات الجيش للحفاظ على الإطار السلمي للدخول منعاً للإخلال بالأمن.

واتسمت العودة السلمية للأهالي، بالتنسيق مع وحدات الجيش اللبناني المتمركزة عند مداخل البلدات التي لم تسجل أي احتكاك، مما سهل دخولهم إلى قراهم بالتلازم مع دخول وحدات الجيش إليها، وبالأخص تلك الواقعة في القطاع الشرقي التي تقع على مرمى من المستوطنات الإسرائيلية في الشمال الإسرائيلي.

عودة سكان الجنوب.. أعلام وصور حزب الله حاضرة والعلم اللبناني غائب!

مواطن يعود مع ابنه الذي يرفع علم حزب الله (رويترز)

ولم يؤد تصدي الجيش الإسرائيلي للأهالي، مستخدماً إطلاق النار، إلى منعهم من دخول قراهم، مما فتح الباب أمام تبدل المشهد السياسي جنوباً، وطرح أسئلة حول رد إسرائيل على اندفاع الأهالي، وعن موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الوضع المستجد الذي فرض أمراً واقعاً لم يكن محسوباً شكل مفاجأة لمن هم في الداخل والخارج، وأربك اللجنة الدولية المشرفة على تثبيت وقف النار بعد أن تطوع رئيسها بنقل الذرائع الإسرائيلية لتبرير طلبها تمديد المهلة لمدة شهر، مع أن في وسعه أن يحيل ذرائعها على الجيش ليتولى بمواكبته التأكد من وجود أنفاق ومخازن سلاح للحزب لوضع اليد عليها.