السيدة زينب ذريعة إيران للسيطرة على المنطقة وتغييرها ديموغرافيا

طوال سنوات الحرب السورية.. كانت إيران وميليشيا حزب الله تفرض سيطرتها على مناطق في دمشق بحجة حماية المقامات الدينية.. وبالتحديد مقام السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.. ولكن للأسف حولت إيران هذا المقام من مقام لحماية القاصدين إلى مقام لحماية مخازن السلاح والمخدرات.

مستوطنة إيرانية

قال عصام الدحام أبو أحمد وهو أحد سكان منطقة السيدة زينب لأخبار الآن: إن إيران استولت على العدد من الأراضي والمحال التجارية والعقارات، بالترهيب والتخويف وبالتزوير،

مبينا أنها كانت تتعاون مع مجلس بلدية المنطقة لتمرير عقود مزورة تسمح لها بممارسة عملها في بناء وتأجير المحال لأشخاص من طائفة معينة في محاولة لإفراغ المنطقة من السنة.

وأضاف أن حزب الله استولى على أرض كانت لعائلة الهباش وحولها إلى ساحة للعائلات ولألعاب الأطفال ولكن خلفها كان يتم تخزين السلاح وتخبئة المخدرات.

كيف عملت إيران على تهجير السكان وتحويل السيدة زينب إلى قاعدة نفوذ ومخازن سلاح؟

 

تغيير ديموغرافي

منطقة السيدة زينب الواقعة على بعد نحو 8 كيلومترات جنوب شرقي العاصمة دمشق كانت تعد المعقل الرئيسي للميليشيات الإيرانية،

حتى بات عدد الميليشيات يزيد على 50 فصيلاً، ويتجاوز عدد مسلحيها عشرات الآلاف يعملون تحت قيادة خبراء عسكريين إيرانيين.

من جهته قال مختار منطقة السيدة زينب راكان الغوش لأخبار الآن 

إن الميليشيات الإيرانية أغلقت جميع الشوارع التي تصل إلى المقام بحجة حمايته، إلا أنها حولت المنطقة إلى ثكنة عسكرية لتدريب العناصر العراقية والأفغانية.

وأضاف أن هذه الأراضي لأجداده وهم كانوا أول من سكنوا خلف المقام عام 1958، ثم سلبت منهم الأوراق التي تثبت ملكيتهم، وقامت هذه الجهة باستملاك الحديقة العامة وفندق السودان وأرض الطبب، بحجة الانتفاع من ايجاراتها للمقام إلا أن الدخل كان يعود لآل مرتضى الذين دخلوا المقام لخدمة الزوار عام 1963 وأصبحوا اليوم يمتلكون عقارات كثيرة.

كيف عملت إيران على تهجير السكان وتحويل السيدة زينب إلى قاعدة نفوذ ومخازن سلاح؟

وخلال سنوات الحرب في سوريا، بدأت المنطقة تتحوّل “إلى مدينة كبيرة، ويمكن القول إنها أصبحت تشبه الضاحية الجنوبية لبيروت. شهدت المنطقة تغييراً ديموغرافياً كبيراً، وأصبحت مأهولة بشكل أساسي من قبل إيرانيين وأفغان وعراقيين شيعة، يقدّر عددهم بعشرات الآلاف.

كما أثبتت خلال هذه السنوات أنها مقرّ مهم على المستوى اللوجستي والعسكري لإيران.

ونتيجة للزيادة المستمرة في عدد السيّاح الدينيين، خاصة القادمين من العراق والزوار الشيعة من جميع أنحاء العالم، بدأ المزارعون السابقون والسكان المحليون ببناء الفنادق وتجهيز مجمعات الشقق للإيجار في المناطق الواقعة إلى الشرق والجنوب الشرقي من المرقد.

وبحسب الموقع الرسمي للعتبة الزينبية، تدير عائلة المرتضى السورية المقام منذ القرن السادس الهجري، حين قام جد الأسرة السيد حسين بن شيخ الإسلام موسى بوقف أملاكه في قرية راوية ولا تزال عائلته حتى يومنا هذا تشرف على المقام بالتنسيق مع وزارة الأوقاف السورية.

….

السيدة زينب

توفيت زينب في عام 62 هجرية (681 ميلادية). ويحيي المسلمون، وخاصة الشيعة، ذكرى وفاتها سنوياً في 15 رجب.

