الاعتداء على فتاة في لبنان يأتي وسط ارتفاع نسبة جرائم قتل النساء بمعدّل 300%

يكاد لا يمرّ يومٌ في لبنان من دون أن تقع مصيبة أو تحدث مأساة يكون فيها اللبناني ضحية المعتدي المباشر عليه أولاً، وضحية الدولة المهترئة المهملة ثانياً.

بعد أيام معدودة على فضيحة التيكتوكر جورج مبيّض الذي يعمل ضمن عصابة منظمة لاستدراج الأطفال واغتصابهم وتصويرهم، استيقظ اللبنانيون على فاجعة جديدة عنوانها الاعتداء والقتل ذهبت ضحيتها شابة لبنانية في مقتبل العمر.

فاجعة جديدة في لبنان.. الاعتداء على فتاة حتى الموت في أحد الفنادق

الجريمة البشعة حصلت في فندق معروف في منطقة الروشة بالعاصمة اللبنانية بيروت، وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء اللبنانية فإن الشابة ز. م. توفيت بعد تعرّضها لاعتداء في الفندق المذكور والذي تعمل فيه كموظفة.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الفتاة تعرّضت للتعنيف على يد موظّف في الفندق، الذي نفّذ فعلته ثم ألقى بها في مخزن، قبل أن يتم العثور عليها من قبل بعض العاملين ونقلها إلى أحد مستشفيات العاصمة فيما كانت بحالة حرجة جدّاً وإنما على قيد الحياة، لكنها سرعان ما توفيت.

الحادثة ترافقت مع معلومات متضاربة حول تعرّض ابنة الجنوب اللبناني للاغتصاب من عدمه، ففي الوقت الذي تحدثت بعض الجهات عن حصول اغتصاب، نفت مصادر قريبة من عائلة الضحية عبر وسائل إعلام لبنانية أن تكون الفتاة قد اغتُصبت، موضحة أنّ تقرير الطبيب الشرعي أثبت عدم وجود آثار لاغتصاب بعد الكشف على الجثة، لكن الضربة التي تعرضت لها كانت قوية جداً وتحديداً في الرأس.

فاجعة جديدة في لبنان.. الاعتداء على فتاة حتى الموت في أحد الفنادق

أما بالنسبة للتحقيقات، فقد فتحت القوى الأمنية تحقيقا في الحادث، وهي تلاحق الجاني للقبض عليه بعد تواريه عن الأنظار، علماً أن التحقيق بات بعهدة شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني.

موجة من الغضب

قصة الشابة صاحبة الـ33 عاماً، أحدثت غضباً في الشارع اللبناني وهذا ما عكسته مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة الماضية، خصوصاً أنها تلت الصدمة التي أحدثها الكشف عن عصابة اغتصاب الأطفال بواسطة تطبيق تيك توك.

وتصدّر اسم الضحية الشابة منصة إكس، حيث عبّر المستخدمون عن غضبهم وحزنهم لهذه المأساة.

 

 

اعتبر البعض أن الاعدام يجب أن يكون مصير المعتدي، التي تحدّثت المعلومات أنه سوري الجنسية.

في حين رمى البعض الآخر سهامه على الدولة اللبنانية المهترئة، ملقياً باللوم على المسؤولين وعلى تقصيرهم في هذا الملف وتحديداً في ما يخص حماية الناس والتشدد في إجراءات السلامة، وكذلك في ضبط مسألة الملف السوري.

كما دعا بعض المغردين النساء والفتيات إلى التنبّه واستخدام وسائل الدفاع عن النفس خصوصاً في ظل غياب أنظمة الحماية الاجتماعية والأمنية.

أرقام مقلقة حول جرائم قتل النساء في لبنان

كشفت منظمة “أبعاد” اللبنانية التي تهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، ارتفاع نسبة جرائم قتل النساء في لبنان في العام 2023 بمعدّل 300%، حيث قتلت 29 امرأة خلال العام المنصرم أي بمعدّل امرأتين شهريّاً.

وبحسب أرقام “أبعاد”، ارتفعت وتيرة العنف المرتكب ضدّ النساء والفتيات في لبنان في العام 2023، في وقت بلغت نسبة التبليغات على الخط الساخن التابع لوزارة الداخلية اللبنانية 767 شكوى أي بمعدّل 64 شكوى شهريّاً.

ووفقًا للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، فإنّ نسبة ضحايا الإعتداء الجنسي من النساء والفتيات ارتفعت أيضاً خلال العام 2023 مقارنة بسنة 2022، وبلغ عددهن 172 ضحية.

فاجعة جديدة في لبنان.. الاعتداء على فتاة حتى الموت في أحد الفنادق

وفي الإطار نفسه، شددت المنظمة على أهمية الإبلاغ عن جرائم العنف وضرورة الاستجابة السريعة لقوى الأمن الداخلي والتحقيق فيها وإحالتها الى القضاء المختص لإصدار الأحكام العادلة والرادعة. كذلك أكدت وجوب  تشديد العقوبات على هذه الجرائم للحد من ارتكابها.

وفي ما يلي أبرز الأرقام والحقائق الصادرة عن المنظمة حول جرائم القتل ضد النساء في لبنان:

  • 29 امرأة قتلت خلال عام 2023 بمعدل ضحيتين شهريّا أما عام 2022 فبلغ عدد الضحايا 11 امرأة
  • 172 هو عدد ضحايا العنف الجنسي المرتكب ضدّ النساء والفتيات في لبنان خلال عام 2023 أي بمعدل 14 ضحية شهريّاً أما عام 2022 فقد بلغ عدد الشكاوى 121
  • بلغ عدد ضحايا الإبتزاز الإلكتروني 407 ضحية لعام 2023
  • تلقّت قوى الأمن الداخلي 767 شكوى  خلال العام 2023 على الخط الساخن لمناهضة العنف الأسري أي بمعدل 64 شكوى شهريّاً أما العام 2022 بلغ عدد الشكاوى 808 شكاوى.