المرصد ٢٥٠: عشرية داعش الأولى .. انحسار في المركز وتمدد في الأطراف
المرصد
المرصد ٢٥٠: عشرية داعش الأولى .. انحسار في المركز وتمدد في الأطراف
/

المرصد ٢٥٠: عشرية داعش الأولى .. انحسار في المركز وتمدد في الأطراف

نهاد الجريري

في عشرية داعش الأولى … انحسار في المركز وتمدد في الأطراف. وفوضى هيئة تحرير الشام … إعادة اعتقال معارضين واتهام بحبس أطفال، وأخيراً إياد أغ غالي مطلوب دولياً متهماً بجرائم ضد الإنسانية. التفاصيل في الحلقة 250 من بودكاست المرصد.

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

دبي (أخبار الآن)
المرصد ٢٥٠: عشرية داعش الأولى .. انحسار في المركز وتمدد في الأطراف

أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من ١٧ إلى ٢٣ يونيو. 

عناوين هذه الحلقة:

في عشرية داعش الأولى … انحسار في المركز وتمدد في الأطراف
فوضى هيئة تحرير الشام … إعادة اعتقال معارضين واتهام بحبس أطفال
إياد أغ غالي مطلوب دولياً متهماً بجرائم ضد الإنسانية

ضيف الحلقة:
الأستاذ عبدالله سلمان، الباحث والمحلل السياسي. يحدثنا عن سنوات داعش العجاف.

 

نص الحلقة :

عشرية داعش الأولى

في مثل هذه الأيام من العام ٢٠١٤، سيطر داعش على أراضٍ شاسعة من العراق والشام زاعماً  ”خلافة“ لتكون منطلقاً ووجهةً لإرهاب طال المنطقة والعالم؛ بانتقال ثقل التنظيم من المركز إلى الأطراف.  في ١٠ يونيو ٢٠١٤، سيطر داعش على الموصل غرب العراق بعد أن استحكم في شرق سوريا في الفترة من يناير إلى يونيو ذلك العام. في ٢٩ يونيو أعلن أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم في ذلك الوقت، أن داعش أسقط لفظي الشام والعراق من اسمه وأصبح ”خلافة“ يتزعمها ”خليفة“ هو أبو بكر البغدادي. في أغسطس ذلك العام، ارتكب التنظيم إبادة جماعية في حق الإيزيديين؛ مستكملاً سلسلة من المجازر في حق معارضيه سنة وشيعة من الشعيطات إلى سبايكر. مع نهاية العام، كان التنظيم وسّع شبكته في العالم: في إفريقيا وجنوب شرق آسيا. 

في موازاة ذلك، نشطت الماكينة الإعلامية للتنظيم بنشر إصدارات منتظمة أظهرت بطش التنظيم وصوّرت حياة وردية في كنفه ترغيباً ”بمهاجرين“ جدد. وهكذا، تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من ٤٠ ألف أجنبي انضمّوا إلى داعش من ١١٠ دول في الفترة من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٨.  في تلك السنوات، حكم داعش ١٠ ملايين نسمة بين العراق وسوريا؛ واستحوذ على مقدرات المنطقة التي وفرت للتنظيم دخلاً سنوياً اقترب من ملياري دولار في ٢٠١٤. في السنوات التالية، انخفض الدخل إلى النصف ولكنه ظل في معدلات هائلة تُقدر بحوالي ٩٠٠ مليون دولار. لكن بحلول العام ٢٠١٧، بدأت قوات التحالف بضرب التنظيم حتى خسر آخر معاقله في مارس ٢٠١٩ في الباغوز على الحدود السورية العراقية قرب البوكمال. 

في السنوات التالية، استُنزفت قيادات التنظيم من الصف الأول؛ فخسر أربعة ”خلفاء“ مزعومين في الفترة من أكتوبر ٢٠١٩ إلى أبريل ٢٠٢٣. هذا الاستنزاف في ”القيادة“ انعكس على الأرض، إذ لاحظ باحثون ”تقلصاً“ وانكماشاً غير مسبوقين في هجمات التنظيم حتى كاد التنظيم ”يختفي“ من العراق في السنوات الأخيرة. وهكذا تحوّل ثقل التنظيم من العراق والشام إلى إفريقيا ليس فقط من حيث الهجمات كماً ونوعاً وإنما أيضاً من حيث القدرة المالية فأصبحت الفروع تمول المركز. 

قابل ذلك انكماش في الإنتاج الإعلامي للتنظيم فطفت على السطح خلافات بين الإعلام الرسمي والمناصر وصلت إلى حد التخوين. 

لكن مع كل هذا، يحذر الأكاديميون والخبراء بناء على معطيات رياضية بحتة أن التنظيم لا يزال يشكل خطراً إلى حد تصعيد العنف في المركز - العراق والشام. وهنا يبرز أثر فرع التنظيم في خراسان بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وعودة طالبان لحكم كابول. فبالإضافة إلى هجمات التنظيم ضد الأفغان؛ توسع عنفه إلى ما وراء الحدود موقعاً ضربات موجعة في إيران وروسيا.