ظلّ مكان دفن السيدة زينب بنت علي موضع جدل تاريخي؛ فبينما تشير بعض الروايات إلى وفاتها في المدينة المنوّرة، تقول أخرى إنها توفيت في سوريا بعد سفرها مع زوجها، وهناك من يذكر أنها نُفيت إلى مصر لنشرها أخبار كربلاء.

كيف عملت إيران على تهجير السكان وتحويل السيدة زينب إلى قاعدة نفوذ ومخازن سلاح؟

المقام عام 1955

هذا الغموض يجعل مكان دفنها غير مؤكد، مع وجود ادعاءات بوجود جثمانها إما في مقام السيدة زينب بدمشق أو في مسجد السيدة زينب بالقاهرة.

ومع مرور الوقت، تحول هذا الضريح إلى مزار ديني رئيسي يجذب ملايين الزوار سنوياً، رغم استمرار الجدل حول ما إذا كانت السيدة زينب مدفونة فيه بالفعل.

كيف عملت إيران على تهجير السكان وتحويل السيدة زينب إلى قاعدة نفوذ ومخازن سلاح؟

ضريح السيدة زينب

وبعد وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد عام 2000، بدأت المنطقة بالتوسع بشكل أكبر، وأصبحت مقرّاً لما يمكن أن “نسميه المرجعيات والشخصيات الشيعية الإيرانية الموجودة في المنطقة”، وفقاً لخلف.

كما أن إيران عملت على شراء العقارات المجاورة لهذا المقام، ودفعوا الملايين. وفي التسعينيات، تحوّلت السيدة زينب إلى مدينة قائمة بذاتها، حيث تم إنشاء مدارس شيعية وحوزات علمية ومستشفيات بتمويل إيراني”.

المهندس ياسين جابر من أهالي منطقة السيدة زينب قال لأخبار الآن: 

إن لديه مستندات تثبت تقديم عائلته أراضي هبة لمقام السيدة زينب من أجل توسعته لاستقبال الزوار الذين يأتون من كل مكان، إلا أن عملية التحايل والاستملاك التي كانت تقوم بها عائلة آل مرتضى بالتعاون مع القصر الجمهوري وإيران لم تعد مقبولة.

وأضاف أن عائلة آل مرتضى تسرق المقام وكل عائداته وتستولي على عقارات سكنية ومحال تجارية وتقوم بإعادة تأجيرها لمواطنين شعية بهدف إثارة النعرات الطائفية.

كيف عملت إيران على تهجير السكان وتحويل السيدة زينب إلى قاعدة نفوذ ومخازن سلاح؟

منطقة صراع

في الفترة الماضية أصبحت منطقة السيدة زينب رمزاً من رموز الصراع الدائر في سوريا، ومحط أنظار للمقاتلين الشيعة الذين توافدوا إليها تحت شعار حماية مقام السيدة زينب في وجه الجماعات الجهادية التي كانت تُهدّد المرقد.

واليوم، لم يعد مقام السيدة زينب يحمل بعداً دينياً فحسب؛ إذ يصعب اليوم فصل المقام في ريف دمشق عن أبعاده السياسية المرتبطة بالجهات التي جاءت للدفاع عنه.

وشهد المقام خلال الحرب في سوريا حصاراً متكرراً، وتعرض لقصف عنيف، كما اندلعت في محيطه معارك ضارية، منها في بلدة تُدعى حجيرة تقع على أطراف السيدة زينب. وظلّت المنطقة ساحة للمعارك لسنوات طوال، وهي لا تزال تحتضن مراكز ومقرات إيرانية ولحزب الله.

كيف عملت إيران على تهجير السكان وتحويل السيدة زينب إلى قاعدة نفوذ ومخازن سلاح؟

قبة مقام السيدة زينب

المنطقة تحولت في العقد الماضي إلى ما يشبه المركز الإيراني اللبناني الذي يضم مقاتلين شيعة سوريين ولبنانيين عراقيين

لكن اليوم تبدل المشهد كثيراً فالمنطقة تخلصت من الصبغة الإيرانية التي ألبست بها وفي غضون يومين اختفى منها النفوذ الكبير الذي رسخته فيها إيران وميليشياتها وحزب الله اللبناني، وانتهت سيطرتهم عليها؛ وهو ما ترك ارتياحاً واسعاً لدى أهلها؛ لأن منطقتهم عادت إليهم.