نختم ملف داعش، بإعلان آخر عن قتل قيادي رفيع في داعش العراق/الشام. فقد أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) تنفيذ غارة جوية شمال سوريا يوم ١٦ يونيو أسفرت عن قتل أسامة جمال محمد إبراهيم الجنابي الذي وصفته بأنه مسؤول كبير في داعش. وقالت إن تصفيته ستؤدي إلى ”تعطيل قدرة داعش على توفير الموارد وتنفيذ الهجمات الإرهابية.“

حساب قناة فضح عباد البغدادي والهاشمي كشف عن أن الجنابي ويُكنّى بأبي ليث، كان يعمل في فرقة ذات الصواري التابعة لولاية العراق؛ وأنه انتقل إلى سوريا ليعمل مسؤولاً في التجهيز والتسليح العام. انتقل إلى عفرين بعد قتل قرداش. 

في التعليق، قال الحساب: ”هاهو يا سادة مسؤول آخر من جماعة "باقية" يضاف لقائمة الأمراء الذين قتلوا وفي جيوبهم هويات مزورة من مناطق وصفها التنظيم بـ "بلاد الكفر“.“

 

هتش وفوضى الاعتقالات

دفعة جديدة من الاعتقالات في أوساط معارضي هيئة تحرير الشام في إدلب؛ كان من أبرزهم أبو شعيب المصري. فلم يمض أسبوع على إطلاق أبي شعيب (طلحة المسير) حتى أعاد جهاز الأمن التابع للهيئة اعتقاله أو ”خطفه“ كما قال المعارضون. السبب كما نُقل عن أنصار الهيئة هو أن المسير أخلّ بالتعهد الذي قطعه على نفسه بكفالة رئيس جهاز التفتيش القضائي إبراهيم شاشو. ودلّلوا على ذلك بمقابلة أجراها معه الأكاديمي الدكتور أيمن جواد التميمي. المعارضون كذبوا هذا الادعاء واعتبروا أن لا شيئ في المقابلة يشكل خرقاً للتعهد. وقيل إن السبب في اعتقاله هو منشور في حسابه على التلغرام نشره بمناسبة العيد. في المنشور تجنب ذكر لفظ ”السجن“ واستعاض عنه بلفظ ”الخلوة.“ الأهم أنه أشار إلى وجود أطفال في سجون الهيئة مثل بيان التي تبلغ خمس سنين. إبراهيم شاشو، ممثلاً الهيئة، باعتباره رئيس جهاز التفتيش القضائي فيها، نفى في قناته المخصصة للفتاوى أن ثمة أطفالاً في السجن. قال: ”الادعاء بوجود أطفال معتقلين أو معاقبين في سجون المحرر غير صحيح وزعم باطل، فلا يعاقب الجاني مالم يكن بالغاً عاقلاً لا بالسجن ولا بعقوبة أخرى، ومن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل لا مجرد إطلاق الكلام جزافاً بظن وتخمين دون بينة.“ فانهالت الشهادات من سجناء وسجينات وناشطين وناشطات أكدوا وجود أطفال في المعتقل. أنصار الهيئة برروا ذلك بأن المعتقلات هنّ من طالب باصطحاب أطفالهن. لكن هذا لم يمنع المعارضين من انتقاد ردّ شاشو. الشرعي المنشق أبو يحيى الشامي قال: ”هب يا دكتور شاشو أنها دعوى مقامة ضد الجولاني، أنه يسجن أطفال ونساء في الأقبية الأمنية، فإن كنت لا تجرؤ على الذهاب وتفتيشها، فاصمت واعتذر بخوفك.“ 

مرض الجولاني

بعد تردد أنباء عن مرض زعيم هيئة تحرير الشام أبي محمد الجولاني مرضاً يهدد حياته، ظهر الرجل في أيام عيد الأضحى مستقبلاً التبريكات. حسابات الهيئة ولأول مرة منذ تردد الشائعات في ٤ يونيو الجاري، قالت إن مرض الجولاني شائعة والدليل هو تلك الاستقبالات. 

إياد أغ غالي … جرائم ضد الإنسانية

قررت محكمة العدل الدولية رفع الحجب عن مذكرة اعتقال بحق إياد أغ غالي، زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة في مالي.  المحكمة أقرّت مذكرة الاعتقال في يوليو ٢٠١٧ شريطة إحاطتها بالسرية التامة حفاظاً على القرائن والشهود. لكن بعد طلب من المدعيين، قررت أخيراً رفع الحجب. لائحة الاتهام الموجهة ضد أغ غالي تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية  إبان سيطرة جماعة أنصار الدين على تمبكتو وسط مالي في ٢٠١٢. هذه الجرائم تضم  الاغتصاب والقتل والسبي والتعذيب بالإضافة إلى مهاجمة المنشآت الدينية والتاريخية. 

طالبان تأكل نفسها

تعقيباً على زيارة نائب وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني إلى الخليج العربي، لاحظ الصحفي الأفغاني بلال صرواري أن زعيم طالبان هبة الله أخوندزاده اتخذ إجراءات إدارية قد يقصد منها تحجيم حقاني. في التفاصيل أن أخوندزاده نقل قريباً له اسمه مولوي قيوم من ولاية فراه غرب أفغانستان ليوليه حاكماً على خوست شرقاً والتي تُعد معقلاً لشبكة حقاني. 

تساءل صرواري ما إذا كان هذا محاولة من أخوندزاده لاحتواء حقاني، مؤكداً أن جماعة طالبان لم تكن يوماً متجانسة بل اعتراها الخوف وعدم الثقة والانشقاق والعنف. ويختم مخاطباً طالبان: ”حان الوقت لأن تصحوا وتدركوا الواقع وأن ترحموا الأفغان.“ 


قائمة الحلقات